جولات ميدانية في إطار أسبوع الأمم المتحدة بمصر

في إطار التعاون والتنسيق بين الحكومة المصرية وهيئة الأمم المتحدة، أطلق الأسبوع الماضي، أسبوع الشراكة بين مصر والأمم المتحدة، وذلك ضمن الإطار الاستراتيجي للشراكة من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF) الذي يمتد خلال الفترة 2023 - 2027.

ويعد الإطار الاستراتيجي للشراكة من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF)، وثيقة شاملة وإطارًا منظمًا للعمل المشترك بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة ووكالاتها العاملة في مصر، ويهدف إلى تطبيق أهداف التنمية المستدامة ودعم أولويات الحكومة المصرية في هذا الصدد.

كذلك فإن التعاون بين مصر والأمم المتحدة في ضوء الإطار الاستراتيجي يتضمن أطرافًا أخرى مثل القطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذلك الهيئات والمؤسسات البحثية، بالإضافة إلى الشركاء متعددي الأطراف.

تجدر الإشارة إلى أن الأطار الاستراتيجي للفترة 2023 - 2027 يعد امتدادًا لإطار الشراكة 2018 - 2022.

ومن خلال إطار الشراكة 2018 - 2024 جرى التعاون بين مصر والأمم المتحدة في عدد من المحاور هي: التنمية الاقتصادية الشاملة، استدامة الموارد الطبيعية، العدالة الاجتماعية، وتمكين المرأة.

ويترأس اللجنة التوجيهية المشتركة للإطار الاستراتيجي للشراكة من أجل التنمية المستدامة (UNSDCF)، كلًا من وزيرة التعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، ومنسقة الأمم المتحدة المقيمة بمصر، إلينا بانوفا.

ومن بين وكالات الأمم المتحدة التي تعمل ضمن هذه الشراكة، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، صندوق الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة (UNWomen).

والأمم المتحدة تعد أحد أهم شركاء التنمية للحكومة المصرية، حيث يتم التنسيق بين الطرفين للاستفادة من الخبرات التنظيمية الواسعة للأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة في تنفيذ أهداف الحكومة ذات الصلة بالتنمية المستدامة. وفي هذا السياق، فقد أطلقت وزارة التعاون الدولي، عام 2021، خارطة طريق للتشاور المشترك بين الحكومة المصرية والأمم المتحدة، وقد أسفرت الجهود المبذولة منذ إطلاق خارطة الطريق تلك عن وضع إطار الشراكة الجديدة للفترة 2023 - 2027، ويتضمن التعاون أيضًا مع شركاء التنمية الآخرين من القطاع الخاص والمجتمع المدني.

زيارة مشروعات بمحافظة المنيا

استهلت إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الأسبوع الماضي، بزيارة لمحافظة المنيا.

الزيارة كانت يوم السبت قبل الماضي (25 فبراير) حيث قاما بتفقد المدارس الحقلية ضمن برنامج الاستثمارات الزراعية المُستدامة وتعزيز مستوي المعيشة، بقرية الجهاد 4 بمركز العدوة بمحافظة المنيا، الممول من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، وذلك بمشاركة الدكتور محمد إبراهيم أبوزيد، نائب محافظ المنيا، وممثلي منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والوكالات الأممية المعنية.

برنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة

يعد برنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة وتعزيز سبل المعيشة، أحد المشروعات الجارية بالشراكة بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية "إيفاد"، تحت مظلة أولويات الدولة الوطنية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والأمم المتحدة، حيث يستهدف تحقيق التنمية الريفية الشاملة من خلال تعزيز استفادة صغار المزارعين من خدمات الإرشاد الزراعي والتسويق والتوعية بأهمية الإنذار المبكر والإبتكار الزراعي والتكنولوجيا الزراعية وأنظمة الزراعة المستدامة، وتوفير مصادر دخل متنوعة للمستفيدين من الشباب والسيدات، بالإضافة إلي زيادة الإنتاجية وتمكين صغار المربين وحفظ السلالات الحيوانية وتعزيز تكنولوجيا الملقحات.

من جانبها، علقت إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، على هذا البرنامج قائلةً: "إن عملنا المشترك في المنيا، بشكل جماعي في الأمم المتحدة، مع الحكومة المصرية وشركاء التنمية، مصمم لتلبية احتياجات وأولويات المجتمعات المحلية من خلال الحلول التي تستفيد من القدرات والمواهب الهائلة لصغار المزارعين والشباب الموجودين هنا في المنيا". 

وأضافت "بانوفا" أن أحد الأهداف الرئيسية لإطار التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة هو تلبية احتياجات المجتمعات على المستوى المحلي - المنطقة والقرية، لا سيما في تقليل الفوارق بين الجنسين والرقمية والاقتصادية.

مشروع رابحة

زيارة "بانوفا" و"المشاط" إلى محافظة المنيا أيضًا تضمنت تفقد خدمات وحدة الرعاية الصحية الأولية، وبرنامج التربية الإيجابية في القُرى التي تشملها مُبادرة حياة كريمة، بقرية صفط الشرقية بالمنيا، كما تم تفقد نتائج مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل النمو الشامل والمستدام "رابحة"، واستعراض عدد من المشروعات التي تنفذها رائدات الأعمال، في ضوء الشراكة بين مصر والأمم المتحدة ووكالاتها التابعة ممثلة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

جولة بالإسكندرية

في ثاني أيام أسبوع الأمم المتحدة بمصر (الأحد قبل الماضي - 26 فبراير)، قامت إلينا بانوفا، والدكتورة رانيا المشاط، بزيارة مشروع استخدام ألواح الطاقة الشمسيَّة في عمليات التسخين الخاصة بالقطاع الصناعيّ المصريّ، وبرنامج الكفاءة الخاصة بطاقة المحركات الصناعيَّة، وذلك بشركة سيدي كريري للبتروكيماويات بالإسكندرية (سيدبك)، بمشاركة اللواء محمد طاهر الشريف، محافظ الإسكندرية، والمهندس إبراهيم مكي، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، والمهندس محمد إبراهيم، العضو المنتدب لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ وممثلي وزارة التجارة والصناعة ووزارة البترول والثروة المعدنية واتحاد الصناعات المصرية ووكالات الأمم المتحدة.

زيارة مركز العجمي المجتمعي

كذلك تضمنت الجولة زيارة مركز العجمي المجتمعي الذي تديره منظمة كاريتاس الإسكندرية الأهلية، ويعمل من أجل الشراكة لتحسين آفاق النازحين القسري والمجتمعات المضيفة.

ويتم تنفيذ هذا المشروع بالشراكة مع منظمة العمل الدولية واليونيسيف ووزارة الخارجية الهولندية.

ومن الجدير بالذكر، أن المشروعات التي تم زيارتها في محافظتي المنيا والإسكندرية، هي من بين المشروعات المنفذة في ضوء إطار الشراكة بين مصر والأمم المتحدة للفترة 2018 - 2022.