الأمم المتحدة تكرر دعوتها وقف التصعيد بالقدس
أعرب خالد الخياري - الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، عن القلق إزاء أحداث الأسبوع الماضي في القدس، مكررًا دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها، وأن يحافظ الجميع على الوضع الراهن.
وأوضح "الخياري" في كلمته خلال إحاطة مفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أنه في 3 يناير الجاري، قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير بزيارة إلى الأماكن المقدسة في القدس، مصحوبًا بحراسة أمنية مشددة.
ولفت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، الانتباه إلى أن هذه الزيارة تعد الأولى لوزير إسرائيلي للموقع منذ عام 2017.
كانت الصين والإمارات العربية المتحدة، في أعقاب زيارة الوزير الإسرائيلي هذه إلى المواقع المقدسة، قد طلبتا، عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة التطورات الأخيرة. وفي الرابع من يناير انضمت إليهما فرنسا ومالطا.
دعوة إلى الامتناع عن أي أعمال تحريضية
في حين أن الزيارة لم تكن مصحوبة أو متبوعة بالعنف، وفق ما أفاد به المسؤول الأممي خالد الخياري أمام أعضاء مجلس الأمن، إلا أنه يُنظر إليها على أنها تحريضية بشكل خاص بالنظر إلى دعوة السيد بن غفير السابقة لإجراء تغييرات في الوضع الراهن.
وذكّر الأمين العام المساعد بما حصل في مرات عديدة في الماضي، قائلًا: "إن الوضع في الأماكن المقدسة في القدس هش للغاية. وأي حادث أو توتر يمكن أن ينتشر ويسبب العنف في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وأماكن أخرى في المنطقة".
ومع أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار، كرر خالد الخياري دعوة الأمين العام لجميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تصعد التوترات في الأماكن المقدسة وحولها، وإلى تمسك الجميع بالوضع الراهن، تماشيا مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية.
الأمم المتحدة على اتصال وثيق بالأطراف لخفض التوتر
قال خالد الخياري إن السلطة الفلسطينية وآخرين كثيرين عبر أنحاء المنطقة والمجتمع الدولي، قد أدانوا بشدة زيارة الوزير الإسرائيلي باعتبارها استفزازًا يهدد بإثارة المزيد من إراقة الدماء. كما حذر كثيرون من أي تغييرات في الوضع الراهن في الأماكن المقدسة.
وذكر المسؤول الأممي أنه عقب الزيارة، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤولون إسرائيليون كبار آخرون أن الحكومة ملتزمة بالتمسك بالوضع الراهن وأن الزيارة لا تمثل انحرافا عن شروطها ولا سابقة في ظل الوضع الراهن.
كما قال خالد الخياري أمام الهيئة الأممية المؤلفة من 15 عضوًا إنه خلال الأيام العديدة الماضية، ظلت الأمم المتحدة على اتصال وثيق بالأطراف المعنية لتهدئة الموقف، وستستمر هذه المشاركات في الأيام والأسابيع المقبلة.
وقال: "في هذه اللحظة الحساسة، ينبغي تشجيع جميع الجهود الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، بينما يجب رفض الاستفزازات والخطوات التحريضية والأعمال أحادية الجانب والتهديدات بالعنف رفضا قاطعًا".
وفيما شدد على أن القادة من جميع الأطراف يتحملون مسؤولية تهدئة نيران التوتر وتهيئة الظروف للهدوء، أكد أن الأمم المتحدة تظل على استعداد لمساعدة ودعم هذه الجهود.
ما الخط الأحمر لإسرائيل؟
في كلمته، سأل المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الدكتور رياض منصور، ما الخط الأحمر الذي ينبغي على إسرائيل أن تتجاوزه ليقول مجلس الأمن أخيرًا كفى ويتصرف وفقًا لذلك؟.
وبحسب "منصور"، فإن المجلس أبدى تجاهلًا تامًا تجاه قدسية الحياة الفلسطينية، وحرمة القانون الدولي، وحرمة الحرم الشريف.
وقال المراقب الدائم لدولة فلسطين: "لقد نفد صبر شعبنا، ولا ينبغي أبدا تفسير الاعتدال والشعور بالمسؤولية الذي نظهره على أنه ضعف".
وأكد السفير الفلسطيني أنه ليس لإسرائيل أي حق في السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وبالتالي لا توجد مطالبة شرعية على الحرم الشريف.
وأشار إلى أن أفعال إسرائيل لا علاقة لها بالحرية الدينية، وكل ما تفعله هو محاولة غير قانونية لتغيير طابع المدينة ومكانتها وهويتها.
وأوضح أن إسرائيل تريد إخراج القدس من طاولة المفاوضات من خلال ترسيخ ضمها غير القانوني للمدينة، مؤكدًا أنه لا سلام بدون القدس.
ولفت السفير "منصور" الانتباه إلى ما يتعرض له المسيحيون الفلسطينيون والأماكن المقدسة المسيحية من هجوم وقيود شديدة على المواكب الدينية وهجمات على رجال الدين وتدنيس للقبور.
وقال: "يعاني المسيحيون الفلسطينيون من نفس السياسات الاستعمارية والتمييزية مثل إخوانهم وأخواتهم المسلمين. يجب التمسك بالوضع الراهن التاريخي والقانوني، وحقوق الشعب الفلسطيني وسيادة دولة فلسطين".
وبحسب رياض منصور، يُظهر السجل أن إصرار إسرائيل على هذا الطريق لا يؤدي إلى الاستسلام بل إلى الانتفاضة ويجب على الملتزمين بالقانون الدولي والسلام أن يتحركوا الآن، بدل الندم عندما يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة.