إلينا بانوفا: مصر شريك مسؤول وفاعل في منظومة الأمم المتحدة
![إلينا بانوفا - منسقة](/themes/n24/assets/images/no.jpg)
توجهت إلينا بانوفا، منسقة الأمم المتحدة بمصر، بالشكر لجامعة القاهرة ووزارة الخارجية، لمبادرتهما بتنظيم فعالية في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 80 لتأسيس الأمم المتحدة والتي عقدت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تحت عنوان: "ثمانون عامًا من العمل المشترك لتعزيز السلام وترسيخ الأمل في مستقبل أفضل للبشرية".
وقالت بانوفا في كلمتها بالفعالية، إن مصر كعضو مؤسس للأمم المتحدة، تمتلك مصر سجلًا حافلًا ومشرفًا على مدار العقود الـ 8 الماضية حيث أثبتت باستمرار دورها كشريك مسؤول وفاعل في المنظومة متعددة الأطراف.
وأضافت منسقة الأمم المتحدة المقيمة بمصر في كلمتها التي وزعها مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، إن دور مصر القيادي هو دور ممتد منذ تأسيس حركة عدم الانحياز ولا يزال بارزًا اليوم من خلال تأثيرها في مجموعة الـ 77 وقد انعكس هذا الدور الريادي من خلال شخصيات مصرية بارزة ساهمت في قيادة العمل الدولي، ومن بينهم: الدكتور مصطفى كمال طلبة، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) من عام 1975 إلى 1992، والدكتور بطرس بطرس غالي، الأمين العام للأمم المتحدة من عام 1992 إلى 1996، وغادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC).
ثلاثة محاور أساسية
استعرضت إلينا بانوفا في كلمتها ثلاثة محاور أساسية هي: أهمية الأمم المتحدة في عالم اليوم، والأجندة التي تتبناها الأمم المتحدة وكيفية تطورها عبر الزمن، ودور الأمم المتحدة في تنفيذ هذه الأجندة على المستوى العالمي وكذلك من خلال أنشطتها في مصر.
وبالنسبة للمحور الأول قالت: "تواجه الإنسانية، كمجتمع عالمي، تحديات غير مسبوقة من حيث الحجم والتعقيد، ولا يمكن لأي دولة التصدي لها بمفردها. من أزمة المناخ إلى تصاعد النزاعات والحروب المستمرة، ومن قضايا تنظيم أسلحة الدمار الشامل إلى الأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد-19، وصولًا إلى نظام الحماية الدولية للاجئين – وجميعها قضايا تتطلب استجابة جماعية متعددة الأبعاد".
وأضافت: "لا توجد دولة محصنة ضد هذه التحديات، مما يجعل التعاون الدولي أمرًا لا غنى عنه. لهذا السبب، أصبح العمل متعدد الأطراف ضرورة حتمية، فالتعامل مع هذه الأزمات يتطلب حلولًا جماعية، وليس جهودًا فردية".
وتابعت: على مدار العقود الماضية، تطورت الأمم المتحدة لمواكبة عالم سريع التغير، لكن جوهر رسالتها ظل ثابتًا: فهي لا تزال المكان الوحيد في العالم الذي تجتمع فيه كل دول العالم لمناقشة التحديات المشتركة والوصول إلى حلول مشتركة لصالح البشرية جميعا والأجيال القادمة".
وحول المحور الثاني - صرحت: "تعد أهداف التنمية المستدامة (SDGs) الركيزة الأساسية لعمل الأمم المتحدة، وهي مجموعة من 17 هدفًا عالميًا مترابطًا اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015، ومن المنتظر تحقيقها بحلول عام 2030. تشكل هذه الأهداف إطارًا عالميًا شاملًا للقضاء على الفقر، وحماية البيئة، وتعزيز الرخاء والازدهار للجميع".
وكشفت إلينا بانوفا: "تستند أهداف التنمية المستدامة إلى مبدأ التكامل والترابط، حيث تعكس حقيقة أن الفقر، وعدم المساواة، والتدهور البيئي ليست تحديات منفصلة، بل متشابكة وتتطلب حلولًا متكاملة. ولهذا، فهي غير قابلة للتجزئة وتشكل خارطة طريق موحدة لجميع الدول، بما في ذلك مصر، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة".
وأيضًا أضافت: "كما أن أجندة 2030 للتنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ يمثلان التزامًا عالميًا مشتركًا بتحقيق مستقبل أكثر استدامة، يقوم على مبدأ عدم ترك أحد خلف الركب".
كذلك كشفت: "يظهر التزام مصر الراسخ بالتعاون متعدد الأطراف من خلال استضافتها لفعاليات دولية كبرى، أبرزها: مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27)، الذي مثل نقطة تحول في الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، والمنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة، الذي أسهم في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة على المستوى العالمي، وعلاوة على ذلك، تحتضن مصر جامعة الدول العربية، التي تعد ركيزة أساسية للعمل متعدد الأطراف في المنطقة، كما تستضيف مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA)، وهو مركز تميز إفريقي يقود الجهود الإقليمية لتعزيز السلام من خلال منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، قالت بانوفا: "تُعد الأمم المتحدة، وبلا منازع، أكبر جهة مساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، حيث تعمل وكالاتها بلا توقف في مناطق النزاعات والكوارث الطبيعية، بغض النظر عن المخاطر المحيطة. وقد لعبت المنظمة دورًا جوهريًا في إيصال المساعدات الإنسانية ضمن بيئات معقدة وصعبة، كما هو الحال في غزة، والسودان، وأوكرانيا، حيث سعت إلى تقديم حلول عملية للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا، والذين تعد المساعدات الإنسانية بالنسبة لهم مسألة بقاء، كما كانت شديدة الفعالية فيما يتعلق بتغير المناخ، وأعتقد أنه ربما كان الصوت الأقوى فيما يتعلق بتغير المناخ هو صوت الأمم المتحدة".
وأضافت: "كذلك فإن الأمم المتحدة هي مناصر قوي لإصلاح النظام المالي الدولي، حيث تعمل على الدفع نحو نموذج تمويلي أكثر إنصافًا، يرتكز على أهداف مشتركة وشراكات متوازنة بين الدول الأعضاء".
وتابعت: "بالنسبة إلى الأمم المتحدة في مصر، فإن تواجد الأمم المتحدة في مصر يُعد من بين الأكبر في المنطقة، حيث تضم 31 مكتبًا، منها 18 مكتبًا إقليميًا. ومنذ انطلاق شراكتها مع مصر عام 1952، بلغ عدد موظفي الأمم المتحدة في مصر، بحلول عام 2022، أكثر من 2500 موظف. إن تواجدنا المكثف والممتد منذ وقت طويل يعكس تعاوننا القوي مع مصر".
اقتباس
اختتمت كلمتها باقتباسٍ من كلمات للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قال فيها: "إن القيم التي ارتكز عليها ميثاق الأمم المتحدة طوال الثمانين عامًا الماضية—السلام، والتنمية، وحقوق الإنسان، والفرص للجميع، هي قيم خالدة لا تسقط بمرور الزمن".