عاجل
السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

حرائق لوس أنجلوس تدفع سوق التأمين في كاليفورنيا إلى أقصى حدودها

أرشيفية
أرشيفية

تهدد حرائق الغابات التي اندلعت بمدينة  لوس أنجلوس بالفعل بدفع سوق التأمين الهشة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى حافة الهاوية .


وذكرت وكالة أنياء "بلومبيرج" الأمريكية - في تقرير لها - أن سبع من أكبر 12 شركة تأمين على المنازل أنقصت تغطيتها في الولاية على مدى العامين الماضيين؛ لما تشهده المنطقة للعديد من الكوارث الكبرى على مر التاريخ، التي كان من بينها مؤخرًا حرائق الغابات وألسنة اللهب التي اندلعت في بعض المناطق بمدينة /لوس أنجلوس/ الأسبوع الماضي مع صعوبة في السيطرة عليها.

 

وأدرك الخبراء خلال السنوات الأخيرة أن حرائق الغابات لديها في الوقت الحالي إمكانية مماثلة لانهيار النظام مثل زلزال كبير، لقلب حياة الأشخاص وزعزعة استقرار سوق العقارات السكنية في كاليفورنيا البالغة 10 تريليون دولار.


ويعد تغير المناخ جزءًا من ارتفاع مخاطر اندلاع الحرائق، كما أن معرفة المدى الكامل للأضرار الناجمة عن الحرائق الحالية في المنطقة التي لم تهدأ بعد سوف يستغرق أسابيع .


وأوضح السيناتور الأمريكي شيلدون وايتهاوس أن تلك الكوارث ستجعل شركات التأمين أكثر حذراً بشأن تأمين المنازل والشركات في المجتمعات المعرضة للخطر، مشيرًا إلى أن هذه هي الطريقة التي تبدأ بها الإخفاقات المتتالية.


وتابع "فالممتلكات غير القابلة للتأمين غير قابلة للرهن العقاري، والممتلكات غير القابلة للرهن العقاري تفقد الكثير من قيمتها مع تقلص مجموعة المشترين المتاحين.. وذلك ما رأينا مع الأزمة المالية في عام 2008، حيث سرعان ما تحول انهيار قيم الممتلكات إلى انهيار اقتصادي واسع النطاق".


وأدى نزوح شركات التأمين الخاصة المتصاعد إلى جعل شركة التأمين المدعومة من الدولة - المعروفة بـ "خطة كاليفورنيا العادلة" والتي تعد الملاذ الأخير للسكان - في وضع محفوف بالمخاطر وعلى المحك لتحمل دفع مليارات الدولارات.


ففي العام الماضي، خفضت شركة "ستيت فارم إنشورانس" - التي تعد الأكبر في مجال التأمين في ولاية/كاليفورنيا/، ما يقرب من 70% من وثائقها في منطقة /باسيفيك باليساديس/ التي اندلعت فيها الحرائق، فيما نمت شركة "خطة كاليفورنيا العادلة" بنسبة 85% في نفس المنطقة.


ووفقًا لأحدث حسابات الشركة المدعومة من الدولة التي أجرتها في وقت سابق العام الماضي، فإن لديها 200 مليون دولار فقط من الاحتياطيات النقدية الفائضة و2.5 مليار دولار في إعادة التأمين لتغطية هذا المبلغ.

ومن جانب آخر، أصدرت وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال" للتصنيفات الائتمانية - التي تقيم الصحة المالية لشركات التأمين - بيانًا أول أمس قالت فيه إن شركات التأمين ستصمد على ما يرام، لافتة إلى أن شركات التأمين الأساسية المصنفة لديها ما يمكنها تحمل وطأة خسائر حرائق الغابات في مدينة /لوس أنجلوس/، بعد نتائج قوية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، جنبًا إلى جنب مع انخفاض ملموس في تغطية السياسات في المناطق المعرضة لحرائق الغابات في كاليفورنيا.

ويعد جوهر أزمة التأمين هو تغير المناخ، فقد زاد موسم الحرائق في جنوب كاليفورنيا بشكل كبير، مدفوعًا بمحيطات أكثر دفئًا وجفاف مكثف ورياح قوية تصل في وقت متأخر من العام، كما أن فصل الخريف كان يعتبر لفترات طويلة موسم الحرائق في المنطقة، لكن في الوقت الحالي يتداخل الطقس مع بداية الرياح الحارة والجافة التي تهب خلال الفترة بين شهري أكتوبر ويناير.

واجتاحت هبات الرياح التي تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة المناظر الطبيعية في لوس أنجلوس الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تأجيج النيران وإيقاف الطائرات التي تسقط المياه على الحرائق النشطة في بعض الأحيان، ولم يكن لدى العديد من السكان الوقت الكافي لأخذ بعض الممتلكات قبل الفرار.

وتشهد مدينة /لوس أنجلوس/ واحدة من أكثر بدايات الشتاء جفافًا على الإطلاق، وفي المستقبل، من المرجح أن تشهد جنوب كاليفورنيا اندلاع المزيد من الحرائق الشديدة خلال أشهر الشتاء، ما يترك ملايين السكان - وبعض العقارات الأكثر قيمة في البلاد - في مرمى النيران.


وفي الأيام المقبلة، من المتوقع أن تظل جنوب كاليفورنيا جافة وعاصفة بشكل متقطع، ما قد يجعل من الصعب على رجال الإطفاء إخماد الحرائق الحالية وأي حرائق جديدة ستنتشر بسرعة، ومن المتوقع أن تعود الرياح القوية خلال الأسبوع الجاري.


وعلى الرغم من تغير المناخ بسرعة، فإن البشر لا يستجيبون بنفس القدر من ضرورة الموقف الذي يتجاوز الجهود البطيئة لخفض الانبعاثات، كما يواصل الأشخاص البناء والعيش في بعض المناطق الأكثر عرضة للخطر مع زيادة مخاطر الطقس المتغير.