عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

صراع الأفيال.. على هامش التطورات الأخيرة في السودان

  لا جدال على أن السودان الوطن هو الخاسر الأكبر من الصراع المسلح الدائر حاليًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفي هذا الصدد يقول مثل أفريقي: "عندما تتصارع الأفيال، يداس العشب تحت أقدامها". الأفيال هنا هي: عناصر المكون العسكري، والعشب هنا هو: السودان وطن كل أبناءه، والعملية السياسية في السودان، والتنمية في السودان، والموقف من قضية سد النهضة، وهي قضية من أخطر القضايا التي تواجه الأمن القومي السوداني بالوقت الحالي.

 

  ما يحدث في السودان أزمة كاشفة، فقد كشف اندلاع الصراع المسلح مدى خطورة أن تكون لدى جهات أخرى غير الدولة الرسمية قوة مسلحة يمكن أن تشكل خصمًا مناوئا لقوة الدولة إذا ما اختلفت معها، وما يعنيه تداعيات ذلك على قضايا الوطن القومية.

 

  الصراع المسلح في السودان إذا ما اتسعت رقعته وطال أمده، ربما قد يمتد إلى جبهات وأراض أخرى في محيطه مستعدة هي الأخرى للاشتعال في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وما يعنيه ذلك من اضطرابات في قلب أفريقيا وموجات نزوح بشرية نحو الشمال، وتلك الدول حديقة خلفية لدول شمال أفريقيا أحد مكونات إقليم حوض البحر المتوسط وشاطئ آخر ومعبرًا لأوروبا.

 

  أمن البحر الأحمر يرتبط مباشرةً بأمن السودان، والبحر الأحمر أحد الطرق الرئيسية للتجارة العالمية ومدخل رئيسي أيضًا وحديقة خلفية للخليج العربي حيث منابع النفط، وانهيار الدولة بالسودان أو ضربها والإضرار بها على الأقل، سوف ينعكس سلبيًا على التجارة العالمية ومنطقة الخليج وهي قلب الشرق الأوسط.

  

  جميع الأطراف الإقليمية والدولية يهمها السودان، وقد فتح خروج عمر البشير من السلطة عام 2019، الطريق أمامها للتعامل مع سودان جديد عريق كان قد عانى تحت حكم تسلطي تحالف مع الإسلاميين منذ عام 1989 وأوقع بالبلاد والعباد أشد الضرر. الرباعية الدولية تتألف من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالتالي فإن هدف جميع الأطراف حاليًا هو وقف الصراع المسلح بالدرجة الأولى.

   

  السودان جزء من وادي النيل، ومصر هي هبة النيل والشقيقة الكبرى، والدولة المصرية وشعبها لا يريدون إلا سودانًا واحدًا لأهله وأمته الأكبر يصارع الزمن من أجل التنمية والبناء والازدهار ويؤدي دوره في إقليمه العربي و محيطه الإفريقي، ليضيف إلى الإقليم والمحيط ثقلًا من الاستقرار في عالم تزداد سيولته يومًا بعد الآخر.