الأمم المتحدة تتطلع للتعاون مع الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق بالقارة السمراء
من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أكبر تخصيص على الإطلاق من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ بمبلغ قدره 250 مليون دولار لمكافحة المجاعة ومعالجة حالات الطوارئ التي تعاني من نقص التمويل في 19 دولة، بما في ذلك 12 دولة أفريقية.
جاء ذلك بحسب بيانٍ وزعه مكتب الأمم المتحدة للإعلام على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، اليوم السبت.
وبحسب البيان، فإن التخصيص الجديد سيدعم بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا في بعض الأزمات المنسية في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك أولئك المعرضين لخطر المجاعة في أفريقيا.
يأتي هذا الإعلان في مؤتمر صحفي عقب افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي، حيث كانت رسالة الأمين العام التضامنية واضحة: "الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعوب أفريقيا في هذه اللحظة، التي تعتبر لحظة خطر، لكنها أيضاً لحظة واعدة تتسم بإمكانيات هائلة".
تشمل الدول التسع عشرة، عددًا من الدول العربية هي الصومال واليمن والسودان ولبنان.
كما يضم العدد ثماني دول يوجد بها ٢٠ مليون شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة. هذه الدول هي: أفغانستان وبوركينا فاسو وهايتي ومالي ونيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن
أفريقيا والقرن الحادي والعشرون
قبل المؤتمر الصحفي ألقى الأمين العام، خطابًا أمام القادة الأفارقة، قال فيه إن القرن الحادي والعشرين على وشك أن يكون قرن أفريقيا، وأكد مجددًا التزام الأمم المتحدة بالعمل مع قادة القارة لإطلاق هذه الإمكانات الهائلة والتغلب على الحواجز التي تعترض طريقها.
كما أكد على أن الاتحاد الأفريقي يتخذ خطوات ملهمة للمساعدة في تأمين هذه الإمكانات، بما في ذلك أجندة 2063 للتنمية، وعقد الإدماج المالي للمرأة، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. إلا أنه شدد على الحاجة إلى عمل عالمي حيث تتحمل شعوب القارة العبء الأكبر من التحديات المترابطة والمتعددة التي يواجهها العالم أكثر من أي وقت مضى.
عبء الديون
صرح أنطونيو غوتيريش بأن أفريقيا غنية بالإمكانيات، لكنها ليست غنية بالدعم العالمي، مشددًا على أن النظام المالي العالمي المختل وغير المنصف يخذل البلدان النامية ويحرمها بشكل روتيني من تخفيف أعباء الديون والتمويل بشروط ميسرة، مع فرض أسعار فائدة باهظة.
كما كشف "غوتيريش" عن أنّ البلدان الأفريقية لا يمكنها الاستثمار في المجالات الحيوية - مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والاستدامة من بين أمور أخرى - وتتسلق سلم التنمية بيد واحدة مقيدة خلف ظهورها.
ودعا الأمين العام إلى إحداث تحول جذري في الهيكل المالي العالمي، وأضاف: "إن القلب النابض لهذا النظام - كل قرار وآلية وعملية - يجب أن تتمحور حول احتياجات البلدان النامية".
العمل المناخي
ثم انتقل الأمين العام إلى التحديات المناخية التي تواجهها أفريقيا، وقال: "إن الظلم الوحشي لتغير المناخ يتجلى بشكل كامل مع كل فيضان وجفاف ومجاعة وموجة حر تتعرض لها هذه القارة".
فيما أقر بأن الانتقال إلى مستقبل الطاقة النظيفة يجب أن يعالج قضايا الوصول إلى الطاقة وتحديات التنمية.
كذلك قال إنه من أجل إزالة الكربون وتطوير قطاع الطاقة، تحتاج البلدان الأفريقية إلى وصول أوسع إلى التقنيات مثل أنظمة بطاريات التخزين والمكونات والمواد الخام.
بينما شدد على ضرورة توفير موجة عارمة من الدعم من قبل البلدان المتقدمة، لمواكبة القيادة التي أظهرتها العديد من البلدان الأفريقية بشأن قضايا المناخ. واستشهد باستراتيجية الاقتصاد الأخضر في كينيا، والجهود المبذولة لحماية الغابات الاستوائية في الكونغو، وشراكة الطاقة الانتقالية العادلة في جنوب أفريقيا، وبرنامج التحفيز الأخضر الطموح للاتحاد الأفريقي.
وتابع أنطونيو غوتيريش أن هذا الدعم يجب أن يشمل إنشاء صندوق للخسائر والأضرار الناجمة عن الأزمة المناخية، ومضاعفة تمويل التكيف، وضمان حصول جميع البلدان على أنظمة إنذار مبكر، مما يوفر الحماية من الصدمات المناخية الشديدة.
العمل من أجل السلام
وفقًا لبيان مركز الأمم المتحدة للإعلام، أوضح الأمين العام أن تهديدات السلم والأمن في أفريقيا غالبًا ما تنطوي على مصالح - وأرباح - خارج حدود القارة.
وأكد على أن دور الأمم المتحدة في هذا الصدد يزداد تعقيدًا كل عام، مع تفاقم الصراعات والإرهاب وانعدام الأمن، داعيًا إلى نظام أكثر مرونة وكفاءة، على النحو المنصوص عليه في أجندة الأمم المتحدة الجديدة للسلام، والتي تهدف إلى تعزيز بعثات السلام الأممية.
وأوضح "غوتيريش" أن الخطة الجديدة تحتاج إلى ربط السلام بالتنمية المستدامة والعمل المناخي وحقوق الإنسان، مع مشاركة أكبر للنساء والشباب.
وأعرب المسؤول الأممي الأرفع عن دعمه القوي لإنشاء جيل جديد من بعثات قوية لإنفاذ السلام وعمليات مكافحة الإرهاب، بقيادة الاتحاد الأفريقي وبتفويض من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع، وبتمويل مضمون ويمكن التنبؤ به، بما في ذلك من خلال المساهمات المقدرة.
وقال إنه يتطلع إلى العمل مع الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق وتهيئة الظروف للسلام التي يحتاجها 1.4 مليار شخص في أفريقيا.