مهمة "بانش" الشمسية تلتقط مشاهد خلابة لـ"الفجر الكاذب"

أعلن علماء ناسا في 18 أبريل، عن نجاح مهمة "بانش" (PUNCH) الشمسية في التقاط أولى صورها الفضائية بعد إطلاقها في مارس الماضي، في خطوة مهمة نحو كشف أسرار الرياح الشمسية.
وتتميز هذه المهمة الفريدة بتكونها من أربعة أقمار صناعية صغيرة تعمل بتناسق تام كجهاز واحد، وقد بدأت اثنتان منها العمل في 14 أبريل بينما تم تشغيل القمرين الآخرين بعد يومين فقط.
وتمكنت الأقمار الصناعية الأربعة التي تم توزيعها بشكل استراتيجي في مدار الأرض من التقاط صور أولية تظهر نجوما متلألئة وسط وهج ذهبي خافت يعرف باسم "الضوء البروجي" (أو الفجر الكاذب)، وهو ناتج عن انعكاس أشعة الشمس على جزيئات الغبار المنتشرة في النظام الشمسي. لكن هذه الصور الجميلة ليست سوى البداية، حيث صممت المهمة أساسا لدراسة الظواهر الشمسية الأكثر خفاء.
ويشرح الدكتور كريغ دي فورست، العالم الرئيسي في المهمة: "نعمل حاليا على ضبط الأدوات بدقة لإزالة 99% من الضوء الخلفي، ما سيسمح لنا برؤية التفاصيل الدقيقة للرياح الشمسية التي كانت مخفية سابقا".
وتكمن أهمية هذه المهمة في محاولتها حل أحد أعقد الألغاز الشمسية، وهو كيفية تحول الغلاف الجوي الخارجي للشمس (الهالة أو الإكليل) إلى تيارات من الجسيمات المشحونة التي تملأ الفضاء بين الكواكب.
وتعتمد المهمة على تقنيات متطورة تشمل نظام تصوير فريد قادر على قياس استقطاب الضوء، ما يتيح للعلماء تحديد البنية ثلاثية الأبعاد للرياح الشمسية. كما زودت الأقمار بنظام دفع مبتكر يعتمد على تحليل الماء كهربائيا لإنتاج الوقود، وهو نظام آمن وصديق للبيئة يمكنه تنفيذ المئات من المناورات الدقيقة التي تتطلبها المهمة.
ومن المقرر أن تبدأ المرحلة العلمية الفعلية للمهمة في يونيو القادم، مع توقع الحصول على أولى النتائج المهمة خلال الصيف الحالي.
ويأمل العلماء أن تساهم هذه المهمة في تحسين فهمنا لتأثيرات النشاط الشمسي على الأرض والنظام الشمسي بأكمله، مما قد يساعد في التنبؤ بالعواصف الشمسية التي قد تؤثر على تقنياتنا الحديثة.