الكويكب "قاتل المدائن" يفاجئ العلماء بخصائصه!

تمكن علماء الفلك من اكتشاف أصل غامض للكويكب 2024 YR4 الذي كان يعتقد في البداية أنه في مسار تصادمي مع الأرض، ويهدد الآن باصطدام محتمل مع القمر.
وهذا الجسم الفضائي الذي يلقب بـ"قاتل المدائن" بسبب حجمه الكبير الذي يصل إلى 60 مترا، يظهر خصائص فريدة تحير العلماء وتقلب المفاهيم السابقة عن مصادر الكويكبات الخطيرة.
وكشفت التحاليل الدقيقة التي أجريت باستخدام مرصد كيك في هاواي أن هذا الكويكب يمتلك شكلا غريبا يشبه قرص الهوكي المفلطح، بعيدا عن الشكل الكروي أو الشبيه بالبطاطا الذي اعتاده العلماء في الكويكبات. ولكن المفاجأة الأكبر كانت في سرعة دورانه المذهلة التي تصل إلى دورة كاملة كل 20 دقيقة فقط، وهي سمة نادرة تجعله من أسرع الكويكبات المعروفة دورانا حول نفسها.
وما أثار دهشة الفريق البحثي أكثر هو أصل هذا الكويكب غير المتوقع. فبخلاف الكويكبات الخطيرة المعروفة، يبدو أن 2024 YR4 قد جاء من منطقة حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وهي منطقة لم تسجل سابقا كمصدر للكويكبات التي تعبر مسار الأرض. ويعتقد أن التفاعلات المعقدة مع جاذبية المشتري العملاق هي التي دفعته إلى مداره الحالي القريب من الأرض، بينما ساعد دورانه السريع على هجرته من مركز حزام الكويكبات.
ويشير تحليل التركيب الكيميائي للكويكب إلى غناه بالسيليكات المعدنية، ما يؤكد فرضية نشأته في حزام الكويكبات. وهذه النتائج تفتح بابا جديدا في فهمنا لآليات انتقال الكويكبات الخطيرة عبر النظام الشمسي، وتظهر أن مناطق لم نكن نعتبرها مصدرا للخطر قد تخفي مفاجآت غير متوقعة.
وفي حال تحقق سيناريو الاصطدام مع القمر، سيكون هذا الحدث فرصة علمية نادرة لدراسة تأثير الكويكبات الكبيرة على الأسطح الكوكبية. ويقدر العلماء أن مثل هذا الاصطدام قد ينتج فوهة كبيرة تتيح فرصة فريدة لدراسة تكون الفوهات الصدمية، كما سيساهم في تحسين نماذج الحماية الكوكبية من الأجسام الفضائية المهددة.
ويؤكد العلماء أن هذه الدراسة تبرز أهمية تعميق فهمنا للخصائص الفيزيائية للكويكبات، ليس فقط من أجل التنبؤ بمساراتها، ولكن أيضا لتطوير استراتيجيات فعالة لحماية الأرض من المخاطر المحتملة.
ومع تزايد اكتشاف الكويكبات ذات الأصول غير المتوقعة، يصبح من الواضح أن نظامنا الشمسي ما يزال يخفي العديد من الأسرار التي قد تغير فهمنا لتاريخه وتطوره.
نشرت الدراسة مجلة Astrophysical Journal Letters.