كيف ستتعامل الأمم المتحدة مع تخفيض واشنطن لتمويل وكالاتها؟

أعرب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء المعلومات التي وردت في الساعات الـ 48 الماضية من قبل وكالات الأمم المتحدة وكذلك العديد من المنظمات غير الحكومية الإنسانية المعنية بالتنمية، بشأن التخفيضات الحادة في التمويل من قبل الولايات المتحدة.
جاء ذلك في ملاحظات للأمين العام للصحفيين، وزعها مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، اليوم الجمعة.
وبحسب غوتيريش، تؤثر هذه التخفيضات على مجموعة واسعة من البرامج الحاسمة من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى دعم المجتمعات الهشة التي تتعافى من الحروب أو الكوارث الطبيعية، ومن التنمية إلى مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع بالمخدرات، وسوف تكون العواقب مدمرة بشكل خاص على الفئات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
ملايين بصدد الخطر
قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه في أفغانستان، سيُحرم أكثر من تسعة ملايين شخص من الخدمات الصحية وخدمات الحماية، مع تعليق الخدمات التي تقدمها مئات الفرق الصحية المتنقلة، وأما في شمال شرق سوريا، حيث يحتاج 2.5 مليون شخص إلى المساعدة، فإن غياب التمويل الأمريكي يعني أن البرامج ستترك أعدادًا كبيرة من السكان أكثر عرضة للخطر.
وأضاف أنطونيو غوتيريش بأنه في أوكرانيا، تم تعليق البرامج القائمة على النقد في مناطق رئيسية – وهذه البرامج تُعدّ سمة رئيسية للاستجابة الإنسانية وقد وصلت إلى مليون شخص في عام 2024، وأما في جنوب السودان، فقد نفد التمويل المخصص لبرامج دعم الأشخاص الذين فروا بسبب النزاع في السودان المجاور، مما ترك المناطق الحدودية مكتظة بشكل خطير.
كما قال: "في الوقت نفسه، سوف يضطر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى وقف العديد من برامجه لمكافحة المخدرات، بما في ذلك برنامج مكافحة أزمة الفنتانيل، وتقليص أنشطة مكافحة الاتجار بالبشر بشكل كبير، وتوقف تمويل العديد من برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والسل والملاريا والكوليرا".
أهمية الدور الأمريكي
أعرب غوتيريش عن امتنان الأمم المتحدة للدور الرائد الذي قدمته الولايات المتحدة على مدى عقود، مصرحًا: "على سبيل المثال، وبفضل سخاء المانحين - وعلى رأسهم الولايات المتحدة - تساعد الأمم المتحدة وتحمي أكثر من 100 مليون شخص كل عام من خلال برامجنا الإنسانية من غزة إلى السودان وأفغانستان وسوريا وأوكرانيا وغيرها".
وأضاف: "يدعم التمويل الأمريكي بشكل مباشر الناس الذين يعيشون في الحروب والمجاعات والكوارث، ويوفر لهم الرعاية الصحية الأساسية والمأوى والمياه والغذاء والتعليم - والقائمة تطول".
وكشف الأمين العام: "إن سخاء الشعب الأمريكي وتعاطفه لم ينقذ الأرواح ويبني السلام ويحسّن حالة العالم فحسب. لقد ساهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الذي يعتمد عليه الأمريكيون. إن موظفي الأمم المتحدة حول العالم فخورون للغاية بما أنجزناه معا – كشركاء. إن المضي قدماً في هذه الاقتطاعات سيجعل العالم أقل صحة وأقل أمناً وأقل ازدهارًا. وسيتعارض تقليص دور أمريكا الإنساني ونفوذها مع المصالح الأمريكية على الصعيد العالمي".
الاستجابة للمشكلة
وفقًا لـ أنطونيو غوتيريش، يقوم جميع منسقي الشؤون الإنسانية في الميدان بتحديث الاستراتيجيات على وجه السرعة حول كيفية توفير حماية بأكبر قدر ممكن من العمل المنقذ للحياة، وقد اتفقت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، التي تجمع بين وكالات الأمم المتحدة الإنسانية وشركائنا، على خطة طموحة لتحقيق الكفاءة وتحديد الأولويات.
وفي هذا الصدد صرح أيضًا: "تبقى أولويتنا المطلقة واضحة، سنبذل كل ما في وسعنا لتقديم المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في حاجة ماسة إليها، وسنواصل جهودنا لتنويع مجموعة المانحين الأسخياء الذين يدعمون عملنا، وسنظل ملتزمين بجعل الجهود الإنسانية العالمية فعالة وخاضعة للمساءلة ومبتكرة قدر الإمكان مع الاستمرار في إنقاذ الأرواح".