"القنبلة الذكية".. مواد مبتكرة قد تحدث ثورة في علاج السرطان
![أرشيفية](/themes/n24/assets/images/no.jpg)
طور فريق من العلماء مواد كيميائية مبتكرة تحمل إمكانيات كبيرة في تحسين العلاجات الحالية للسرطان.
تتميز هذه المواد بأنها حساسة للضوء - تعرف بأملاح السيانين-الكاربوران - حيث أظهرت فعالية كبيرة في القضاء على أورام سرطان الثدي النقيلي في اختبارات الفئران، فيما يمثل خطوة جديدة نحو علاج السرطانات العدوانية بشكل جذري.
ويعتبر هذا الإنجاز الذي وُصف بـ"القنبلة الذكية" إضافة مهمة إلى العلاج الضوئي الديناميكي (PDT)، الذي استخدم لعلاج بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الجلد وسرطان المثانة.
ويعتمد العلاج الضوئي الديناميكي على استخدام مواد كيميائية حساسة للضوء تتراكم في الخلايا السرطانية، وعند تعرض المريض للضوء، تُنشّط هذه المواد لتنتج جزيئات أكسجين شديدة التفاعل، ما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة.
لكن العلاج التقليدي له بعض القيود، مثل الحاجة إلى تجنب الضوء لفترات طويلة بعد العلاج، وضعف قدرة المواد على اختراق الأنسجة بعمق، وكذلك السمية غير المستهدفة التي قد تسبب آثارا جانبية.
وتقدم أملاح السيانين-الكاربوران حلا لهذه التحديات، حيث أوضحت صوفيا لونت من جامعة ولاية ميشيغان، أن هذه المواد تقلل من الآثار الجانبية بفضل قدرتها على الخروج من الجسم بسرعة أكبر، وتظل محصورة في الخلايا السرطانية فقط، ما يقلل من تأثير العلاج على الأنسجة السليمة.
ويتمثل أحد أهم المزايا في استهداف الخلايا السرطانية بدقة أكبر بفضل امتصاص الأملاح بواسطة بروتينات OATPs التي يُعبّر عنها بشكل مفرط في الأورام. وهذا يسمح بتوجيه العلاج بشكل دقيق، دون الحاجة إلى المواد الكيميائية المكلفة المستخدمة حاليا في العلاجات التقليدية.
كما أوضح فريق البحث أن علاج PDT التقليدي محدود في قدرته على علاج الأورام العميقة، لأن الضوء المستخدم لا يخترق الأنسجة إلا لعمق محدود. أما مع أملاح السيانين-الكاربوران، فيمكن تنشيطها باستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء القريب الذي يمتلك قدرة أكبر على اختراق الأنسجة بعمق أكبر، ما يفتح المجال لعلاج أورام أعمق.
ونظرا للنجاح الكبير الذي أظهرته هذه المواد في تجارب الفئران، يطمح الباحثون لتوسيع استخدام هذه المواد لعلاج أنواع أخرى من السرطان. كما يجرون أبحاثا حول إمكانية تعديل هذه الأملاح لاستخدام مصادر طاقة أخرى غير الضوء، ما قد يزيد من قدرة العلاج على اختراق الأنسجة العميقة.
نشرت الدراسة في Angewandte Chemie International Edition.