عاجل
السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

علماء يكتشفون نظاما غذائيا يحمى الأمعاء من التسمم الغذائى

أرشيفية
أرشيفية

تشير دراسة بريطانية إلى أن تناول كميات كبيرة من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والخضراوات والفاصوليا قد يقلل من فرص الإصابة بالتسمم الغذائي المميت.

قال باحثون من جامعة كامبريدج، إن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يساعد على تغذية البكتيريا المفيدة التي تعيش بشكل طبيعي في أمعائنا، والتي تحمي من البكتيريا التي تغزو الجسم عن طريق الأطعمة الملوثة.

وأضافت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد فحص الميكروبيوم - وهو مصطلح لنظام بيئي من الكائنات الحية الدقيقة في جهازنا الهضمي - لـ 12 ألف شخص من 45 دولة.

وقال العلماء إن إصابة الشخص بالتسمم الغذائي تعتمد على عدم وجود نوع معين من البكتيريا الواقية في أمعائه تسمى  Faecalibacterium، ساعدت هذه البكتيريا الصديقة في تدمير بعض أكثر الأسباب شيوعًا لأعراض التسمم الغذائي المروعة - وهي مجموعة من البكتيريا تسمى Enterobacteriaceae، والتي تشمل  Shigella و E.coli

وفي مقال نشر في مجلة "نيتشر ميكروبيولوجي"، أوضح الخبراء أن بكتيريا "فايكاليباكتيريوم" تتغذى على الألياف وتحولها إلى مركبات مفيدة تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة.

ويقال إن هذه الأحماض تساعد في الحماية من الاستيلاء المعادي للبكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي، وقال الدكتور ألكسندر ألميدا، الخبير في الطب البيطري ومؤلف الدراسة، إن النتائج أثبتت أهمية ما نأكله.

أكد علماء من جامعة كامبريدج، إن تناول الكثير من الألياف يساعد على تغذية البكتيريا المفيدة التي تعيش بشكل طبيعي في أمعائنا، مما يساعد على الحماية ضد تلك التي قد تغزونا عبر الأطعمة الملوثة.

وأضاف: "من خلال تناول الألياف الموجودة في الأطعمة مثل الخضراوات والفاصوليا والحبوب الكاملة، يمكننا توفير المواد الخام لبكتيريا الأمعاء لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة - وهي مركبات يمكن أن تحمينا من هذه البكتيريا المسببة للأمراض".

تنتقل البكتيريا المعوية في أغلب الأحيان عن طريق الفواكه والخضروات الملوثة واللحوم غير المطبوخة جيدًا، في حين أن التسمم الغذائي هو مرض خفيف عادة، فإن بعض أعضاء عائلة Enterobacteriaceae  يمكن أن تسبب حالات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، ومما يثير القلق أن عدداً كبيراً من هذه الأمراض أصبحت أكثر مقاومة للأدوية المستخدمة لمكافحتها.

وأوضح الدكتور ألميدا، إن هذا كان سببًا آخر للحفاظ على صحة الميكروبيوم حتى يمكن أن يكون بمثابة إجراء وقائي.

وأضاف "إنه مع ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية، هناك عدد أقل من خيارات العلاج المتاحة لنا"، مؤكدا أن أفضل نهج الآن هو منع حدوث العدوى في المقام الأول، ويمكننا القيام بذلك من خلال تقليل فرص نمو هذه البكتيريا المسببة للأمراض في أمعائنا.

وأوضحت الصحيفة، إن التسمم الغذائي مرض شائع في بريطانيا، حيث يُقدر عدد الحالات المسجلة في المملكة المتحدة بحوالي 2.5 مليون حالة سنويًا

وقال الدكتورتشي ين، وهو خبير آخر في الطب البيطري، وهو مؤلف مشارك: "تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية دراسة مسببات الأمراض ليس ككيانات معزولة، ولكن في سياق ميكروبيوم الأمعاء المحيط بها".

وقال إن الغالبية العظمى من هذه الأمراض خفيفة، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص المعرضين للخطر، مثل كبار السن، يمكن أن تكون أكثر خطورة، حيث يقدر عدد الوفيات سنويًا بنحو 200 حالة.

في العام الماضي، تعرضت المملكة المتحدة لتفشي خطير لبكتيريا الإشريكية القولونية، مما أدى إلى وفاة شخص واحد ودخول العشرات من المرضى إلى المستشفيات، وقد تم إرجاع السبب في النهاية إلى الخس الملوث .

وأضافت الصحيفة، إن الألياف، والتي تسمى أيضًا بالألياف الخشنة، هي جزء من الأطعمة النباتية التي لا تستطيع أمعائنا الدقيقة هضمها، لذلك تصل إلى الأمعاء الغليظة وتساعد في منع الإمساك.

تشير أحدث البيانات الصادرة عن جمعية أخصائي التغذية البريطانية إلى أن المواطن البريطاني العادي يستهلك 18 جرامًا فقط من الألياف يوميًا، وهو أقل بكثير من الـ30 جرامًا التي توصي بها هيئة الخدمات الصحية البريطانية.