مؤتمر حول التصدي لظاهرة الاتجار بالأطفال (صور)
أطلقت اليوم الأحد، اللجنة الوطنية لمنع ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة واللجنة الوطنية لمنع ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، مؤتمرًا حول التصدي للاتجار بالأطفال.
شارك في المناقشات مسؤولون حكوميون من المؤسسات المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر وحماية الأطفال في أفريقيا والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ممثلين من وكالات الأمم المتحدة، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني.
وقد تناولت النقاشات المقاربات الشاملة لحماية ومساعدة الأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، وجهود تعزيز التنسيق بين آليات الاستجابة للضحايا، مع التركيز بشكل خاص على تحسين الدعم المقدم للأطفال.
جريمة الاتجار بالأطفال.. أولوية للعالم
أكدت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، على الاهتمام الذي توليه اللجنة الوطنية التنسيقية بهذا المؤتمر، حيث أنه يتناول موضوعًا له أولوية بالنسبة للعالم بأسره ألا وهو جريمة الاتجار بالأطفال.
وتعتبر جريمة الاتجار بالأطفال هي أحد أكثر الجرائم بشاعة وتُعد انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية للأطفال، الذين يعتبرون أكثر الفئات ضعفًا في المجتمع، حيث يُجبر الأطفال على مواجهة ظروف قاسية تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، وتعرّضهم لخطر كبير يهدد حياتهم ومستقبلهم.
ووفقًا لـ "جبر"، تنبهت مصر مبكرًا لخطورة جريمة الاتجار بالبشر ولا سيما الاتجار بالأطفال وتأثيراتها السلبية على أمن وسلامة المجتمع، وقطعت منذ ذلك الحين شوطًا طويلًا في مكافحتها، حيث تكمن الرؤية المصرية للأسلوب الأمثل لمواجهة الجريمة باعتبارها من الجرائم المنظمة عبر الوطنية مع إيلاء عناية خاصة في الوقت نفسه لاحترام مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليًا.
تدابير الوقاية
تضمنت النقاشات أيضًا كيفية تعزيز قاعدة الأدلة حول الاتجار بالأطفال من خلال البحث، وتدابير الوقاية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار استجابةً لديناميكيات الاتجار، ومعالجة العوامل الفردية والمجتمعية على مستوى أوسع.
وأتيح للمشاركين من خلال الحلقات النقاشية التفاعلية والجلسات العامة، الفرصة لتبادل تجاربهم وأفضل الممارسات والمبادرات الواعدة، كما تم التطرق إلى العقبات والتحديات التي تواجههم في معالجة قضايا الاتجار بالأطفال في بلدانهم.
أكثر الفئات ضعفًا
من جانبها أعربت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن سعادتها بالمشاركة فيً الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر والذي يأتي تحت شعار "عدم ترك أي طفل خلف الركب "، باعتبار الأطفال من أكثر الفئات ضعفًا وعرضة للاستغلال من مرتكبي جرائم الاتجار بالبشر، الأمر الذى يقتضى اهتمامًا خاصًا بحمايتهم ورعايتهم.
ولفتت "السنباطي" إلى أن هذا اليوم يذكرنا دومًا بأهمية تضافر الجهود لمكافحة هذه الجريمة التي تنال من كرامة الفرد و تهدد المجتمع، وكذلك أهمية تنظيم المؤتمر الذي يسهم في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات وابراز الدور المصري في مواجهة هذه الجريمة.
كما أشارت رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، إلى الدور الذي يقوم به المجلس القومي للطفولة والأمومة من خلال الإدارة العامة لخط نجدة الطفل (16000) على استقبال البلاغات المتعلقة بالأطفال ومعجالتها بما يساعد علي سرعة إنقاذ الأطفال من كل خطر أو عنف أو إهمال وما لها من صلاحيات طلب التحقيق فيما يرد إليها من بلاغات، ومتابعة نتائج التحقيقات، وإرسال تقارير بما يتكشف لها إلى جهات الاختصاص.
الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أظهر أحدث تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) حول اتجاهات الاتجار بالبشر العالمية أن واحدًا من بين كل ثلاثة ضحايا مكتشفين للاتجار هم من الأطفال.
وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قامت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بفحص وتسجيل 291 ضحية من الأطفال بين عامي 2019 و2024.
كما أكدت التوصيات على الحاجة إلى مبادرات استجابة جماعية للتخفيف من مخاطر الاتجار بالاطفال، حيث يتعين على الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص العمل معًا لمعالجة الأسباب الجذرية للاتجار بالأطفال.
تحدي مشترك
وقال سكوت سانفورد، نائب الرئيس السياسي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، إن الاتجار بالبشر هو تحدي مشترك يحدث في جميع أنحاء العالم.
وأضاف "سانفورد": "في الولايات المتحدة، نواجه هذه الظاهرة في جميع الولايات الخمسين".
وتابع: "في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2024 عن الاتجار بالأشخاص، اعترفت الولايات المتحدة بالجهود المتزايدة في القضاء على هذه المشكلة الدولية. ومن بين الجهود التي تم الاعتراف بها جهود مصر لمضاعفة الملاحقات القضائية للمتاجرين بالجنس والعمالة المزعومين، وزيادة التحقيقات، والتحقيق مع المسؤولين المزعومين المتواطئين ومحاكمتهم. وستواصل مصر والولايات المتحدة العمل معًا، جنبًا إلى جنب مع الشركاء الدوليين مثل المنظمة الدولية للهجرة، للتصدي لهذه الجريمة الفظيعة".
أحد أسوأ أشكال العنف ضد الأطفال
من جانبه أكد كارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في مصر، على أن الاتجار بالبشر هو أحد أسوأ أشكال العنف ضد الأطفال وهناك حاجة إلى تحرك عالمي عاجل لوضع حد لها.
وأضاف "كروز" :يجب علينا ألا نرفع أصواتنا لإدانة هذه الجريمة فحسب، بل يجب علينا أيضًا تنفيذ الإجراءات اللازمة لضمان حصول ضحايا الاتجار بالأطفال على الرعاية والدعم؛ والتخفيف من مخاطر الاتجار بالبشر من خلال الاستثمار في أنظمة لحماية الأطفال؛ لمنع ومحاكمة ومعاقبة الاتجار بالبشر".
تجدر الإشارة إلى أنه تم تنظيم هذا المؤتمر بالشراكة بين اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر (NCCPIM&TIP) والمنظمة الدولية للهجرة في إطار برنامج الهجرة الإقليمي في أفريقيا الممول من مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.