عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أنطونيو غوتيريش: وادي السليكون لا يجب أن يكون طريق التهلكة لحقوق المرأة

أنطونيو غوتيريش -
أنطونيو غوتيريش - الأمين العام للأمم المتحدة

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ التقدم المحرز فيما يتعلق بحقوق المرأة يتلاشى أمام أعيننا في جميع أنحاء العالم، كاشفًا عن أن أحدث التوقعات تقدر أن تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين سيستغرق، إذا واصلنا مسارنا الحالي، ثلاثمائة سنة أخرى.


جاء ذلك في مقالة رأي للأمين العام، بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، وزعها على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، مكتب الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة.


وأضاف "غوتيريش" في مقالته أنّ أزمات اليوم المتتالية، من الحرب في أوكرانيا وحتى حالة الطوارئ المناخية، تؤثر على النساء والفتيات أولًا وبشكل أسوأ، مشيرًا إلى أنه في إطار الاتجاه العالمي الحالي المناوئ للديمقراطية، يجري التشكيك في حق المرأة في السيطرة على جسدها وفي استقلاليتها في تقرير أمور حياتها وإنكارهما.


وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن هناك إحصائيتان تسلطان الضوء بكل وضوح على اخفاقاتنا.


بالنسبة للإحصائية الأولى فقد ذكر: "كل عشر دقائق تُقتل امرأة أو فتاة على يد أحد أفراد أسرتها أو عشيرها".


أما بالنسبة للإحصائية الثانية أشار أنطونيو غوتيريش: "تموت امرأةٌ كل دقيقتين إما أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة. وأغلب هذه الوفيات يمكن منع وقوعه تمامًا".

 

أولويات أممية
 

أوضح الأمين العام أنه لابد في هذا اليوم الدولي للمرأة، أن نلتزم بتحقيق نتائج أفضل، فنحن بحاجة إلى العمل في كل مكان على وقف هذه الاتجاهات المروعة وعكس مسارها، والدفاع عن حياة النساء والفتيات وحقوقهن.


وأكد "غوتيريش": "هذه إحدى أولوياتي الأساسية إضافة إلى كونها عنصرًا أساسيًا في عمل الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم".


وأضاف الأمين العام: "نحن نعمل، من جنوب السودان إلى ميانمار، على تقديم الدعم للنساء والفتيات في الأزمات وعلى كفالة الإصغاء لأصواتهن في سياق عمليات السلام".


زيارة أفغانستان

صرح أنطونيو غوتيريش بأنه قد زارت نائبة الأمين العام، أمينة محمد، أفغانستان في الآونة الأخيرة، حاملةً رسالة إلى السلطات هناك مفادها أن النساء والفتيات لهن حقوق إنسانٍ أساسية واجبة لهن ونحن لن نتوانى أبدًا عن الدفاع عنها.


ولفت إلى أن الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام يركز على سد الفجوات بين الجنسين في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار، فعلى الصعيد العالمي، تزيد بنسبة 21 في المائة احتمالات أن يكون الرجال موصولين بشبكة الإنترنت مقارنةً بالنساء، وترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 50 في المائة في البلدان المنخفضة الدخل.


وأيضًا قال المسئول الأممي الأرفع: "حتى أغنى البلدان تسجل أرقامًا غير مرضية بسبب القوالب النمطية القائمة على نوع الجنس والتحيز الذي عانت منه المرأة على مر التاريخ. ففي قطاع التكنولوجيا، يزيد عدد الرجال عن عدد النساء بنسبة اثنين إلى واحد. وفي ميدان الذكاء الاصطناعي، يصبح هذا المعدل خمسة إلى واحد".


كما أكد أنّ البيانات الضخمة هي الكنز الجديد الذي لا ينضب وهي أساس ما يُتخذ اليوم من قرارات سياسية وتجارية، ولكنها تتجاهل في كثير من الأحيان الاختلافاتِ بين الجنسين - أو هي تغفل النساء تمامًا.


وتابع: "يجب أن تفزعنا جميعًا تلك المنتجات والخدمات التي تُصبغ منذ نشأتها الأولى بطابع اللامساواة بين الجنسين وترقمِن النظام الأبوي ومعاداة النساء. ووادي السليكون وما يماثله يجب ألا يصبح اليوم طريق التهلكة الذي تضيع فيه حقوق المرأة".


التمييز ضد المرأة

صرح كذلك "غوتيريش" في مقالته: "إن القرارات الطبية المستندة إلى بيانات عن أجساد الرجال لا تسبب الأذى للنساء فحسب، بل ويمكن أن تودي بحياتهن أيضًا".


بينما لفت أنطونيو غوتيريش إلى أن التمييز ضد المرأة في مجال العلم والتكنولوجيا هو نتاج قرون ساد فيها النظام الأبوي والتمييز وشاعت القوالب النمطية الضارة، فالنساء لا يمثلن سوى نسبة ثلاثة في المائة من الفائزين بجائزة نوبل في مجالات العلوم منذ عام 1901، والنساء على شبكة الإنترنت - بما يشمل العالمات والصحفيات - كثيرًا ما يُستهدفن بخطاب الكراهية المعادي للمرأة وبالإساءة اللذين يُراد بهما إسكاتهن والتشهير بهن.


وأكد: "لكنهن لن يسكتن. فالنساء والفتيات في كل مكان يطالبن بحقوقهن ويتردد صدى كلماتهن في جميع أنحاء العالم".


كما أكد: "نحن بحاجة إلى العمل على عدة جبهات لضمان قدرة النساء والفتيات على الإسهام بشكل كامل، من خلال العلوم والتكنولوجيا، في إثراء المعارف التي يمتلكها العالم".


وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه يجب أن نحطم الحواجز - بدءًا من البيانات القائمة على التمييز ووصولًا إلى القوالب النمطية التي تثني الفتيات عن دراسة المواد العلمية في سن مبكرة.


أيضًا شدد على أنه يجب على صناع القرار من جميع الميادين أن يوسعوا نطاق مشاركة المرأة في مجال العلم والتكنولوجيا وقيادتها له، من خلال تخصيص الحصص إذا اقتضى الأمر ذلك.


وقال في مقالته "غوتيريش": "ينبغي ألا يركنوا في مسعاهم هذا إلى الطرق التقليدية، بل يتعين عليهم أن يوسعوا نطاق قنوات الاستقدام وأن يلحِقوا بالوظائف من يمتلكون المهارات اللازمة لها. ويجب أن يثابروا على هذا الطريق. فالمساواة بين الجنسين لن تحدث تلقائيا؛ بل لا بد من اتخاذها أولوية والسعي إلى تحقيقها. وقد أثمر هذا النهج الذي تتبعه الأمم المتحدة، حيث وضعنا استراتيجيتنا الخاصة لتكافؤ الجنسين بين موظفينا".


وأضاف: "يتعين علينا أيضًا أن نتخذ الإجراءات لكي نهيئ بيئةً رقمية آمنة للنساء ولكي نحاسب، لا من يسبِّبون الأذى للنساء على شبكة الإنترنت فقط، بل والمنصات الرقمية التي تتيح لهم ذلك أيضًا.


وضع قواعد سلوك

كشف عن أنّ الأمم المتحدة تعمل مع الحكومات وجهات المجتمع المدني والقطاع الخاص ومع آخرين من أجل وضع قواعد سلوك تهدف إلى الحد من أشكال الأذى وزيادة المساءلة على المنصات الرقمية، مع الدفاع في الوقت نفسه عن حرية التعبير.


وأشار إلى أنه من المؤكد أن حقوق المرأة ليست ترفًا يمكن أن ننحيه جانبًا ريثما نتوصل إلى حلٍّ لأزمة المناخ ونقضي على الفقر ونبني عالمًا أفضل.


واختتم أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، مقالته بالقول: "إن الاستثمار في النساء والفتيات هو الطريق الأضمن إلى النهوض بكل الناس وبجميع المجتمعات المحلية والبلدان وإلى تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. فلنعمل معًا من أجل عالم أكثر عدلًا وازدهارًا واحتضانًا للجميع يصلح للنساء والفتيات وللرجال والفتيان في كل مكان".