عملية دوست الهندية في تركيا وسوريا.. نيو دلهي أول المستجيبين للكارثة الإنسانية

وزعت سفارة الهند بالقاهرة، إحاطة إعلامية، تتضمن بعض تفاصيل المساهمة الهندية (عملية دوست) في تقديم المساعدات الإنسانية لتركيا وسوريا اللتان ضربهما زلزال عنيف يوم 6 فبراير الذي يعد اليوم الثلاثاء آخر أيامه (اليوم الثلاثاء - 28 فبراير 2023).

بحسب هذه الإحاطة الإعلامية، فقد سعى أبناء الهند لمد يد العون للآخر في وقت الشدة، حيث سلطت الإحاطة الضوء على فريق الإغاثة الهندي المشارك في مساعدة ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا الذي ضم مٌسعفة تركت طفليها التوأمين اللذين يبلغان من العمر 18 شهرًا من أجل تلبية هذا النداء. 

ووفقًا لإحاطة سفارة الهند بجمهورية مصر العربية، فإنه قبيل بدء رحلة فريق الإغاثة الهندي، قام العديد من الموظفين بإنهاء مئات المستندات لإعداد أكثر من 140 جواز سفر للفريق المسافر في وقت وجيز للغاية، بينما لم يتمكن أي فرد من أفراد فريق الإغاثة من الاستحمام لمدة 10 أيام. 

عملية مؤثرة

ووصفت الإحاطة الإعلامية المهمة التي قام بها فريق الإغاثة التابع للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث في المناطق التي ضربها الزلزال في تركيا مليئة بالتحديات العاطفية والمهنية والشخصية، وحول ذلك ورد بإحاطة سفارة الهند: "لقد كانت مهمة دخول ثلاثة فرق من الفرق التابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، والبالغ عددهم 152 فردًا علاوة على ستة كلاب مدربة في عمليات الإنقاذ في تلك المناطق على نحو اتسم بالسرعة الكبيرة ثم عودتهم إلى الديار بعد انتهاء الرحلة، عملية مؤثرة  تركت في النفوس مجموعة من المشاعر المتشابكة".

تناولت كذلك الإحاطة تفاصيل الزلزال واستجابة الهند له: "في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال مدمر تركيا وسوريا، وأودى بحياة الآلاف من الأبرياء في غضون ساعات قليلة. لقد أدى الزلزال الذي سجل 7.8 درجة على مقياس ريختر إلى مقتل أكثر من 50000 شخص وإصابة عدد أكبر. وعلى الرغم من وقوع الهند في منطقة الجوار الجغرافي الممتد لتلك الدول، إلا أنها كانت من أوائل المستجيبين لهذه الكارثة المدمرة وأطلقت عملية دوست، وكلمة دوست تعني الصديق، وذلك بهدف تقديم الدعم الإنساني للدول المتضررة".

وكشفت أنه في غضون 24 ساعة من وقوع الزلزال، أرسلت الهند فرق إنقاذ ومسعفين بل وقامت بإنشاء مستشفيات ميدانية في تركيا. بالإضافة إلى فرق الإنقاذ التابعة للقوة الوطنية للاستجابة للكوارث، قامت الهند كذلك بنشر فريق طبي عسكري مكون من 99 فردًا، والذي نجح في إنشاء وإدارة مستشفى ميداني مجهز بالكامل مكون من 30 سريرًا في منطقة الإسكندرونة، حيث استطاع تقديم الرعاية الطبية للآلاف من الضحايا. وضمت هذه الفرق أيضًا العديد من العناصر النسائية، اللاتي كن يعملن على قدم المساواة مع باقي أفراد الفرق في درجات حرارة دون الصفر وكان الجميع ملتزم بالعمل على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الضحايا.

بناءًا على ما جاء بالإحاطة فإنه عندما بدأت الفرق الهندية عودتها من المناطق المتضررة، كان دفء وحب الناس في تلك المناطق بمثابة شهادة حقيقية على نجاح عملية دوست. وفي الوقت الذي تعد فيه الهند دائمًا هي المستجيب الأول في منطقة الجوار في المناطق المطلة على المحيط الهندي، فإن انتشار فرق الإغاثة والإنقاذ الهندية في تركيا وسوريا كان أمراً صعبًا بشكل خاص. على عكس القوى الكبرى الأخرى، نجد أن الهند لا تمتلك قواعد كبيرة في الشرق الأوسط، ولكن سياسة الهند الخارجية ترتكز على  المبدأ الهندي القديم "فاسوديفا كوتومباكام" الذي يعني أن العالم كله هو عبارة عن أسرة واحدة.

وقالت الإحاطة الإعلامية: "لقد انعكس التزام الهند بنفس الصورة خلال  انتشار جائحة  كوفيد-19. فعندما كان العالم النامي يعاني من نقص حاد في اللقاحات وكانت العديد من الدول الأخرى حريصة على تخزين أكثر كمية من تلك اللقاحات المضادة، قدمت الهند، على الرغم من الموارد المحدودة، تلك اللقاحات لأكثر من 95 دولة من خلال مبادرة لقاح مايتري".

التزام هندي

تجدر الإشارة إلى أن ناريندا مودي، رئيس وزراء الهند، كان قد صرح في مؤتمر صحفي قائلًا: "إن عملية دوست هي بالفعل مثال حي على تفاني الهند في خدمة الإنسانية، كما أنها تعكس التزامنا بالوقوف إلى جانب الدول المنكوبة".