الخروج عن المألوف (كلنا واهمون)
نعيش وتعيش فينا الحياة ‘ ندخل الحياة ممتلئين بالنقاء الداخلي ‘ الخالي من أي شوائب ‘ وتسحبنا الحياة ثم المجتمع ثم البيئة ‘ لندخل في بوتقة لا فرار منها ‘ ألا وهي بوتقة الوهم ‘ الوهم الذي مثل ممر كبير أذا سمحت له بالدخول في أفكارك ‘ جعل منها حياة مزيفة ‘ يرأسها الوهم ويعيش بداخلها الخوف ‘ كالسلحفاة وبيتها.
فكم منا يعيش موهوم بشئ داخل فكره ‘ فيسمح للوهم بالتوغل داخلة ‘ فيصبح مثل الوحش الكاسر الذي لا يبقى على شئ حي أمامه ‘ هكذا هو الوهم ‘ فكم منا موهوم بالخوف ‘ وإذا أقدم على فعل شئ معين ‘ غلبه ذلك الوحش أنه لا يقدر على فعل هذا علي الرغم أنه إذا فعل سيقدر .
كم منا يحسب أن أمله الوحيد في طريق ما وبسبب هذا الوحش أيضا لا يقدر على خوض ذلك الطريق ‘ فيظل معلق مشتت بين مقدرته وأمله وبين وهمة وخوفه على الفشل ‘ على الرغم أن الفشل هو اول خطوات النجاح ‘ لأنك إذا لم تفشل لن ولم تنجح ولا تشعر بطعم النجاح ‘فالطفل لم يولد يمشي بل ولد يحبو ومع مرور الوقت تعلم المشي.
كم منا يري دائما المبرر الأساسي لأفعاله هي الظروف ‘ تلك الشماعة الوهمية ‘ التي تبرهن على خوفك فقط من فعل وتنفيذ قرار ما ‘ على الرغم من أن الحقيقة ليس في ظروفك ‘ او خوفك منها ‘ بل هو عدم قرارك لتنفيذ أمر ما فالمواقف ‘ قرار ثم تنفيذ.
كم منا من يري نجاته في كذبه وهذا أكبر وهم رأيته فهذا وهم عظيم ‘ فخاب وخسر من يرى أن الكذب هو النجاة ‘ بل الصدق مهما كان فيه من خسارة فهو أكبر مكسب .
كم منا يعيش ويترعرع على عادات وتقاليد مجتمع ‘ فيتوهم أن هذا هو الصح وأن غير ذلك لم تكن أمور صحيحة في الحياة ‘ ويعيش على ذلك الوهم ‘ ولم يضع في الحسبان أن تلك العادات ماهي الا طقوس مفتعلة من مجتمع ‘قد تحتمل الخطأ وقد تحتمل الصواب ‘ ولكن توصلنا لمرحلة وهمية خطيرة جعلتنا نرى أن الحلال والحرام مقدم عليه العادات والتقاليد ‘ فأصبحنا لا نقول هذا حرام وهذا حلال بل أصبحنا نقول هذا مخالف أو مطابق لعاداتنا ‘ وهنا الوهم الأكبر . متى نتعلم ألا نوهم ‘ وألا نخاف ؟!
متى نعرف أن دائما هناك فرصة للمراجعة ؟ وإن دائما هناك طريقة لإعادة النظر من جديد ‘ فلقد خلقك الله بعقل وروح وكيان وقلب " لم يخلقنا الله بكل هذا لكي نساق ولكن لكي نؤثر "
كم من وهم تغلغل داخلنا خوفا بالفشل في العلاقات سواء رجال أم إناث ‘ وكانت النتيجة الإحصائيات المهولة التي تتحدث دائما عن العنوسة ‘ على الرغم أن هناك علاقات أيضا ناجحة لكن وحش الوهم بالخوف‘ جعلناه يقضي على أي شيء تجعل منا ناس مقبلين على الحياة .
كم منا يصبر على آذى نفسي وضرر في حياته وأحيانا يصبر على أذى جسماني فقط لأنه موهوم بالخوف ‘ فيصمت على هذا ‘وتكون النتيجة جيل بعد جيل مشوهة ‘ فالخوف هو أكبر هاجس يعيق حياة الإنسان .
أتذكر الخوف من الموت المفاجئ ‘ أو الشعور بالموت عن قريب ‘ وهذا الشعور مميت حقاً ‘ ولكن حتي ذلك الشعور وهم يبثه الشيطان بداخلنا لكي ينغص علينا الحياه ‘ وينغص علينا المعيشة الحياتية ‘ ولنعلم أن ذلك أعمار شئنا أم أبينا ‘ تخوفنا أم لم نتخوف تلك أقدارنا.
لما الصمت عن شئ يسلب منك الحياة ‘ التي وهبها الله لك ‘ ولا يسعى لأي أحد على وجه الأرض بإقتباسها منك‘ مهما حدث ‘ أعلم أن الخوف شئ صحي ‘ وأن خوفك أحيانا يمنعك من الوقوع في مواقف مهلكة ‘ ولكن هذا الخوف الصحي ‘ الخوف الضئيل ولكن نحن جعلنا خوفنا في هذا المجتمع الخوف المهلك المدمر ‘ الخوف الذي أصبح وهم ‘ والوهم هو أكبر شكل من أشكال التشوة الحسي ‘ الذي يسلب به كل إحساس حقيقي واقعي ملموس ذلك الشئ المدمر مثل "الشبح "' الذي لا يقف أمامه أي شيء في الحياة .
مما لا شك فيه إننا أصبحنا خائفين دائما وخصوصا من التغيير ‘ خائفين من مرحلة الوحش ‘ لأن التغيير في الشئ هو أكبر تحدي ممكن يتخطاه الإنسان في حياته ‘ ودائما مخاوفك من ماذا يحدث أذا فعلت ؟! أو ماذا سيحدث إذا تغيرت ؟ تلك هي المعضلة ‘ كلنا واهمون أن الواقع الذي نعيش فيه هو لن ولم يتغير ‘ على الرغم أن الإنسان إذا استوعب أنه قادر على التغيير ‘ وأنه إذا أقبل علي تغيير نفسه ‘ هكذا سيتغير الواقع والمجتمع ‘ لأن الواقع والمجتمع أنت جزء لا يتجزأ منه ‘ فالإعلان عن نفسك في وجه ذلك العالم ‘ الذي يملؤه الوهم الخادع ‘ هو أكبر إثبات على صحة عقلك داخل هذا المجتمع .
لما التضحية بنفسك ‘ وفكرك ‘ داخل مجتمع ضحى بك من أفكار خاوية لم تقم عليها أي بناء ‘ سواء داخل ذاتك أو خارجها ‘ او في محيط اي مجتمع يعلم ويعي معنى الإنسانيه .
آما آن الأوان لتمزيق خوفك !؟
آما آن الأوان لتمزيق ذلك الوهم الذي تعيش فيه طوال تلك السنين؟
آما آن الأوان لقول أنا إنسان ‘ أنا حي ‘ أنا مخلوق من روح الله لا يقدر على أي شئ.
آما آن الأوان لتصبح أنت لا وهمك وخوفك.