نائب رئيس تحرير الاهرام يصنع ديوانه الثاني تحت عنوان أين تضع العذراء مسيحها
قام الكاتب الصحفي مفرح سرحان، نائب رئيس تحرير الأهرام المسائي، بأصدار ديوانه الثاني. تحت عنوان "أين تضع العذراء مسيحها؟"، عن دار "روافد للنشر".
يرسم الديوان -الذي يضم 25 نصًا- صورًا متباينة للوجه الآخر من الذات الإنسانية، ورحلة للبحث عن "نقطة وصول" إلى بر أمن من الصراعات الأيديولوجية والعرقية، واكتشاف "الفطرة" في أعماق هذه الذات.
تجسد نصوص ديوان مفرح سرحان محاولة لانعتاق الذات الإنسانية من أسر النصوص المفروضة بالإكراه، ودعوة للتحرر من عبودية الرمز المقدس، وأصحاب الصكوك، وتغول الآخر، ولصوص الحياة، ورسل الموت، وشياطين الظلام في مسعى دائم للإجابة عن تساؤل صادم حمله عنوان الديوان "أين تضع العذراء مسيحها؟".
هي رحلة بحث عن السلام الذاتي والطموح إلى سلام العالم وموضع آمن تعبر فيه الحياة بعيدًا عن السكين والبارودة، وخريطة مكفولة ببعلة الوجود لا نار الفناء والإبادة، وهو ما جسده النص المعنون للديوان:
لماذا يسقط البارود على رأس الوردة؟
لماذا يبقر الثور بطن الرمال؟
أين تنام الأغصان
وزيت الزيتون يحترق؟
أين يناجي الكليمٌ
وبنو الشيطان يلعبون النرد في بطن الوادي؟
أين يمضي البراقُ
وظهر الأرض موبوء بالبثور؟
أين تضع العذراء مسيحها
ورحم الخريطة ملغوم باسم الله؟
الخوف الدائم هو الناقوس الذي يدق في نصوص الديوان خلال رحلة اكتشاف "الآخر" والبحث عن "الآمن"، فما بين استنهاض لمقاومة "الشياطين الجدد"، والتحذير من بيئة صالحة لاستزراع هذا النبت الشيطاني، تأتي دلالات الرمز في نص مثل "لماذا نسيتِ القهوة يا مي؟":
ما الخطب يا عزيزتي؟
لماذا يبدو القوس مذعورًا
مفتوحًا على كل الاحتمالات؟
لماذا يصنع الناجون بحرًا
ويرتدون السترات
ويرغبون في الغرق؟
هي إذن "متلازمة الذات والوطن"، التي تحرص نصوص ديوان "أين تضع العذراء مسيحها؟" أن تقبض عليها، وتبقيها في هوية محفوظة من العبث والشر، وهذا ما يبدو في نصوص مثل: "يعود حذائي وحيدًا"، و"وجهي لا يظهر في المرآة"، و"كيف أصل إلى البحر؟"، وغيرها من نصوص الديوان.
"أين تضع العذراء مسيحها؟" هو الديوان الثاني، بعد "امرأة ليست للقراءة"، لمفرح سرحان الذي صدرت له مجموعة "ثورة الأوراق"، وله تحت الطبع رواية "شيخ الحانة"، وكتابا "فلسفة التمكين" و"خطابات الخريف".