حسن راتب يؤكد أهمية الصحافة والإعلام فى تشكيل وجدان الأمة
فى أمسية وطنية وفى ليلة الابداع والثقافة وعرس ثقافى من صالون المحور والتى اقيمت تحت عنوان "فى حب مصر" الإعلام الكلمة والرسالة " ، حيث كان النائب أسامة هيكل وزير الاعلام الاسبق ورئيس لجنة الثقافة والاعلام والاثار بمجلس النواب ضيف شرف صالون المحور الثقافى ، وبادرة امل واشراقة الى مستقبل افضل بشأن الإعلام والثقافة والفن والابداع فى مصر ، وبحضور الكاتب الصحفى خالد صلاح وصبرى غنيم والاعلامى محمد فودة ود. مفيد شهاب و الاعلامى طارق علام ، وبمشاركة نخبة من العلماء والمثقفين والفنانيين والاعلاميين ، وتذاع قريباً عبر شاشة قناة المحور الفضائية
وقام د. حسن راتب رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء بتكريم وزير الاعلام الاسبق أسامة هيكل واهدائه قلادة جامعة سيناء فى صورة راقية وحضارية تقديراً لمكانته الاعلامية و الثقافية والفنية والادبية ، والدور الهام الذى يقدمه فى دعم الاعلام المصرى وتأسيس المؤسسات الصحفية والاعلامية
واستهل د. حسن راتب كلمته انه من حسن الطالع اننا نستقبل عام هجرى جديد ونودع عام مضى وندعو الله ان يكون عام خير لمصر ، ولعل صالون المحور فى هذه الامسية الثقافية الخاصة يحمل كلمة " الاعلام بين الكلمة والرسالة " واهم ما يميز هجرة الرسول هو الرسالة ورسالة الهجرة بها كل المعانى الطيبة من الايثار والتضحية وانكار الذات بالاضافة الى العديد من المعانى التى ارتقت بالامة
واضاف راتب ان لكل امة ما يميزها وهذا الامة تتميز بالثقافة والحضارة واهم ما يميز الثقافة هيا ادواتها ولعل الاعلام بكل اشكاله هو يحمل معيار الثقافة لهذه الامة ، ومن هنا كانت الرسالة لرسول الله " ص" ومؤكدا على حديث رسول الله " انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى "
واوضح راتب اننا قبل ان نتكلم عن الاعلام يجب ان نتحدث عن اداب مهنة " الاعلام " واذا كان الاعلام هو الذى يشكل وجدان الامة ، وهو الثقافة الحقيقة التى تشكل شخصية الامة ، ونحن اليوم فى صالون المحور امام نماذج بشرية تحمل معانى من الفكر ومساحات كبيرة من هموم هذه الامة
وقال راتب ان ضيف الشرف للامسية الثقافية لصالون المحور هو استاذنا لانه صاحب رسالة وكان وزيراً للاعلام والان يمثل الامة فى البرلمان للثقافة والاعلام ، مؤكداً على ان ان الاعلام مسئولية ، وحينما نتحدث عن الامم لكل منها ما يميزها فالمانيا تتميز بالصناعات الثقيلة واليابان بالتكنولوجيا ومصر بحضارتها وثقافتها
وأكد راتب على ان الرسالة تحمل مضمون والكلمة هيا اداة المعنى ومفردات اللغة هى اخطر ما يميز الخبيث من الطيب ، والكلمة كائن حى مستشهداً بقولة تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ " الى باقى الاية وان هناك الكلمة الخبيثة ، ومن هنا الكلمة كائن حى تولد وتعيش وتموت وتُبعث يوم القيامة ، وان رسول الله " ص " فى الحديث الشريف اشار الى ان وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ ، وان الكلمة نفخ من روح الله وامره بين الكاف والنون ، فقدر الله كلمة ، فمن منا يعرف اداب الكلمة
واستطرد راتب ومن هنا الكلمة لها حق والكلمة لها رحم وهذا الجنين الذى يُثرى العالم كله ورحم الكلمة اما ان يكون العقل فتاتى الكلمة متفقة مع المنطق والمقدمات والنتائج ، واما ان يكون رحم الكلمة القلب فتاتى الكلمة مفعمة بالمشاعر والاحسايس ، واما ان يكون رحم الكلمة هو الروح فتاتى الكلمة قريبة من الله لان الروح من امر ربى ، ومن هنا تأتى مسئولية الكلمة ويُسأل الانسان على الكلمة ، وكم من كلمة رفعت شأن امم وخفضت امم اخرى
واوضح راتب اننى اتكلم عن الكلمة وهى الرسالة وبجوارى استاذ القانون مفيد شهاب وله كلمة رائعة باننا قبل ان نُعلم ابناءنا القانون يجب ان نعلمهم حب العدالة ، وتأتى القوانين معبرة عن العدالة ، واذا ذهبنا الى الطب فاداب المهنة الانسانية واذا ذهبنا الى الاعلام فادب المهنة هى الكلمة.
كلمة أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب:
قال أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، إن هناك إعلاما إيجابيا وآخر سلبيا، لافتًا إلى أن الإعلام السلبى يحتاج إلى مقاومة طبيعية له وهى التعليم الجيد حتى يتمكن المواطن من التمييز بين الشائعات والحقائق، مؤكدًا أن الأمر يحتاج إلى تكاتف قوى الدولة الشاملة، والأساس فيها هو العملية التعليمية الذى أصبحت فى جزر منعزلة وعلى مستوى غير المطلوب، على حسب هيكل.
وأضاف النائب أسامة هيكل أن التعليم الحكومى به مشكلات، الأمر الذي يتطلب توحيد منظومة القيم فى المدارس لأن البيوت تختلف من حيث الغنى والفقر والقيم، قائلا: "لابد من الاعتراف بأن الناس بطلت تقرأ جرائد أو تشاهد التليفزيون لأن طبيعة الحال تغير، ومع التطور تقدر تتابع كل شيء على مواقع الإنترنت، حتى الأفكار والمبادئ والقيم التى يتم نشرها الآن تساعد فى تمزيق الأمة".
وأكد رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أن الإعلام هو موضوع الساعة، وأنه اكتسب أهمية كُبرى فى السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الإعلام احتل هذه المكانة من قوة الدولة الشاملة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، موضحًا أن ثُمن القوة الاجتماعية هى الإعلام، وتابع: "إلا أن المعدلات تغيرت الآن وأصبح الإعلام قوة بذاتها، الإعلام يساوى تأثير ممكن يكون إيجابيا أو سلبيا ولا يوجد إعلام غير مؤثر على الإطلاق". وأضاف أن المتغيرات التى حدثت هو تطور الإعلام من التقليدى العادى مثل القناة الأولى والثانية والتى كانت تعمل حوالى 7 ساعات، وأن الأمر تغير من بعد انهيار الاتحاد السوفيتى وانطلقت الأقمار الصناعية للسماء وتم تخطى الحدود الجغرافية فى الإعلام الحديث.
وأوضح هيكل، أن الخبر أصبح هو اللاعب الرئيسى فى المعادلة الصحفية، مشيرا إلى أنه يتم التعرف على الخبر الآن فى ظل التطور الإعلامى فى وقتها، وأن القارئ لا يحتاج إلى قراءة الخبر مرة أخرى بعد مرور يوم على حدوثه، إنما هو يسعى إلى معرفة ما وراء الخبر.
وشدد هيكل على ضرورة أن تهتم الصحف الورقية بالتحليل والبحث فيما وراء الخبر حتى يجد القارئ ما يهمه فى الصحيفة، مضيفا "لا يوجد مهنة فى العالم دون محاسبة، وهناك جريدة بها 300 صحفى وتوزع 70 نسخة".
كلمة الكاتب الصحفى خالد صلاح
أكد الكاتب الصحفى والإعلامى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير موقع وجريدة "اليوم السابع"، أن خضوع صناع الكلمة بوسائل الصحافة والإعلام لمعايير مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا أصاب المهنة بالانحطاط، إلى جانب تجاور ذلك مع أزمة تراجع الإعلانات التليفزيونية والصحفية.
وأضاف خالد صلاح أن الإعلام المصرى يمر بأصعب وأشد فترة فى صناعة الإعلام فى تاريخ هذه الأمة لعوامل عدة، أولها غزو فيس بوك، وتدهور الفكر إلى درجة ثالثة ورابعة بسبب أن السخرية والسباب أصبحت هى السمة السائدة، لافتا إلى أن الأمر الوحيد الذى لم تتم السيطرة عليها هى شبكات التواصل الاجتماعى.
وأشار "صلاح" إلى أن الإعلام المصرى أمام غزو جديد يشبه غزو التتار للأمة الإسلامية، وأن شبكات التواصل الاجتماعى تبث رسائل تتارية وانتقلت إلى صناع الإعلام والصحافة، وأصبح الكاتب والإعلامى منتظرا صدى ما يقوله أو ما يكتبه على شبكات التواصل الاجتماعى.
وأوضح الكاتب الصحفى خالد صلاح أن الجيل الحالى لم ينل كفايته من التعليم، وبدأ يتسول نفس المعايير المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يكتسب أنصارا، ويحتسب قوته بعدد اللايكات والجدل الذى يتحقق بالسخرية وليس بالعلم.
ووجه صلاح الشكر للنائب أسامة هيكل لما وضعه فى القانون الجديد لتنظيم الصحافة والإعلام من مواد تنص على ضرورة فرض ضرائب على إعلانات مواقع التواصل الاجتماعى.
وتابع خالد صلاح: "نعانى انحطاطا أخلاقيا وغيابا للرسالة الإعلامية وتأثرا بالسوشيال ميديا، وتراجعا على المستوى الثقافى، وثورة قضت على الأخضر واليابس اقتصاديا"، وأضاف: "الكثير يتحدث عن إعادة تشكيل الملكية فى الساحة الإعلامية، أعتقد أن الدولة المصرية تريد أن تحول الإعلام إلى فلسفة استقامة ورصانة الرسالة الإعلامية، وقد تحدث أخطاء لكنه يتم رسم مسار صحيح نعود منه بالهدف المنشود، والسؤال هنا لماذا لا يوجد فكر مبدع بأن نعيد شبكات التواصل الاجتماعى إلى مسارها الصحيح".
كلمة د. مفيد شهاب
أكد الدكتور مفيد شهاب الدين، أستاذ القانون الدولى ووزير التعليم العالى الأسبق، أن الإعلام عبارة عن كلمة مقروءة ومسموعة ومرئية وهو رسالة وهدف، وأنه إذا كانت الكلمة هى الوسيلة فالرسالة هى الهدف.
وأوضح وزير التعليم العالى الأسبق أن ما يخشاه هو الفكر المتطرف، قائلا: "أنا سعيد بتراجع العمليات الإرهابية إلى حد كبير، ووعى المواطنين أصبح يدعو إلى الأمل والتفاؤل، إلا أننى متشاءم من انتشار الفكر المتطرف والتعصب وعدم قبول الآخر، وهو يزداد يومًا بعد يوم، وهنا يجب التأكيد على دور الإعلام فى مناهضة هذا الفكر المتطرف، وللإعلام دور مهم إذا وعى المسئولون فى الدولة والشعب هذا وتم منحه قدره ودوره".
وأضاف شهاب أن الهدف من الإعلام فى غاية الأهمية، قائلاً: "الإعلام سلاح خطير إن أجدنا استخدامه خصوصًا فى ظل ثورة معلومات وتكنولوجيا هائلة وغير مسبوقة".
وشدد الدكتور مفيد شهاب على ضرورة التوفيق بين حرية النشر باعتبارها جزءًا من حرية التعبير دون تدخل أو رقابة، وبين اعتبارات أخرى مثل الأمن القومى التى تتطلب أحيانًا التضحية بهذه الحرية، وأكد أهمية مراعاة مثل هذه الاعتبارات وأخذها فى الاعتبار شريطة أن تكون فى إطار ميزان دقيق لا يضحى بحرية التعبير.
وأشار شهاب إلى التراجع فى الأداء الإعلامى بسبب منافسات شرسة منها ما هو غير موضوعى ومنها ما هو ممول من الخارج لهدم المجتمع وقيمه، وتساءل شهاب: "هل تختفى الصحافة الورقية أم ستصمد، ويجب أن نحرص عليها كما حرصنا على الكتاب".
كلمة الكاتب الصحفى صبرى غنيم
أكد الكاتب الصحفى صبرى غنيم فى كلمته ان "الصغار والكبار يسعون إلى الخبر وليس المقال، والخبر فرض نفسه أقوى من الكلمة، وتميزت اليوم السابع بالأخبار الدولية فى اللحظة وليس الأخبار المحلية فقط، وكنا نعلم ما يحدث فى لندن فى لحظة وقوع الحدث قبل سكانها".
ويُذكر ان د. حسن راتب رئيس شبكة قنوات المحور حريص على ان يكون عنوان صالون المحور خلال الاسابيع الاخيرة تحت عنوان " فى حب مصر " فى امسيات ثقافية وطنية وبمشاركة النخبة من اهل مصر فى كافة المجالات لتقديم الرؤى والافكار والمقترحات التى تخدم بلدنا .
ويتطرق صالون المحور الى مناقشة العديد من القضايا الوطنية فى مختلف المجالات الثقافية والفنية والسياسية والاعلامية ، بحضور نخبة من المثقفين والاعلاميين
تذاع الامسية الثقافية والاعلامية لصالون المحور قريباً عبر شاشة قناة المحور الفضائية