عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أحمد قذاف الدم: لن أترشح لانتخابات الرئاسة.. وليبيا تعيش حرب إبادة وهذه الدول "في أمان"

أحمد قذاف الدم
أحمد قذاف الدم

أجرت صحيفة الرياض السعودية حوارا مع أحمد قذاف الدم، المبعوث الخاص للرئيس الليبي السابق معمر القذافي إلى مصر والذي يتولى حاليا مسؤولية الملف السياسي لجبهة النضال الوطني في ليبيا. وإلى نص الحوار:

*بداية.. ما رؤيتك للأوضاع في المنطقة الآن؟
المنطقة تتعرض لمخطط ليس بجديد ولا بمستغرب، الغريب هو أن لا ندرك هذه المخاطر التي تنهال علينا كل صباح ونعمل كالنعام ندفن رأسنا في الرمال ولا نواجه الخطر، يجب أن تستيقظ الأمة بعد هذه التجارب المريرة التي مرت بها، أصبح كل شيء ظاهرا، الذي حدث في العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر وتونس وقد يكون غدا في الجزائر -لا سمح الله- كل هذه مقدمات ونتائجها للأسف ليست طبيعية وليست وليدة ثورة كما يدَّعون، هذا عمل مصنوع في الدوائر الغربية ومخطط لكل العالم الإسلامي لـ"الخط الأخضر"؛ الغرب المنتصر في الحرب العالمية الثانية وضع مخططا لأعداء محتملين فكان الخط الأول هو الخط الأحمر "الشيوعية" والخط الثاني هو "الإسلام" واستهداف العرب، وهم يريدون أن يثبتوا أقدامهم وأن يدرؤوا خطرا قد يأتي من هذه المنطقة ومن يقرأ التاريخ يعرف، نحن سجال في مواجهات عدة ووصلنا إلى جنوب فرنسا عندما توحدت هذه الأمة وأصبحت قوية وأصبحت تشكل خطرا على أوروبا، وبالتالي هم يسعون لإجهاض أي تقدم في هذه المنطقة وتطور اقتصادي أو عسكري أو علمي لكي يعيشوا كما يظنون في أمان وهذه نظريتهم وهم يرون أنهم يدافعون عن نظريتهم بضربنا، ولذلك عندما أقول إن العالم الإسلامي كله مستهدف لا أستثني إيران التي تهدد منطقة الخليج، ولا قطر التي تعتقد أنها عندما تتحصن بالصهاينة تكون في منأى عن هذا الطوفان، المؤلم في هذه القصة أن كل هذا الدمار يجري بأيدينا وبإمكانياتنا وبأولادنا، فلو دخلت سورية في معارك مع العدو الصهيوني لمدة 10 سنوات لا يمكن أن تكون خسائر سورية بهذا الحجم؛ هناك دمار هائل، وكذلك ما يجري في اليمن، اليمنيون يتقاتلون مع بعض، وأيضا ما يجري في ليبيا، ليبيا دخلت في مرحلة "اللامعقول" هؤلاء استعانوا بالغرب لتدمير نظام "قريةً كانت آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يأْتيها رٍزقها رَغَداً مِن كلِّ مكانٍ" فأصبحت وبالا على الليبيين وأصبح عقاب إلهي كأنه كما يقول القرآن "فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذاقها الله لِبَاس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون". لن يُستثنى أحد من الحرب، وعلى الأمة الإسلامية والعربية تحديداً التي هي قلب الإسلام أن تأخذ المبادرة لطرح مشروع يواجه هذا المشروع الغربي الذي ينتشر ويتقدم دون أن يتصدى له أحد، وأنا واثق أن العرب إذا اجتمعوا والدول التي لم تقع في هذه الفوضى كالمملكة العربية السعودية ومصر والجزائر أن تبادر بخلق اتحاد عربي لمواجهة هذا الباطل ونمنع هذا الدين الوافد من السيطرة على العالم الإسلامي.

*كيف هو الوضع في ليبيا الآن؟

-ليبيا التي كانت تستظل بظلها الملايين من العرب والأفارقة أصبح شعبها يتسول في كل مكان، وأصبحت غير قادرة على توفير الخبز للناس أو الأمان، ولدينا أكثر من حكومة ومجموعة جيوش ومجموعة عصابات تتحكم في مصيرنا ومئات الآلاف من مرضى السرطان نتيجة الحرب التي استخدمت فيها كل الوسائل اللاأخلاقية والمدمرة، وكل التحاليل التي أجريت في فرنسا وألمانيا تؤكد أن هذه الأمراض نتيجة الغاز الذي كان موجودا في الصواريخ وهم يعرفون ذلك، لذلك في ليبيا وضعنا يختلف هي "حرب إبادة" لأن عددنا 6 ملايين ولدينا 2000 كلم على البحر المتوسط، والغرب يريد أن يؤمن جنوب أوروبا بألفي كيلومتر ويريد أن يغير الديموغرافيا، وغدا إذا استمر هذا الوضع لن تكون ليبيا لا عربية ولا مسلمة، هناك توطين للأجانب وقتل وتهجير لليبيين، الغرب يريد استغلال الثروات الهائلة، على العالم أن يعرف أن ليبيا ثاني أغنى دولة في الغاز على مستوى العالم وثرواتنا تستمر لـ 150 عاما من النفط وأهم مصدر للطاقة الشمسية في العالم هي الصحراء الليبية وأيضا قربها من أوروبا ونوعية النفط والذهب الذي فيها يغري الغرب، ولذلك هم يطيلون أمد الصراع كي يأمنوا جنوب أوروبا من خلال قواعد عسكرية موجودة الآن، وبالتالي عدنا إلى وضع شبه "محمية"، وكان بإمكان العرب أن يخوضوا مبادرة لإنقاذ ليبيا وعودتها للحضن العربي قبل أن تنتهي، ومن المؤسف أيضا أن دولة مثل قطر تمول كل الصواريخ التي تسقط على رؤوسنا كل صباح.

وما المخرج من الوضع في ليبيا في ظل الانقسامات الموجودة؟

نحن في جبهة النضال الوطني نتحدث عن الغد، ليس هناك إمكانية لإعادة النظام القديم في غياب القذافي، ولا يقبل الليبيون بهذا الباطل الموجود، نحن نطرح بناء دولة جديدة لكل الليبيين تحت راية بيضاء للسلام أي الاستسلام للوطن لكي نوقف هذه المؤامرة التي تستخدمنا جميعا لقتل أنفسنا، كل الحروب في ليبيا لا تصب إلا في مصلحة المخطط الغربي إذا عليها أن تتوقف إذا لدينا عقول، وكذلك في اليمن والعراق وسورية، يخربون بيوتهم بأيديهم، نحن أمة عظمة لديها تاريخ ودين فيه من السماحة والآيات القرآنية تكفي.

أبشر الجميع أنه لم تعد هناك مشكلة بين الليبيين، نحن وخصومنا نلتقي كل صباح، ونرسل وفودا من طرفنا إلى هناك، لا يوجد انقسام، وحتى العسكريين الليبيين يتواصلون مع بعض في الشرق والغرب والجنوب ويلملمون القوات المسلحة التي دُمرت بـ 40 ألف غارة بأكبر حملة بعد الحرب العالمية الثانية جوية وبحرية، حشدوا فيها 4 أساطيل و17 قمرا صناعيا، وقتلوا عشرات الآلاف من أبناء القوات المسلحة ودمروا القوات البرية والبحرية والجوية، وكل ذلك تحت ذريعة حماية المدنيين وأيضا تحت ستار حرب نفسية شرسة شارك فيها الجميع مستمرة على الوطن العربي للتشكيك في قياداتنا وأنفسنا، وهذه الحرب أستُخدم فيها شبابنا وهذا مكمن الخطر الداهم لهذه الأمة.

*هل ستفكر في الترشح للانتخابات الرئاسية؟

-لا لا لا.. المعركة الآن معركة إنقاذ وطن وليست معركة سياسية، علينا إنقاذ بلدنا، وأنا قمت بواجبي خلال السنوات الماضية وليس لي أي رغبة في الرئاسة، وإنما نحن من الأغلبية في ليبيا وسيكون واحد منا رئيسا لليبيا بعد هذه السنوات العجاف.

من تتوقع أن يكون رئيساً لليبيا؟

لدينا الكثير من المرشحين؛ سيف الإسلام القذافي وأبو زيد دوردة وجادالله عزوز الطلحي والدكتور الشريف وجميعهم لديهم خبرة وتجربة وتاريخ مشرف، وخلفهم تيارنا القوي من القبائل والعسكريين والسياسيين، لدينا كوادر فنحن دولة كان لها وزنها في العالم وكانت تقود القارة الأفريقية نحو الوحدة، أصبحنا نحاول لململة شتات بعض القبائل والمدن.

*منذ الأيام الأولى للثورات العربية بدأت ملامح الموقف القطري تظهر.. كيف رأيت الدور القطري في الأزمة الليبية ما قبل وبعد مقتل القذافي؟

قطر كانت تربطنا بها علاقة جيدة جدا، فوجئنا من اليوم الأول أنها تنضم لهذا الحلف وتوالي الغرب وتقتل الليبيين، شخصيا لا ألوم قطر فهي دمية استخدمت وهي الآن مجبرة لأن تقوم بهذا الدور وهاربة للأمام خصوصا بعد مشكلاتها مع الدول العربية وعليها أن تعود لرشدها لأنها لن تكون عزيزة أو كريمة أو لها قيمة إلا في بيت العرب، وألا تكون تابعا في ذيل القائمة و"صرافا" يدفع ثمن الصواريخ التي تتساقط على العرب، وأعتقد أن القطريين في الحكم وخارجه أدركوا ذلك وسيسعون لإسقاط هذا الفرع الذي أهان قطر ووضعها في خندق الأعداء تاريخيا.

قطر أداة تستخدم لتدمير الأمة وساهمت بالأموال لشق الصف العربي والمسلم من خلال موقفها غير الشريف ضد جيرانها وأصدقائها ولن تستفيد سوى العزلة، ولكن أنا مطمئن أن أهلنا في قطر لن يقبلون بهذا وسوف يسقط هذا الباطل وستعود قطر إلى حضن الأمة وستتكشف حقائق مذهلة عن الدور الذي لا يشرف أحد والذي تلعبه قطر في ليبيا ومصر واليمن وسورية، وكل هذه الدماء التي تسيل في عنق القرضاوي وباقي (الشلة) التي تدعي الإسلام وللأسف هيمنت على القرار القطري ولم يعد الأخوة في قطر قادرين على الخروج من أذرع هذا الأخطبوط الذي احتضنوه في الدوحة فاستولى على صنع القرار.

كيف كنتم تنظرون لقطر كحليف؟

قطر تحولت لشوكة في ظهر العرب وهي قطرة في بحر العرب ولن يذكرها التاريخ، نحن تصارعنا مع الديناصور "الغرب"، ومن كان تحت أقدام الديناصور لا يشكل أي شيء وهي أصغر من أن تكون حليفا لأحد.

تحدثت عن إيطاليا ومحاولة التدخل في الشأن الليبي.. كيف رأيت أيضاً محاولة كندا التدخل في شؤون المملكة؟

هم يتدخلون في قيمنا وحياتنا، ونحن نختلف عنهم لدينا قبائل وعادات وتقاليد وقيم دينية وأخلاقية، أرى أن التطاول من كندا ردت عليه المملكة بما يليق رغم أنني أعتقد أن الغرب من الممكن أن يحاول التدخل مرة أخرى، وعلينا التعامل بحذر مع هذه الفخاخ.

كيف يتم إصلاح الجامعة العربية؟

لا يستقيم الظل والعود أعوج، إذا انصلح حال الأمة سينصلح حال الجامعة، السيد أبو الغيط رجل وطني وفاضل ولديه خبره، لكن الجامعة تضم الدول التي مرضها بمرض العرب وهي أيضا لا تملك أي صلاحيات، ونحن قدمنا وثائق الثمانينات موجودة في الجامعة العربية تربط العرب بميثاق أخلاقي ولكن العرب رفضوه آنذاك وقد يكون من الملائم الآن أن ننفض الغبار من عليه وأن نقدمه مرة أخرى لعل الأخوة العرب يطورون فيه ونخرج ببرنامج على 10 سنوات يهدف لتشكيل الاتحاد العربي.

ما الدول التي تقف على أرض ثابتة الآن في ظل هذه الصراعات؟

-الآن لم يعد في الساحة العربية سوى المملكة العربية السعودية ومصر، وهما آخر ما يستطيع القيام بالدور، وهذا الحلف إذا قام سيكون الرافعة التي تنقذ ما يمكن إنقاذه من العرب.