د. السيد رشدي محجوب: جراحات المخ والاعصاب والعمود الفقري تتطور بتطور العلم
اكد الدكتور السيد رشدي محجوب، استشارى جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، ان الجلطات الدماغية تحتل المركز الثانى فى مسببات الوفيات بعد الأزمات القلبية فى المركز الأول وتأتى الأورام فى المركز الثالث خاصة ان مخ الإنسان يتغذى من مجموعة من الشرايين التى تغزى مناطق مختلفة منه فكل شريان يغذى منطقة معينة ومخ الإنسان ليس به مكان لتخزين دم أو أكسجين أو طاقة أو غير ذلك فهو محجم داخل الجمجمة ويعتمد فى إمداده بالدم والأكسجين على الدم الذى يضخه القلب فإذا إنقطع الدم عن المخ لمدة من دقيقة وحتى 5 دقائق فإن جزءاً من المخ قد يموت وتختلف الإصابة من شخص للآخر ويختلف الأثر الناتج عن الإصابة على حسب المكان الذى انقطع عنه الدم فى المخ فإذا كان الجزء الخاص بحركة اليد والقدم فإن المريض قد يصاب بالشلل وإذا كان فى مركز الإبصار فإنه قد يصاب بفقدان البصر وكذلك القدرة على الكلام والسمع وغير ذلك والجزء الذى يموت فى المخ لايمكن علاجه، ولكن هناك جزء محيط بالجزء الميت هو أيضا يصاب بنقص الدم الذى يصل إليه وكل مانستطيع فعله ان نضخ الدم لذلك الجزء حتى ننقذه ونعيده لطبيعته قدر المستطاع فينتج عن ذلك تحسن لحالة المريض وإختفاء بعض الأعراض التى كان يعانى منها.
قال ان مرضى الضغط المرتفع، مرضى السكر المرتفع، مرضى القلب المصابون برعشة فى الأذين لعدم إنتظامه فى ضخ الدم بصورة طبيعية، مرضى الكولسترول والدهون الثلاثية المرتفعة كل هؤلاء معرضون للإصابة بالجلطات الدماغية أكثر من الشخص العادى بنسبة 1:10، أما فى حالة تلقيهم للعلاج بشكل منتظم فإن إحتمال الإصابة سينخفض وسيصبح طبيعياً كأى شخص سليم.. وهناك أشخاص يحدث لهم مايسمى بالجلطات المنذرة بمعنى أن يشعر بتنميل فى يده أو قدمه وينتهى ذلك التنميل فى خلال 24 ساعة أو أنه عندما يستيقظ من نومه لايرى أى شئ كأنه مصاب بالعمى لفترة معينة أو لايستطيع أن يتكلم لفترة ثم تنتهى الأعراض بعد فترة فعليه إذا أن يتوجه بسرعة للطبيب ليبدأ بالفحص وإجراء الآشعات ليكتشف أن هناك بالفعل بوادر حدوث جلطة بسبب إرتفاع الضغط أو السكر أو نسبة الكولسترول فيبدأ الطبيب فى علاج تلك الأمراض والتعامل معها حتى يتفادى حدوث جلطة للمريض، لابد لهؤلاء المرضى من الحفاظ على صحتهم أكثر من أى شخص آخر وتلقى العلاج بشكل منتظم والحفاظ على المعدلات الطبيعية.
أضاف ان جراحات المخ والاعصاب والعمود الفقري تتطور بتطور العلم .. ففي نهاية القرن العشرين ظهر الجهاز الملاحى للمخ والعمود الفقرى الذى يتميز بدقة عالية وتصور ثلاثى الأبعاد لمجال العملية مما يساعد فى إنجاح العمليات التى كانت شديدة التعقيد من قبل والوصول إلى أماكن لم يكن الوصول إليها متاحا فى الماضى كما أثبتت نجاحاً مبهراً فى جراحات عدة كاستئصال أورام المخ وتعتمد آلية عمله على تحديد موضع الورم بدقة عالية وعمل أصغر فتحة ممكنة بالجمجمة ومشاهدة الأنسجة التى يتعامل معها الجراح وصولاً إلى الورم ثم متابعة استئصاله ومعرفة حجم الجزء المتبقي إلى أن يتم استئصاله كليةً ثم ظهرت أهمية استخدام الرنين المغناطيسي في تحديد مكان الورم بطريقة أكثر وضوحاً وبدقة عالية فى التصوير قبل الجراحة مع إمكانية وجود جهاز رنين داخل غرفة العمليات ليتمكن الجراح من إجراء العملية دون المساس بأى جزء آخر فى المخ بما يضمن للمريض حياة بدون مضاعفات بعد العملية.. مشيرا إلى أن أحدث الثورات فى هذا المجال تعتمد على إجراء العملية والمريض مستيقظ ودون أن يشعر بأى ألم وذلك لضمان عدم حدوث أى مضاعفات بعد العملية كما فى حالات استئصال أورام سرطانية متلاصقة لمراكز الكلام أو الحركة.
أوضح ان جراحة المخ والأعصاب من التخصصات النادرة ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع ويرجع ذلك لعدة أسباب منها صعوبة ذلك التخصص ودقته الشديدة وكونه يحتاج صبر ومثابرة بشكل كبير إضافة لإرتفاع نسبة المخاطر والمضاعفات التى قد تنتج عن إجراء بعض الجراحات فجراح المخ والأعصاب يتعامل مع شعيرات دموية شديدة الدقة إذا ما حدث فيها أى مشكلة أثناء الجراحة فإن المريض قد يصاب بشلل كذلك الخلايا العصبية إذا ماتت فإنها لا تتجدد كباقى خلايا الجسم.