عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

حلم "حكومة نجيب" يتبخر.. اسقاط "المصريين الأحرار" بفلوس ساويرس وغبور.. الأساسيين خارج الحزب والباقين أصحاب مصالح.. ومرتبات النواب الأعلى في التاريخ السياسي

نجيب ساويرس
نجيب ساويرس

من رحم ثورة 25 يناير ولُد كيان سياسي جديد أثبت جدارته بين مختلف القوى السياسية ونال استحسان الجميع فتأسس غنيًا وكبيرًا وزعيمًا لأشقائه ومنافسيه من الأحزاب الأخرى.

الحزب الذي اتسم بقوة تماسكه وصلابته، والإنتشار الواسع بين محافظات الجمهورية حتى حصل على أعلى كتلة برلمانية بين كافة الأحزاب السياسية داخل مجلس النواب، فأصبح حزب الأكثرية بداخله إنه "المصريين الأحرار".

فلوس التأسيس والنكبة
والمفاجأة المدوية التي لم يتوقعها أحد أن تكون الأموال الطائلة لمؤسسة نجيب ساويرس والممول الثاني رؤوف غبور، والتي جعلته الحزب الأغنى والأشهر والأقوى والأوسع انتشارًا، هي نفسها التي أسقطته وألقت به في بئر الأزمات واغرقته في بحور الصراعات.

إنهيار المصريين الأحرار وسقوطه كان سريعًا ومفاجئًا للجميع، ولكن المتأمل لموقفه يرى أن السقوط جاء تدريجيًا، فبدأت سلاسل الإنهيار تدريجيًا مع الاستقالات المتتابعة لأبرز أعضائه المؤسسين له حتى وصلت جملة الاستقالات إلى 35 استقالة لأشخاص من صفوة المجتمع سياسيًا ومجتمعيًا.

استقالة 95% من الكوادر
أبرز هذه الاستقالات كانت من الدكتور يحيي الجمل، أسامة الغزالي حرب، أحمد سعيد، علي السلمي، مارجريت عازر، صديق عفيفي، هدى راغب، أشرف صبري، إبراهيم نجيب، عماد جاد، وعلاء عبد المنعم".

وأكدت مصادر من داخل الحزب أن هذه الاستقالات تبعها استقالات أخرى جماعية من أعضاء الحزب المؤسسين بالمحافظات، حتى افتقد المصريين الأحرار لأكثر من 95 % لقوامه الأساسي المشكل له ولم يتبقى سوى أصحاب المصالح فقط.

وقالت المصادر أن بداية الإنهيار الحقيقي للحزب كانت مع رفع مؤسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس التمويل عنه وتبعه الممول الآخر للحزب رجل الأعمال رؤوف غبور.

حلم حكومة ساويرس
وفجرت المصادر مفاجآت من العيار الثقيل، حيث أكدت على أن "ساويرس" رفع يده عن تمويل الحزب وتركه تائهًا بلا تمويلات أعقاب تشكيل إئتلاف دعم مصر داخل مجلس النواب، نتيجة ضياع حلمه الوردي والأبدي بالسيطرة على الحكومة المصرية والتحكم في القرارات المصيرية بل والدولة بكامل أجهزتها وربوعها، من خلال الاستحواذ على الأغلبية في البرلمان ومن ثم تشكيل الحكومة.

وتابعت المصادر: أنه بالرغم من أن نجيب ساويرس رفع يده عن تمويل الحزب، إلا أنه يدفع مرتبًا شهريًا مغريًا لكل نائب عن الحزب يقدر بـ" 28 ألف و800 جنيه" حتى يضمن ولاءه له، وأن يكون النواب لسانه وكلمته تحت القبة وظهيره السياسي عند الحاجة.

تخبط إداري
وأكدت المصادر أيضًا أن الحزب يصرف الآن من المبلغ المتبقي من دعم ساويرس للانتخابات البرلمانية والذي يقدر بمئات الملايين من الجنيهات حيث كان يحصل المرشح على 500 ألف جنيه وعند الإعادة 300 ألف أخرى بخلاف الدعاية والمؤتمرات، بالإضافة إلى تمويل قليل من رئيس الحزب عصام خليل، إلا أن المبلغ المتبقي داخل الخزينة شارف على الانتهاء وهو ما يؤدي بالتبعية إلى إنهيار الحزب بالكامل لعدم وجود تمويل حقيقي.

وأشارت المصادر إلى أن المصريين الأحرار قام بتصفية حوالي 50% من عماله داخل المحافظات، وتخفيض مرتبات الباقيين نتيجة الأزمة المالية الطاحنة، وبالتالي فإن إنهيار الحزب بات وشيكًا والحصول على مقاعد في المحليات أصبح حلم بعيد المنال.

وأخيرًا، فمنذ أيام ضربت استقالات أخرى جماعية المصريين الأحرار في مقتل وخسر بها الحزب محافظتي أسيوط وسوهاج قبل شهور قليلة من انتخابات المحليات، وبات الإنهيار وشيكًا.