الخطبة الموروثة
خطبة يوم الجمعة في معظم المساجد المصرية لا تخرج عن ثلاثة قوالب جامدة وثابتة لا تتغير وهي "وحدانية الله، قدسية الدين الإسلامي، قدسية النبي محمد صلي الله عليه وسلم"، وكأن الرسالة السماوية لم تنزل إلا لتقديس هؤلاء.
هناك أمور كثيرة حث عليها الإسلام مثل العلم والعمل والتعايش والتسامح والحب والعدل والرضا والمساواة وكافة الأمور الحياتية التي يجب تناولها في موضوع الخطبة الإسلامية.
ارتقوا بخطبتكم وذكرونا بأن أول أيه نزلت بالقرآن الكريم كانت للحث علي العلم والتعليم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)" في أشاره واضحة وصريحة لاهتمام الإسلام بالعلم وليس بتقديس الأشخاص.
ذكرونا في خطبتكم بأن جار النبي كان يهودي وعلي الرغم من إيذائه لرسولنا الكريم إلا أن الرسول كان يعامله بمعاملة الاسلام.
ذكرونا في خطبتكم بأن الله تعالي نادي بالعمل: "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
ذكرونا في خطبتكم بان القران عندما أشاد بأعظم صوت في القران أشاد بصوت سيدنا أيوب وليس محمد صلي الله عليه وسلم، قال تعالي: "ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد" (سبأ10) ومن شدة جمال صوته كان عندما يسبح الله كانت الجبال والطيور تسبح معه.
ذكرونا في خطبتكم بأن الرسول عندما ضاقت به مكة طالب أصحابه بالهجرة إلي الحبشة لأنه بها ملك حبشي مسيحي "هرقل" لا يُظلم عنده أحدا.
ذكرونا في خطبتكم بأن الإسلام خاتم الأديان ومكملها وليس محاربها، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين".
ذكرونا في خطبتكم بفضل العابد علي العالم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".
ذكرونا في خطبتكم بحب الوطن وحب نبينا لوطنه لقد ثبت حب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لوطنه مكة المكرمة، فقد صعب عليه خروجه منها وقال- بلهجة حزينة مليئة أسفا وحنينا وحسرة وشوقًا مخاطبًا إياها: "والله إني لأخرج منك، وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله، وأكرمها على الله، وإنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك قهرًا ما خرجت من بلادي".
ذكرونا في خطبتكم بأهمية الدفاع عن الوطن قال رسول الله "عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".