عاجل
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سفن الموت تقضي على الشباب وتُغرق أحلامهم.. أين الدولة من سماسرة الموت؟.. خبراء: "التشريع والتنمية والتوعية" حل أزمة الهجرة غير شرعية.. وسفر الأطفال بعمر الـ18 عامًا "كارثة" ناتجة عن سياسات الحكومة

الدكتور عمرو هاشم
الدكتور عمرو هاشم ربيع واللواء حاتم صابر،الخبير الاستراتيجي

كما قال الشاعر فاروق جويدة "هذه بلاد لم تعد كبلادي"، حيث كل يوم يطرق على مسامعنا مأساه تلك الغرقى الهاربين من جحيم الحياة في بلادهم بحثًا عن لقمة عيش في بلاد مجاور، ينطلقون على "سفن الموت" يجهولون مصيرهم، يأخذهم الموج لساعات وأيام في بحر واسع متلاطم، ليجد نفسه جائعًا متعبًا على شاطئ بسيط، ثم تنقلب السفينة ومن بها لتبتلع معها أحلامهم الصغيرة

وأخر الحوادث المأسوية هو غرق مركب للهجرة غير شرعية بمدينة "رشيد" بمحافظة البحيرة كانت تقلُ 300 راكب، وتم انتشال 17 جثة جديدة التي غرقت بالبحر المتوسط، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 155 غريقا.

من جانبه أكد العديد من الخبراء أن تلك الأزمة يتحمل ذنبها الطرفين، الحكومة التى تجاهلت سماسرة الموت وتركتهم يمرحون على الشواطئ والحدود، والشباب الذى إنطلق وراء طموحه وأحلامة وتجاهل المهاول التى تنتظرة فى الطريق مؤكدين أن على البرلمان أن يسرع فى إصدار تشريعة حول قانون الهجرة حتى تكون اول خطوة فى المواجهه ولكن لن تكون حلًا جذريًا.

أين الدولة من سماسرة الموت؟ 
فى البداية يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن ارتفاع حصيلة غرق "مركب رشيد" لــ155" أمر مغزى ومؤسف للغاية.

وأكد "ربيع"، فى تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن هذه الأزمة يحمل مسؤليتها الطرفين لأن الحكومة مسؤلة مسؤلية كبيرة عن توفير فرص عمل أو فتح بعض المجالات البسيطة بمرتبات مجزية فى شتى المجالات تساعدهم على التكيف مع المعيشة الصعبة وغلاء الأسعار.

وأشار نائب رئيس مركز الأهرام إلى أن المسؤلون على الحدود والشواطئ كل هؤلاء يتبعون الجهاز الإدارى للدولة، فأين الدولة من سماسرة الموت ؟ مؤكدًا أن لا يمكن أن نغفل أيضًا عن خطأ الشباب -وإن كان أقل - الذى قاده حالة من الطموح والأحلام وجعلته ينطلق بطريق يعرف نهاياته المأسوية مما جعلتهم يكسروا القوانين ويذهبوا فى عرض البحار والامواج لتبتلع أحلامهم.

"التشريع والتنمية والتوعية" حل أزمة الهجرة غير شرعية
وأوضحت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، أن الحادث المأسوى لمركب رشيد هو حدث لن يكون الأخير، منوهه أن على مجلس النواب أن يسارع فى إعتماد التشريعات لأن لو تم تطبيقه سيوقع عقوبة رادعة على تجار الموت والسماسرة ومن يتعاون معهم.

وأكدت "نائلة"، في تصريحات لـ"العربية نيوز" أن التشريع والقانون سيكون بداية الحل، ولكن لن ننتهي من هذه المشكلة سريعًا، لافته إلى أنه لابد أن يكون هناك حملات إعلامية تحكى وتسرد للعالم وللناس المأساه والأهوال التى يرونها.

وتابعت: "اللجنة الوطنية تعد استراتيجية متكاملة ستعلن عنها الأسابيع القادمة لحل أزمة "الهجرة غير شرعية"، منوهه بأنهم يعدون لحملة "مالكش حق" ويقومون حاليًا بتجميع الموارد المالية التي ستساعد فى نجاح الحملة".

هجرة شباب بعمر الـ18 عامًا "كارثة" 
واستنكر اللواء حاتم صابر، الخبير الاستراتيجي، حادث غرق "مركب رشيد" منوهًا بأن من المؤسف أن نجد أطفالًا عمر 18 بسفن الموت مؤكدًا أن المستقبل بات مُسودًا بالنسبة للشباب وإنهارت طموحاتهم داخل أركان الدولة فلا يريدوا البقاء.

وأضاف "صابر"، فى تصريحات لـ"العربية نيوز"، فكرة الهجرة الغير شرعية لم تأت من الهواء بل هناك أباء وأمهات يلقون فى قلوب ابنائهم حُب الهجرة وأن ذلك من وجه نظرهم يساعدهم على تكوين النفس والذات ويتم زراعة الفكرة فى عقولهم منذ الصغر مما أوصلنا لما نحن فيه الأن، مشيرًا إلى أن الشباب يلهثون وراء الدولارات فلا يفكرون فى العقبات والمهاول والمأسى التى تتنظرهم على أعتاب تلك السفن.

وعقب الخبير الاستراتيجي أن سماسرة الموت لا حصر لهم وعلى الدولة سرعة اتخاد إجراء قانوني غليظ وصارم، منوهًا بأن على الإعلام نشر التوعية وتشجع الأهالى للتخلى عن تلك الموروثات الاجتماعية التى توهمهم أن الهجرة هو الطريق والملاذ للجنة بل هى الطريق للموت.