"بركان القتل العائلي ينفجر".. ابن يشنق والدته "المسنة" بسبب "عشيقته".. وشاب يفجّر شقة أسرته بـ 5 قنابل.. ومدرس يطلق الرصاص على أولاده الثلاثة.. وخبير نفسي: "مختلون عقليًّا"
جرائم القتل كانت أما بدافع السرقة أو بدافع الاغتصاب أو الانتقام؛ ولكن مؤخرًا انتشرت ظاهرة قتل أفراد الأسرة لبعضهم، أب يقتل ابنته، وابن يشنق والدته، وابنة تقتل والدها، اختفت مشاعر الحب والإنسانية التي من المفترض أن تكون الغطاء التي تحتمي في ظله أي أسرة من أي أذى يأتي صوبها، فماذا عن الأذى القادم من بينهم، ماسببه، وكيف تسلل بين الخيوط القوية التي تربط بين دمهم وبعضه؟.
"العربية نيوز" يرصد أهم تلك الحوادث، ورأي أستاذ علم نفس حول الجانب النفسى لـ"القاتل":
يقتل والدته "المسنّة" بسبب رفضها زواجه من الفتاة التي يحبها
تلقى قسم شرطة السلام أول، بلاغًا يفيد بوجود مشاجرة بدائرة القسم داخل منزل، وبالانتقال والفحص عُثِر على جثة "ر-ع" 65 عامًا، في منزلها مشنوقة.
تم تشكيل فريق من البحث على رأسهم العقيد علاء بشندي، مفتش مباحث السلام، والمقدم محمد السيسي، رئيس وحدة المباحث، اللذين انتقلا إلى مكان الحادث، وبعد الفحص والتحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها 25 عامًا "عاطل"؛ لرفضها الزواج من حبيبته.
وأضافت التحريات، أنه في أثناء جلوس المتهم مع المجني عليها ووالده في المنزل، قامت حبيبته بالاتصال به، ما أثار غضب المجني عليها فقامت بالصراخ عليه، ما دفع المتهم لخنقها لتسقط جثة هامدة، فقام والده بالهرب بعد تعدي المتهم عليه بالضرب.
وألقي القبض على المتهم، ونُقِلت جثة الأم إلى المشرحة، وصرحت النيابة بدفن الجثة.
شاب يفجّر منزل أسرته بمدينة نصر
بدأت تفاصيل الواقعة، بورود بلاغ للواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، بوقوع انفجار بالحى العاشر بمدينة نصر، هز أرجاء المنطقة الهادئة وأثار الذعر والخوف بين الأهالى، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية، وقوات الحماية المدنية وقوات الإنقاذ البري وخبراء المفرقعات وتبين وقوع انفجار أدّى لهدم شقة بالكامل، وتصدع جدران العقار، وأصيب عددٌ من الأشخاص، أحدهم ببتر فى كف يده، ودّلت المعاينة على انفجار قنبلة.
وبعمل التحريات، دلت أن الشاب الذي بترت يده قام بتفجير قنبلة فى أسرته، بعد مشاجرة معهم، وأضافت التحريات أن حسين.م، 28 سنة، مدمن للمواد المخدرة، حضر إلى منزل أسرته بمنطقة الحى العاشر، وأحضر معه 5 قنابل أسمنتية، وقام بالتشاجر مع والده ووالدته وشقيقته؛ بسبب علاقة شقيقته بطليقها، وقال لهم إن شقيقته تتردد على منزل زوجها فنشبت مشادة كلامية بينه وبين والده ووالدته وأشقائه، قام على إثرها بتهديدهم بأحد القنابل؛ ولكنها انفجرت بيده، وأدت لبترها على الفور، كما أصيب أشقاؤة بإصابات مختلفة، وتم نقلهم للمستشفيات لتلقي العلاج.
فتاه تقتل والدها بـ"العكاز"
قتلت فتاة والدها بأطفيح لسوء معاملته لها، فأتت عليه بعصا خشبية يستخدمها فى السير "عكاز".
تعود الواقعة، عندما تلقى اللواء مجدي عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغًا يفيد بمقتل عامل يدعى "ا. ا" يبلغ من العمر 60 عامًا داخل مسكنه بأطفيح، وبإجراء التحريات تبين أن ابنة القتيل تدعى "نادية" وراء قتله بالاعتداء عليه بعكاز يستخدمه فى السير لكبر سنه.
وبضبط المتهمة اعترفت بارتكاب الجريمة لسوء معاملة والدها لها بعد وفاة والدتها التى كانت تقيم بصحبتها فى حلوان، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
أبٌ يقتل طفلته بسبب الشك
قتل أب ابنته، بعد بلوغها أربع سنوات، لتسرب الشك إلى عقله، بأنها ابنة خطيئة زوجته، التي كانت تخونه أثناء وجوده فى السجن، ودون أن يتحقق من الأمر قام بتعذيب ابنته على مدار شهرين، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ولم يكتف بذلك، بل ألقى جثتها من أعلى كوبري مشاة، قرب أحد المستشفيات.
وأمام نيابة مصر القديمة برئاسة المستشار حسن بدوي، اعترف المتهم رمضان حسن محمد جاد، 33 سنة، عامل مدبغة بالجريمة، وبالتحريات تبين أنه مسجل خطر "مخدرات"، سبق وتزوّج من "نوسة" ابنة عمّه، وأنه حُبس بعد زواجه بشهر على ذمّة قضية إتجار مخدرات، وظل فى محبسه قرابة أسبوع، وبعد أن خرج فوجئ بأن زوجته حامل، فراودته الشكوك ناحيتها، لكونها امرأة سيئة السمعة، على حد وصف المتهم، وطلّقها وتزوّج بأخرى.
مدرس يقتل أطفاله الثلاثة
وفى أسيوط، قضت محكمة الجنايات بالدائرة الرابعة، بالسجن المؤبد على مدرس، قتل أولاده الثلاثة، بعد إصابته بحالة نفسية سيئة وهستيريا، بسبب تناول المخدرات.
تعود أحداث الواقعة، عندما أيقظ المتهم أبناءه الثلاثة فجرًا، وأطلق النيران عليهم، بعدما مر بحالة نفسية سيئة، ثم تناول المواد المخدرة وأطلق النار على نفسه محاولًا الانتحار.
وبانتقال القوات، تبين أن المتهم يقيم فى شقة سكنية بمنزل الأسرة فى قرية "بني محمد"، ويعالج من مرض نفسى، وانتابته حالة هياج أثناء قيام زوجته بتجهيز وجبة الإفطار للأطفال، وأطلق الأعيرة النارية عليهم أثناء نومهم. ثم أطلق النار على نفسه محاولًا الانتحار، فيما أصيبت زوجته بصدمة عصبية، نقل على إثرها لمستشفى أسيوط الجامعى.
أستاذ علم النفس: "من يرتكب مثل هذه الجرائم فهو مختل"
قال الدكتور فتحى الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي، ورئيس وحدة الرأى العام بجامعة عين شمس فى حديثه لـ"العربية نيوز"، إن من يصل لمرحلة قتل أحد من أبنائه أو من أفراد عائلته فهو وصل إلى حد من الاختلال العقلى الذي جعله يرى من الهلاوس العقلية ما يقنعه بأن هذا الشخص يستحق القتل وبأبشع الطرق.
وأكد أنه ليس شرطًا أن يكون المختل هو المجنون الذي يمزق ملابسه في الشوارع؛ ولكن ممكن أن يكون الاختلال فى التفكير حتى وإن كان الشخص ظاهريًا متزنًا، وكان فى رأيه أن هذه الظاهر لا يوجد حلًا لها لأننا غير قادرين على التحكم فى العقل البشرى حتى وإن كان يحتوي على هلاوس غير حقيقية.