في ذكرى وفاته.. 7 محطات في حياة سعد زغلول قاهر الاحتلال البريطاني
في مثل هذا اليوم شيعت مصر جثمان سعد باشا زغلول عام 1927، ودفنته في مقابر الإمام الشافعي، حتى قررت الحكومة المصرية في ظل اعتراض السراي والإنجليز أنت تنقل رفاته بعد مرور 9 سنوات على موته، في صباح يوم الجمعة 19 يونيو 1936 إلى "ضريح سعد"، الضريح الذي أنشأته الحكومة بجوار بيته، بعد أن قدمت الحكومة مشروع قانون رقم 53 لسنة 1936 وينص على "نقل رفات المغفور له سعد باشا زغلول إلى ضريح سعد" ووقع على هذا القانون فور نشره في الصحف مكرم عبيد وزير المالية ومصطفى باشا نحاس وزير الداخلية وصدق عليه مجلس الوصاية.
عاش سعد زغلول في قلوب الشعب المصري حتى بعد وفاة، وظلت ألسنة المتظاهرين المقاومين للاحتلال الإنجليزي يهتفون باسمه ويتخذونه قدوة وكان له أثر في اجتماعاتهم ومنشوراتهم ضد الإنجليز.
"سعد سعد تحيا سعد" هتافات أطلقتها قلوب وألسنة المصريين ليس فقط على الصعيد الثوري، بل لأن سعد باشا كان صوتا وزعيم الأمة ومحرضا على التعليم دون تمييز بين أبناء جلدته.
الثورة العرابية وعملة بالوقائع المصرية
التحق سعد زغلول بالأزهر الشريف ونشأ في كنف المفكر الإسلامي جمال الدين الأفغاني، فقد جبلة على حرية الفكر والتعبير، وكان له أثر كبير في تجويد لغتة العربية، وبعد ذلك تعلم فنون الخطابة والأدب، والتقى بالشيخ محمد عبده وأصبح تحت يدية كاتبا سياسيا ومناضل وطني.
عمل سعد زغلول في جريدة الوقائع المصرية، وهاجم سياسة الخيديو توفيق ودعى للتصدي لها، وكان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، فرأت وزارة البارودي أن تعيينه معاون بنظارة الداخلية ومن ثم ناظر قلم الدعاوى.
حزب الوفد وثورة 19
وعند اندلاع الثورة العرابية شارك فيها سعد زغلول، فكان يحرر مقالات تتطالب بجلاء الإنجليز، والحض على الثورة وفقد من أجل ذلك وظيفتة وبعدها شغل في المحاماه حتى تولى نظارة الحقانية.
وإبان الحرب العالمية الأولى، وقعت مصر تحت وصاية بريطانيا، وأثناء سنوات الحرب تشكل حزب الوفد برئاسة سعد زغلول وذلك سنة 1918، وذلك بعدما بذلوا فقراء وفلاحين مصر أموالهم وأرواحهم في ظل الاحتلال.
ذهب سعد ومعه اثنان من أعضاء الجمعية التشريعية إلى المندوب السامي البريطاني للإفصاح عن مطالب المصريين بالاستقلال وخرجوا من هنالك وقد عزموا النية بتأسيس حزب الوفد وشرعوا في جمع التوكيلات، وقرر الوفد السفر وحضور مجلس الصلح لرفع مطالب المصريين بالحرية والاستقلال، بقيادة سعد وثلاثة من أعضاء الوفد، محمد محمود وحمد الباسل ومحمود صدقي، وإزاء ذلك ألقت حكومة الاستعمار القبض عليهم وترحيلهم إلى مالطة وذلك في 8 مارس 1919، فخرج المصريون إلى الشوارع يهتفون "يا عزيز يا عزيز كبة تاخد الإنجليز"، وكتبوا على جدران الأزقة والبنايات "الاستقلال التام أو الموت الزوئام"، ورفع العلم المصري بجوار صورة سعد زغلول حتى أُفرج عنهم.
نقابة المحامين.
وفي ظل السمعة السيئة والشبهة والمهانة التي تلاحق محامين مصر آنذاك، حتى وصل الأمر إلى استحالة مجالسة القضاة للمحامين، عمل سعد محامِ بعدما فقد عملة إبان الثورة العرابية، ونهض بهذة المهنة حتى كان أول محام يدخل الهيئة القضائية، وانتخب قضاة من المحامين، كما أنشأ قانون المحاماة سنة 1912، وأسس حجر الأساس لنقابة المحامين عندما كان ناظرا بالحقانية.
نظارة الحقانية
عين سعد زغلول وزيرا للمعارف، وانضم إلى الجناح السياسي لفئة المنار والتي كانت السياسى لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، تم تعيينه ناظرا للمعارف ثم عين في عام 1910 ناظرا للحقانية "وزارة العدل حاليا".
الجامعة المصرية ودعوات التحرر
دافع سعد زغلول عن كتابات قاسم أمين ودعوات تحرر المرأة وساعده في نشر مقالاته وكتابته، وكانت لزوجته صفية زغلول دور في ذلك، كما ساهم في بناء الجامعه المصرية دون التقيد بجنس أو لو أو ديانة، وساهم سعد ومحمد عبدة وأحمد لطفي السيد وزملاؤهم، في بناء الجامعة بأموالهم ومجهوداتهم.
مذكرات سعد
نشرت دار الوثائق القومية مذكرات سعد زغلول التي كان يكتبها بشكل يومي، وأظهر فيها رغبته في العدول عن لعب القمار، حيث كتب يقول "أوصى كل من يعيش بعدي من لهم شأن في شأني أني إذا مت من غير أن أترك اللعب أن لا يحتفلوا بجنازتي، ولا يحدوا على ولا يجلسوا لقبول تعزية ولا يدفنوني بين أهلي وأقاربي وأصهاري، بل بعيدًا عنهم وأن ينشروا على الناس ما كتبته في اللعب حتى يروا حالة من تمكنت في نفسه هذه الرذيلة وبئست العاقبة".