حكايات من معاناة المغتربات في مطروح.. جلسات عرفية بدوية لإجبارهن على زي محدد.. مقرات سكنية مشتركة.. والمعلمات عن الاختلاط بالرجال:"بيتعمل علينا حفلة كل يوم"
معاناة حقيقية يعيشها المعلمات المغتربات في محافظة مطروح، بعد أن تم توزيعهن لتلك المحافظة الحدودية بعد فوزهن في مسابقة الـ 30 ألف معلم التي أجرتها وزارة التربية والتعليم مؤخرًا.
جلسات عرفية للإجبار على الزي
تصف المعلمات المغتربات محافظة مطروح بـ"الذكورية المتعصبة"، حيث يتم تطبيق عادات وتقاليد البدو عليهن لاستمرارهن في التدريس بالمحافظة، فيعقد البدو جلسات عرفية بشكل يومي معهن ليلتزمن بزي محدد أثناء أداء عملهن حتى لا يخالفن القواعد والعادات والتقاليد في تلك المحافظة.
"لبس العبايات" شرط التكريم
الأطرف في تعاملات قيادات التربية والتعليم مع تلك المعلمات، يتخلص في اشتراط إدارات المدارس ارتداء المعلمات "عبايات" حتى يتم تكريمهن، فعندما تفوقت إحدى المعلمات وأرادت المدرسة تكريمها، ضاع عليها التكريم لرفضها ارتداء العباية.
سفر 7 ساعات وعمل يومي
وعن معاناتهن أثناء السفر لتلك المحافظة الحدودية، تقول المعلمات إن سفرهن يستغرق 7 ساعات على الأقل، لأن أغلبهن من محافظات الوجه البحري أو القبلي، ويضطرن للسفر ليلا ليصلن مدارسهن في السابعة صباحًا، ومطالبين رغم ذلك الإجهاد أن يمارسن عملهن على أكمل وجه.
"حطوا النار جنب البنزين".
وخصصت وزارة التربية والتعليم للمغتربات سكنًا مختلطًا مع الرجال، بحجة أن الرجال سيكونون مساندين للفتيات لأنهم أبناء مسابقة واحدة وهي الـ30 ألف معلم، وذلك دون حراسة وفي منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية، وانتقدت المغتربات ذلك قائلين: "حطوا النار جنب البنزين".
" بيتعمل علينا حفلة كل يوم"
وتابعت المعلمات: "ساكنين في منطقة كلها حرامية غسيل وتجار مخدرات، ولما بننزل نشتري حاجة من السوبر ماركت بيتعمل علينا حفلة كل يوم"، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لحل أزمتهن.
معاناة مستمرة بسبب المحافظة
وبناءً على تلك المعاناة، أصدر الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، قرارًا نص على "إعادة تسكين المعلمات، والإخصائيات المساعدات المغتربات، وذوي الاحتياجات الخاصة من المعلمين والإخصائيين المساعدين المغتربين، وعددهم "7049" على المديريات التعليمية، ومن بينهم معلمات محافظة مطروح البالغ عددهن 150 معلمة، إلا أن المحافظة رفضت لوجود عجز في المعلمين بالمديرية".
حل أزمة المغتربات قبل الدراسة
ومن جانبه، قال محمد سعد، نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوى بوزارة التربية والتعليم، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن الوزارة تسعى لحل أزمة المعلمات المغتربات في مطروح قبل بداية الدراسة، بعد أن طالب المحافظ تأجيل إعادة توزيعهن بسبب وجود عجز بالمديرية.
وأضاف نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، أن الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، متعاطف مع المعلمات المغتربات بتلك المحافظة، خاصة أنهن من المحافظات الحدودية، مؤكدًا أن الوزير على تواصل دائم بالمحافظة لإيجاد الحل المناسب للأزمة.