أفنى حياته في مكافحة الاستعمار.. مصطفى كامل زعيم الحركة الوطنية
شهدت قرية كتامة التابعة لمحافظة الغربية في مثل هذا اليوم الرابع عشر من أغسطس، ميلاد الزعيم الوطني مصطفى كامل، حيث ولد لأم وأب مصريين، كان والده ظابطا بالجيش، وأنشأه حياة علمية سليمة.
التحق في المرحلة الابتدائية بثلاث مدارس، وبالمدرسة الخديوية في مرحلة الثانوية، كانت من أعرق المدارس المصرية حينها خرج منها خطيب مفوه؛ أسس خلالها الجماعة الأدبية الوطنية لمخاطبة زملائه، كما شارك في مظاهرات طلابية لمناهضة الاحتلال الإنجليزي.
التحق بعدها بمدرسة الحقوق، وأتقن اللغة الفرنسية، وفي نهاية سنين دراسته التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، ثم كلية حقوق تولوز وحصل منها على شهادة البكالوريوس، كما انضم إلى جمعيتين وطنيتين، كانت له منفذ لجميع الجمعيات الوطنية التي كانت توزع منشورات تندد فيها الاحتلال، ما أثرت في نفسه نزعة النضال، عرف من خلالها عدد من الشخصيات الوطنية والأدبية، منهم الشاعر إسماعيل صبري، والشاعر خليل مطران، والصحفي نقلا بشارة مؤسس جريدة الأهرام.
حياتة الصحفية
خلال فترة دراستة للحقوق في فرنسا ألف مسرحية "فتح الأندلس"، والتي تعتبر أول مسرحية مصري بعد ذلك، زاد شغفه بالصحافة واستطاع أن يتعرف على رواد الفكر والثقافة في المجتمع الفرنسي وخلالها استصدر جريدة اللواء اليومية، وألف كتاب سياسي "المسألة الشرقية"، وازدادت شهرته مع هجوم صحافة الإنجليز عليه.
موقفه من التعليم
"إنى أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة"، سعى مصطفى كامل في بناء أول جامعة أهلية في مصر، ودعى للتبرع لبنائها وساهم بخمسمائة جنيه، فأخذت الصحف تنشر وتتحدث عن هذا المشروع، وعلى رأسها جريدة اللواء والتي بعث إليها مصطفى كامل رسالة بفكرة المشروع، وتقدم البشوات والأعيان بالتبرع والاكتتاب وكان في مقدمتهم حسن بك جمجوم الذي تبرع بألف جنيه، وسعد زغلول وقاسم أمين، وتبرعا بمائة جنيه.
نضاله وأيدلوجيته
كان مصطفى كامل يؤيد الدولة العثمانية، ليس معاديا بها الإنجليز فقط بل لأنها دولة خلافة إسلامية وهذا ما كان يؤيده مصطفى كامل، أما عن نضاله من أجل مصر فكان لابد من مساندة الخيديو عباس حلمي التاني، لأن الحركة الوطنية المصرية وقتذلك كانت أضعف من أن تقف بمفردها في المعركة، فالخديو عباس اصطدم في بداية تولية الحكم باللورد كرومر المعتمد السامي البريطاني، والذي كان يرى أن الاحتلال الإنجليزي لا يستند إلى شرعية فقرر الاستعانة برموز المعارضة، فأرسل مصطفى كامل إلى أوروبا ليندد بالاحتلال البريطاني ويشرح وضع مصر تحت الاحتلال.
وكان له موقف من حادثة دنشواي حيث كان يعالج من المرض في باريس فقطع رحلة العلاج وسافر إلى لندن وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال، كما أسس الحزب الوطني بعد حادثة دنشواي وألقى خطبته الشهيرة على رؤوس الأشهاد أعلن فيها عن برنامجة السياسي: المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطني، غير أن الجلاء والدستور كانا أهم مطلبين للحزب، وقال إن مصر للمصريين أجمع وعلى حامل اللواء أن يجدّ ويجتهد حتى ينصهر داخل العمل الوطني فلا تستطيع أن تقول إلا أنه جزء من الشعلة.