عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

براءة الصغار إلى زوال.. واقعة هتك عرض "طفلة الحضانة" تهز المجتمع.. الجاني: "عملت كده حب استطلاع".. وأستاذ طب نفسي: الأفلام الإباحية والإنترنت السبب

الدكتورة هبة العيسوي
الدكتورة هبة العيسوي و الدكتورة سوسن فايد

من الأمور المعتادة، أنك عندما تسمع عن واقعة تحرش أو هتك عرض يكون المعتدي شابًا بالغًا تجاوز سن الـ18؛ ولكن المثير للسخط عندما تجد طفلًا فى الثامنة من عمره يهتك عرض طفلة لم تتجاوز الـ5 سنوات.

وننشر في السطور التالية، قصة بدأت عندما عادت الطفلة من الحضانة، وشعرت بألم شديد، وبفحص والدتها لملابسها الداخلية وجدت آثار دماء، وعند سؤالها عن السبب أخبرتها أن زميلها بالحضانة اعتدى عليها، وبسؤال الطفل عن الواقعة قال: "أنا عملت كدة حب استطلاع"، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى؛ وإنما فعلها أكثر من مرة مع عدد من الأطفال في الحضانة.



محاكاة للواقع

ومن جانبها، قالت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، وزميل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، لـ"العربية نيوز"، إن عمر الـ8 سنوات يعتبر من أصعب مراحل الطفولة، مشيرة إلى أنه يسمى بمرحلة الطفولة المتأخرة، أو المرحلة التمهيدية لمرحلة المراهقة، ويتم من خلاله ترسيخ السلوكيات.

وأضافت "العيسوي"، أن هتك الطفل لعرض زميلته في الحضانة، تعد بالنسبة له من الألعاب الجنسية الممتعة التي تشعره بالسعادة، مشيرة إلى أن تلك الواقعة تعبر عن محاكاة الطفل للمشاهد الإباحية سواء عبر الإنترنت، أو بمشاهدة العلاقة الحميمة بين الأب والأم، لافتة إلى أن الفضول والتقليد سمة مرحلة الطفولة.

وأشارت إلى أن هناك احتمالا أن يكون الطفل قد تعرض للتحرش من قبل أحد أفراد الأسرة ما دفعه إلى القيام بالفعل نفسه، مؤكدة أن 99% من المتحرشين بوجه عام تم التحرش بهم من قبل، مضيفة أن حدوث تلك الواقعة في مكان مثل الحضانة تدل على أن هذا المكان ممل وغير مُثلى بالنسبة للأطفال.

ولفتت إلى ضرورة عدم التشهير بالطفل، والتعامل معه بشكل إنساني وتحذيره بعدم تكرار ذلك الفعل بعيدًا عن التعنيف، مشيرة إلى أن عند تكرار تلك الواقعة، تدل على أن لديه اضطرابات نفسية، مشددة على أهمية الذهاب به لأقرب طبيب نفسي. 

وتابعت: "لابد من تفريغ طاقة الأطفال عن طريق التنزه والقيام ببعض الأعمال الرياضية، وعدم الاعتماد على الحضانة بشكلٍ كلي".

مصر الأولى في مشاهدة المواقع الإباحية


ومن جانبها، استنكرت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس السياسى بالمركز القومي للبحوث الجنائية، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، واقعة الطفل المتهم بهتك عرض زميلته بحضانة بمدينة نصر، مؤكدة أن تلك الواقعة تعود إلى أن الطفل نفسه يشاهد كلًا من والدته ووالده خلال ممارستهما العلاقة الحميمة.

وأضافت "فايد"، أن فرط الانفلات الأخلاقي المنتشر بالمجتمع، والتخلف الثقافي، فضلًا عن فقدان الضوابط الاجتماعية المنوط بها المؤسسة التعليمية والإعلامية، كانت سببًا في تلك الأفعال المشينة، بالإضافة إلى أن مصر من أكثر الدول المتقدمة في التردد على المواقع الإباحية، التي يمكن أن تكون سببًا في إثارة فضول الأطفال وجعلتهم يحولوا الصورة إلى واقع.

وأشارت أستاذة علم النفس، إلى أن الطفل يمكن أن يصل إلى ممارسة الدعارة بشكل سافر فيما بعد، في ظل فقد الضوابط المجتمعية، والأخلاقية، لافتة إلى أن في بعض الدول العربية تمارس الدعارة بالشوارع، نتيجة عدم وجود المناخ الأخلاقي والثقافي.

وتابعت: "لا بد من تضافر الجهود والتكاتف بين مؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية، لخلق مناخ صحي للردع العام والخاص ولتصحيح المفاهيم المغلوطة بين الأطفال".