بعد طلب برلمانيين الاعتراف بـ"مذابح الأرمن".. 100 عام على أول جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث برعاية الدولة العثمانية.. ذبح الأطفال والطعن بالسكين والضرب بالفأس أبرز وسائل القتل
تقدم عدد من الأعضاء داخل مجلس النواب، بطلب إحاطه للاعتراف رسميًا، بجريمة الإبادة الجماعية، التى وقعت ضد الأرمن، من قِبَل الإمبراطورية العثمانية، ومناشدة هيئة الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى، باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة، باعتراف المجتمع الدولى بهذه الجريمة وما ترتب عليها من آثار.
فتعد الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبها الأتراك قبل مائة عام تقريبًا، مصدر قلق كبير لنظام رجب طيب أردوغان، من منطلق الكشف مؤخرًا عن العديد من الشواهد على تلك الإبادة، والتي من شأنها أن تدفع العديد من الدول الاعتراف بهذه المذابح، وعمليات القتل الممنهجة والترحيل القسري ما يضع الكثير من العراقيل في طريق انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
مذابح الأرمن
أطلق البعض على مذابح الأرمن، العديد من الأسماء، ومن أشهرها اسم "المحرقة الأرمنية"، و"المذبحة الأرمنية"، أو "الجريمة الكبرى"، التي تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الأمبراطورية العثمانية، خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري، وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين.
ومن المعترف به على نطاق واسع أن مذابح الأرمن، تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث، والباحثون يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن.
وتفوق المجازر التى اقترفها النظام العثماني بحق الأرمن في وحشيتها ما فعله جنكيز خان وتيمور لنك دون شك، ونوايا الاتحاديين لم تكشف إلى العالم المتحضر تحيزهم علانية إلى جانب ألمانيا، وإذا كان هناك وجود لشعب اتصف بصلاته الوثيقة بالأتراك وإخلاصه وخدماته الجليلة للبلاد وصلته برجال الدولة والموظفين والفنانين والأذكياء الذين قدمهم، فهو من دون شك الشعب الأرمني.
الأساليب المستخدمة بالتعذيب
من أبرز الأساليب التى استخدمتها الأمبراطورية العثمانية، الرمى بالرصاص، والطعن بالسكاكين، والضرب بالفؤوس، وإرسال الأطفال نحو الغابات شمال سوريا، حيث يتم تجويعهم واغتصابهم وذبحهم، وضرب الجنود للبعض بالسياط لدفعهم للمغادرة.
الذكرى الـ"135"
هناك أكثر من 135 نصبًا تذكاريًا، موزعة على 25 بلدًا، إحياء لذكرى الإبادة الجماعية للأرمن.
وفي عام 1965، في الذكرى الـ 50 للإبادة الجماعية، بدأ احتجاج جماعي على مدار 24 ساعة في يريفان مطالبين بالاعتراف بالإبادة الأرمينية من قبل السلطات السوفيتية، وتم الانتهاء من النصب التذكاري بعد ذلك بعامين، متحف الإبادة الأرمينية يقع فوق الخانق "هرازدان" في "يريفان"، طوله حوالي 44 مترًا (144 قدمًا) ويرمز إلى النهضة الوطنية للأرمن تم وضع 12 بلاطة في شكل دائرة، وهو ما يمثل 12 مقاطعة في تركيا حتى الآن في مركز الدائرة هناك شعلة أبدية، في 24 أبريل يأتي مئات الآلاف من الناس سيرًا على الأقدام إلى نصب الإبادة الجماعية، ويتم وضع الزهور حول الشعلة الأبدية.
وهناك نصب تذكاري آخر تم تفجيره، في مدينة الفوتيفلي، فرنسا، بالقرب من باريس، في 1984، من قبل المنظمة التركية الذئاب الرمادية بقيادة عبد الله جاتلی، والتي دفعت من قبل وكالة الاستخبارات التركية.
أعداد الموتى وما بعد التهجير
يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300،000 أرمني فقط، بينما تشير مصادر أرمينية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونان.
وعندما دخل الإنجليز إلى إسطنبول محتلين في 13 نوفمبر 1919، أثاروا المسألة الأرمينية، وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هرب أو اختفى فحكم عليهم بالإعدام غيابيًا، ولم يتم إعدام سوى حاكم يوزغت الذي اعترف بإبادة مئات الأرمن في بلدته.