عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

محمد رمضان "إله البلطجة" في مصر


تعتبر المحبة والتسامح سمة من سمات المصريين على مر العصور؛ ولكن هل سنمتلك كل هذه الصفات ونحن نشاهد مشاهد العنف والدماء والقتل، من خلال مسلسل "الأسطورة" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، والذي يمكن من خلاله تدمير فكر جيل بأكمله؟، نأمل من هذا الجيل أن ينافس العالم في التطور والإبداع؛ ولكن هذا الجيل عشق "الأسطورة"، حتى أصبح كلاً من ناصر الدسوقى ورفاعى الدسوقي مثلاً وقدوة للشباب والرجال، فأصبحت السمات الغالبة هي التعصب والتشدد وأخذ الحق على طريقة "الذراع والقوة" ولا عزاء للتسامح والعفو. حيث استطاع الجنود المجهولون للفنان محمد رمضان، أن يخدعوا المجتمع والجمهور عن طريق "السوشيال ميديا"، بنشر بعض البوسترات والكوميكسات على الشبكة العنكبوتية حتى لا يستطيع المشاهد أن يهرب من حصار "الأسطورة" له ويجده فى كل مكان، وكأنه شيء يفرض عليه بالقوة ويحاصره أينما ذهب.

وأصر محمد رمضان من خلال مسلسل "الأسطورة"، أن يظهر الدولة وكأنها تعانى من واقع أليم، وكأن من ينجح بمصر هم الخارجون عن القانون فقط بمختلف أشكالهم، حيث تحول المسلسل من عمل فنى إلى مرض شبيه "بالسرطان" يأكل فى جسد شبابنا ويهتك أساس المجتمع المصري ويروج لفكر واحد ألا وهو "البلطجة هي الحل"، ومثال على هذا الحديث هو أن ناصر الدسوقى لم ينجح في حياته أثناء أحداث العمل إلا بعدما اعتمد على البلطجة وتجارة السلاح وابتعد عن القانون والمحاماة.

وحقق رمضان النجاح الذي كان يريده من خلال مسلسل "الأسطورة" ولكنه جعلنا نعيش في أشباه دولة؛ وليس داخل دولة قانون، حيث شهد مركز يوسف الصديق بمحافظه الفيوم حالة "تجريس" لرجل بـ"قميص نوم" في الشارع على نهج ناصر الدسوقي، مثلما فعل مع مرسى في "الأسطورة"، عندما قام بنشر صور زوجته "شهد" على شبكات التواصل الاجتماعي عارية، حيث تعدى ناصر بالضرب على مرسى وجعله يرتدي "قميص نوم" في الشارع، وقام بتصويره.

ولم يكتفِ الأسطورة ببث تلك الأفكار وحسب، بل أخذ بعض الشباب من "استايل" محمد رمضان بالمسلسل نهجًا وقدوة لهم سواء فى طريقة حلاقة الدقن أو طريقة الكلام التي يتحدث بها أو شكل الملابس الذي يرتديها؛ ليصبح كل مواطن بسيط "أسطورة" في نظر نفسه، ولو استطاع أن يكون "أسطورة" في نظر المجتمع، والدولة سوف يفعل ذلك.

وليس هذا هو العمل الأول الذي يقدم الفنان محمد رمضان، شخصية الشاب الخارج عن القانون، من خلاله بل قدم العديد من الأعمال الفنية في هذا الاتجاه منها فيلم "عبده موتة والألماني وقلب الأسد"، وبعدها تعهد للجمهور أنه لن يقدم مثل هذه الأعمال مرة أخرى فى أكثر من برنامج. والآن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل "الأسطورة" لا يعد شكلًا من أشكال "البلطجة"؟.