عاجل
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

السيسي يشهد حفل تخرج عدد من دفعات الكليات العسكرية.. الرئيس: قادرون على مواصلة النمو بسياسات اجتماعية واقتصادية رشيدة.. ويحيي ذكرى ثورة يوليو: "تحية تقدير لمحمد نجيب وعبدالناصر والسادات"

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، احتفال تخرج الدفعة 110 من الكلية الحربية والدفعة 53 من الكلية الفنية العسكرية، والدفعة 45 من المعهد الفني والدفعة 19 من المعهد الفني للتمريض التابعين للقوات المسلحة، وذلك بحضور السيد المشير محمد حسين طنطاوي، والسيد الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسيد الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

كما حضر الاحتفال رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلي منصور، والدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، والسيد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعددا من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة، وقادة القوات المسلحة، وأُسر الخريجين.

وشهد الرئيس العروض العسكرية وعروض المظلات التي قدمها طلبة الكلية الحربية والتي أظهرت مدى ما تلقوه من تدريبٍ راقٍ، كما عكست استيعابهم لبرامج التدريب العملية. ومنح السيدُ الرئيس الأنواطَ لأوائل الخريجين من مصر ودولة فلسطين، والكويت، وليبيا، والسودان، وجنوب السودان؛ تقديرًا لتفوقهم وتفانيهم في الدراسة والتدريب.

وذكر السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس ألقى كلمة بهذه المناسبة، وتحدث في ختامها عن أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية منوهًا إلى سابق تأكيد سيادته على هذه القيمة أثناء إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي. 

وأكد السيد الرئيس أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر فالجميع مصريين متساوين في الحقوق والواجبات، مشددًا على ضرورة تطبيق هذه القِيَم في الواقع العملي بما يضمن تناول كافة الأحداث بموضوعية بعيدًا عن التشدد. 

ونوه السيد الرئيس على دور الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الشعب في إعمال تلك القيم وتطبيقها في المجتمع المصري، مؤكدًا أن وحدة المصريين هي الضمانة الوحيدة للنجاح في مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب. 

وأكد السيد الرئيس، أن مصر تسعى لترسيخ دولة القانون التي تساوي بين الجميع، مشددًا على أن كلا من يخطئ سيُعاقب بموجب القانون بدءًا من رئيس الدولة وحتى عامة المواطنين. 

وأضاف المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أكد أن تداعيات السنوات الخمس الماضية على مختلف الأصعدة لا زالت قائمة، منوهًا إلى أن تجاوزها والتغلب عليها يقتضيان العمل معًا، مشددًا على أن مصر ستنجو وتحقق آمالها وطموحاتها بتضافر جهود الجميع معًا.

وكان السيد الرئيس قد تسلم درع الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة من مدير الكلية الحربية الذي ألقى كلمة أكد فيها قيم الانضباط والالتزام التي تبثها الكلية الحربية في نفوس طلابها لتعدهم للمساهمة في حماية الوطن، وعملية التطوير والبناء، منوهًا إلى مساهمة القوات المسلحة في المشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية. كما وجه الشكر لطلبة كلية الشرطة الذين شاركوا في حفل تخرج الدفعات العسكرية الجديدة اليوم، منوهًا إلى أن تلك المشاركة تعبر عن التلاحم بين جناحيّ الأمن في مصر.

وذكر السفير علاء يوسف أن السيد الرئيس تسلم "درع تحيا مصر" من أوائل الكليات العسكرية وكلية الشرطة والمعاهد الفنية التابعة للقوات المسلحة كهدية تذكارية. كما تسلم سيادته درعًا تذكارية من أوائل خريجي الكليات المدنية الذين شاركوا في الحفل تعبيرًا عن التضامن بين كافة أبناء الشعب المصري.

كلمـــة الرئيس عبــدالفتــاح السيســي رئيس جمهورية مصر العربية بمناسبة تخريج الكلية الحربية وذكرى الاحتفال بثورة 23 يوليو الخميس 21 يوليو 2016.
بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم،
أيها الشعب الأبي الكريم،
رجال القوات المسلحة الباسلة،

نحتفل اليوم معا بتخريج جيل جديد من رجال الشرف والكرامة الذين تلقوا مبادئ وقيم الوطنية والبطولة ليتواصل عطاء الأجيال ونذروا أنفسهم من أجل الوطن دفاعا عن عزته وكرامتــــــــه وصـــونا لأرضـــــــه ومقـدرات شعبـــــه اختاروا أن يكونوا درعا تحمي الوطن وسيفا يذود عنه، تسلحوا بالإيمان والعلم الذى تلقوه فى هذا الصرح العسكرى العريق الذي أنشأ عام 1811 ومنذ ذلك الحين ظل يؤدى رسالته بأمانة وصدق ويشكل مع المؤسسات العلمية العسكرية منظومة متكاملة من النضال والكفاح الوطني ويقدم لقواتنا المسلحة ضباط المستقبل الذين لا يألون جهدا في الدفاع عن الوطن بأرواحهم ولا يدخرون وسعا للمساهمة الفاعلة في تحقيق تنميته الشاملة.

أبنائي الخريجين، أوجه لكم تهنئة خالصة من القلب بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة الباسلة لتكونوا من خير أجناد الأرض اكتمل لكم البناء وتسلحتم بالعلم والتدريب الراقي لتولي المسئولية الكبرى في حماية الوطن وصون مقدساته أعهد فيكم رجالا أشداء أقوياء آمنوا بربهم ووطنهم يضعون مصر قبل كل شيء وفوق الجميع ويــؤمنـــون بأنـــه لا حيـــــاة بغيـــــر رفـعتــــها وعــزتـــها إنكم ستبدأون حياتكم العملية حياة عمادها قيم الوطنية والانتماء والولاء ودستورها الالتزام والانضباط وشعارها النصر أو الشهادة فكونوا أهلا لهذه المسئولية وتلك الأمانة احملوها بشرف وضمير وأدوها على الوجه الذى يرضى الله سبحانه وتعالى. كما يطيب لي أن أعرب عن خالص التهاني لأسر الخريجين الذين يحصدون اليوم ثمار ما غرسوه في نفوس أبنائهم من قيم الوطنية والتفاني وأقدم لهم تحية واجبة فقد ضربوا مثالا رائعا في التضحية وإعلاء مصلحة الوطن وجادوا بأعز ما منحهم الله من أجل مصر وهم يعلمون تماما صعوبة الحياة العسكرية ومدى ما يحيط بها من مخاطر وتحديات.

ولن يفوتني في هذا المقام أن أحيي أرواح أبطال الوطن وشهداء مصر تحيةً ملؤها المحبة والافتخار بكل هؤلاء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ليحيا الوطن فهم رمز إنكار الذات الذين ستظل أيام مصر الخالدة تنادى أسماءهم وتذكر وصاياهم التي كتبوها بدمائهم إن مواساتنا ورعايتنا لأسرهم وأبنائهم وكل ما نقدمه من أجلهم لن يوفيهم حقهم وسنظل على عهدنا لهم أوفياء نستكمل مسيرتهم التي بدأوها ونتخذ من تضحياتهم ومواقفهم الوطنية النبيلة قدوة لنا.

شعب مصر العظيم.. أيها الشعب الأبى الكريم، تحل علينا بعد غد الذكرى 64 لثورة يوليو المجيدة تلك الثورة التي مثلت
نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر وجاءت تعبيرا عن آمال وطموحات المصريين في الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية وكانت نموذجا للسعي نحو حياة أفضل عبر مسيرة طويلة من العمل والنضال الوطني حمل رايتها رجال أوفياء سطروا أسماءهم بحروف من نور فــي ســجل تاريـــخ مصـــر وسـنـظل أوفيــاء لهــم نذكر أعمالهم الخالدة التي قدموها من أجل الوطن وفي مقدمتهم الرؤساء الراحلون محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات تحية تقدير وإعزاز لأرواحهم الطاهرة ولدورهم الوطني العظيم ونجدد عهدنا بأن نستكمل مسيرتهم نتحمل أمانة المسئولية ونكمل السعي نحو غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا لمصر وشعبها.

الإخوة والأخوات،
لقد شهدت مصر ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره تحولات عديدة وتغيرات جذرية منذ خمسينيات القرن الماضي فرضت علينا التعامل مع تحديات جديدة في الداخل والخارج على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية 
ولكننا في خضم هذه التحديات نذكر أنفسنا دومـا بثوابـت لا نحـيد عنها لقضايا وطنـنا وأمتــنـا ونستكمل تحقيق أهداف ثورة يوليو المجيدة وما أرسته من مبادئ سامية وراسخة وإن اختلفت سبل تحقيق تلك الأهداف استجابة لحقائق الظروف الإقليمية والدولية الراهنة.

إننى أؤكد لكم يا أبناء بلادي أن مصر ستظل قوية وقادرة بفضل الله عزوجل ونموذجا يحتذى به في التكاتف والتضامن بين جميع مؤسساتها الوطنية وفي مقدمتها جيشها القوي وشرطتها الباسلة وقضاؤها الشامخ وكذا شـبابها الواعي وجميــــع أبنــائـــــها الأوفـيـــــــاء فلقد استطاعت أن تفرض واقعا جديدا ومغايرا حافظت فيه على تماسكها وكيانها الوطني وتسعى خلاله نحو تحقيق آمالها وطموحاتها فنحن عازمون بكل إصرار وبعزيمة لا تلين على مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب والتحديات نتطلع سويا إلى تحقيق حياة أفضل وعيش كريم وبرغم ما نواجهه من مصاعب عديدة لكننا بما حققناه حتى الآن نثق أننا على الطريق الصحيح ونعلم أننا قادرون على مواصلة النمـو والتنـميـة وتطـويـر وتحـديــث مجـتـمعـنا نسعى لذلك بمواصلة جهود التقدم الاقتصادي بمشروعات قومية وبسياسات اقتصادية واجتماعية رشيدة تهدف إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة ونسعى في هذا الإطار لتحقيق العدالة الاجتماعية ونضع مصلحة محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية صوب أعيننا نطمح إلى تعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية مناسبة لجميع المصريين ونستكمل معا دعائم ديمقراطيتنا بالتجاوب مع المعطيات الدولية الجديدة فى عالم دائم التغير لا مكان فيه سوى لمن يجيد استثمار الفرص والتغلب على التحديات.

الإخوة المواطنون،

إن مصر تواصل جهودها لدعم قضايا الداخل المصري بتحرك واع ومسئول على الساحتين الإقليمية والدولية وتمارس دورا رئيسيا إزاء قضايا منطقتها وأزماتها وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتكتسب مصر يوما تلو الآخر مزيدا من الثقة الدولية التي تعتز بها والتي أثمرت عن حصولها على عضوية مجلس الأمن الدولي. 
وكذا رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس فضلا عن عضويتها في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.

وكما يعلم الجميع أن استقرار الشرق الأوسط يساهم بلا شك في تهيئة البيئة المناسبة للنمو والتنمية لنا ولكافة دول المنطقة ويعد مطلبا رئيسيا من متطلبات الأمن القومي المصري ومن ثم فإن التوصل إلى تسويات سياسية لأزمات دول المنطقة يعد أمرا ضروريا لاستتباب الأمن والاستقرار فيها وفى مقدمة تلك الأزمات القضية الفلسطينية وما تشهده الآونة الأخيرة من تحرك مصري جاد يهدف إلى كسر الجمـــــود الــذي خيـــم علـــى جهــــود الســــــلام هو جهد صادق يضع الجميع أمام مسئولياتهم ويحذر من مغبة تأخر السلام وتفاقم الأوضاع كما يبشر بإيجابيات إحلال السلام وإقرار الحقوق.

شعب مصر العظيم،
أقول لكم وثقتي فيكم كاملة إننا قادرون معا على تحقيق آمال وطموحات وطننا وأبنائه بإرادتكم القوية وعملكم الدءوب وبما أعلمه عن أصالة هذا الشعب وعزيمته ووعيه التام بمحاولات النيل من وحدتنا الوطنية وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب والتطرف وما نواجهه من أزمات في منطقتنا وتداعياتها. ستبقى مصر بإذن الله غنية بكم وبعراقتها وتماسك مجتمعها وستظل قوية ومنيعة بمؤسساتها الوطنية الراسخة نرفع جميعا رايتها ونحمل الاعتزاز بها في أرواحنا ونحـفـظ في قلوبــنـا الــولاء والانتـمـاء للوطـــن.
تحيا مصر عزيزة قوية.. ويحيا شعبها كريمًا أبيًا..
كل عام وأنتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.