عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

شاعر الليل وآخره.."سيد حجاب".. الزجال الكبير في مدرسة المبدعين

 سيد حجاب
سيد حجاب

"ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء.. وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع.. أقصى همومنا يفجر السخرية.. وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع".

أغاني تصدر وتنتشر، البعض يخلد، والآخر يتلاشى وينسى، ومنها من خلد لصوت مطربه، والبعض لموسيقي ملحنها، لكن القليل، عملة نادرة تخلد لكلمات كاتبها.

فكلمات بداية الفقرة السابقة جزء من كلمات أغنية تتر مسلسل ليالي الحلمية، التي أبدعها الشاعر الكبير، والمبدع سيد حجاب.

النشأة
ولد الزجال الكبير سيد حجاب فى 23 سبتمبر عام 1940م، مدينة المطرية بالدقهلية هذه المدينة الصغيرة الواقعة على ضفاف بحيرة المنزلة، والتى علمته معنى الكفاح لما لها من طبيعة خاصة فهى مدينة صيادين لها عالمها وسحرها الخاص فكان يخرج وهو صغير مع بزوغ الخيط الأبيض من الفجر ليرى عودة الصيادين محملين بما رزقهم الله من خيرات البحيرة.


ميلاد الموهبة
عندما اطلع والده على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" شجعه على المضي قدمًا في هذا الاتجاه، كما صادق المعلم الثاني شحاتة سليم نصر" مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضي بالمدرسة، والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.

مع تنامي الموهبة الشعرية لدى حجاب، واكتسابه العديد من الخبرات تقابل مع الشاعر "عبدالرحمن الأبنودي" في إحدى ندوات القاهرة، ثم تعرف على أستاذه الثالث "صلاح جاهين" الذي جمع أول لقاء بينهما بعد أن سمع إحدى قصائده فانتفض وحضنه، كما تنبأ له بأن يصبح صوتًا مؤثرًا في الحركة الشعرية.

الإنتاج الشعري
عاصر الشاعر المصري "سيد حجاب" جيل العمالقة وتتلمذ على يديهم ثم شق لنفسه طريقًا بعيدًا عن الآخرين، وبعد أن أصدر أول دواوينه تحت عنوان "صياد وجنيه" احتفى به المثقفون، وانتقل بعد ذلك إلى العمل بالإذاعية الشعرية مع "الأبنودي" الذي كان يقدم معه برنامج "عمار يا مصر" بالتناوب كل 15 يومًا، ولكنهما انفصلا بعد فترة وقدم كلًا منهما برنامج منفصل.

كما شارك سيد حجاب فى الندوات والأمسيات الشعرية، والأعمال التليفزيونية والسينمائية فى محاولة للوصول للجمهور وقدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية حدث فى أكتوبر فدخل فى نسيج الحياة الثقافية.

وعندما دخل الزجال سيد حجاب مجال الأغنية لم يتنازل عن جوهر الزجل بل إن الشاعر حماه من الانزلاق وراء كلمات سهلة يلوكها المستمع ثم تجد طريقا لأقرب سلة مهملات فغنت له عفاف راضي وعبدالمنعم مدبولى وصفاء أبوالسعود واقترب على استحياء من سوق الكاسيت وكان ذلك من خلال فريق الأصدقاء مع عمار الشريعى وقدم أغاني في ألبومها الأول مع عمر بطيشة ثم أتبعه بألبومين هما "أطفال أطفال" و"سوسة".

يُعد "سيد حجاب" واحد من أهم الشعراء العرب المغنى لهم في الأعمال الدرامية، حيث عُرف بأشعاره العامية واشتهر بلقب "سيد شعراء العامية" في الوطن العربي، ومن أهم الأعمال المصرية الناجحة التي حظيت ببصمة "سيد حجاب": "الليل وآخره" و"أميرة في عابدين" و"الأصدقاء" و"أرابيسك" و"العائلة" و"بوابة الحلواني"، غيرها الكثير من الأعمال التي شهدت تميزه في كتابة الكلمات المعبرة عن رؤى مجتمعه المصري، بالإضافة إلى مجموعة من الأشعار الغنائية للعديد من المسرحيات منها مسرحية "أبو علي" لمسرح العرائس بالقاهرة عام 1973م ومسرحية “حكاية الواد بلية ” للمسرح الحديث عام 1988م.

تجارب سياسية
لم يبتعد "حجاب" عن السياسة فالتحق منذ شبابه بأشبال الدعاة مع الإخوان المسلمين، كما انضم لحزب "مصر الفتاة" واصطدم بالعديد من التيارات الفكرية واعتقل خمسة أشهر في عهد جمال عبد الناصر، مما أثر على تجربته الشعرية وساهم في ثقل موهبته.