عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

يحاكي "شارل ديجول" بباريس.. ميدان التحرير.. الشاهد الأمين على صمود الثوار والمعارضين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"قبلة الثوار".. هكذا أسماه الكثير في شتى مراحل النضال من أجل الحريات على مر العصور، واعتبره البعض شاهدًا أمينًا على صمود الثوار؛ لأنه أجبر التاريخ على حفر أسمائهم بحروف من ذهب بين طيات الكتب.. له أسماء متعددة منها "التحرير أو السادات أو الشهداء"، كلها أسماء أطلقت على مر العصور من أول إنشائه منذ حوالى قرن ونصف من الزمان.

البداية كانت في عهد الخديو إسماعيل، الذي استقدم المعماري الفرنسي هاوس مان؛ ليضع تخطيطًا عمرانيًا للقاهرة ليجعلها "قطعة من أوروبا"، ويحاكي في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس.

ومنذ إنشاء الميدان وهو شاهد على العديد من الأحداث المهمة في تاريخ مصر، ففي عام 1881، خرج الزعيم الراحل أحمد عرابي من الميدان يقود وحدة عسكرية متجهًا إلى قصر عابدين، بعدها في 1919 كان أهم الأحداث التي مرت عليه منذ تأسيسه، حيث تجمع الآلاف من المصرين أمام سكنات الجيش الإنجليزي المعسكرة آنذاك، وأجبرتهم على الموافقه على عودة الزعيم سعد زغــلول.

وظل اسم الميدان "الإسماعيلية" حوالى قرن من الزمان، حتى قامت ثوره 1952، وتم تغيير الاسم إلى "التحرير"، تيمنًا بتخليص وتحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي.

وبدأت أهميه الميدان تظهر في العهد الحديث أثناء الحروب التي خاضتها مصر، عندما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنحى عن منصبه كرئيس للجمهوريه بعد النكسة، وانطلقت حشود هائلة من الناس إلى الميدان تطالبه بالبقاء والتراجع عن قراره.

وفي سبتمبر 1968، شهد الميدان مظاهرات جديدة من الشباب والطلاب تطالب بمزيد من الحرية والديمقراطية، معلنين عن رفضهم للأحكام التي صدرت ضد بعض المسئولين عن نكسة 67. 

وفي يناير 1972، شهد الميدان واحدة من أكبر المظاهرات الطلابية ضد أنور السادات؛ بسبب التاخر في إعلان الحرب بخلاف الحركات الطلابية.

وفي أكتوبر 1973 تغيرت النغمات المعارضة إلى أصوات واحتفالات بالنصر، ولتحية السادات في طريقه لمجلس الشعب لإلقاء خطاب النصر.

وعندما اندلعت الحرب ضد العراق، والغزو الأمريكي لبغداد في أبريل 2003، اشتعلت المظاهرات للتنديد بالعدوان، وهو ما أعطى دفعة للحركات المعارضة للتظاهر به في كل احتجاجية. 

إلى أن جاء الإنفجار الأكبر في 25 يناير 2011، حين احتشد ملايين المصريين في ميدان التحرير مطالبين بتنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك من رئاسة الجمهورية، واتخذوا الميدان مقرًا لثورتهم إلى أن أعلن نائب الرئيس في بيان رسمي تخلي الرئيس عن منصبه في مساء الجمعة 11 فبراير 2011.

وبعد هذا التاريخ بأيام تقدم الشباب باقتراحات لتغيير اسم الميدان من التحرير إلى (الشهداء)، ولكن فضل البعض أن يظل على اسمه (ميدان التحرير) ليعبر عن رمزيته وقوميته لدى المصريين والعرب، نفس الحال في ثورة 30 يونيو ومن وقتها ويحتفل المصريون بداخله كل عام.