"الثائر الحق" في وجه الإخوان.."البابا تواضروس" الرقم الصعب في معادلة "30 يونيو"
أن تكون رمزا دينيا أمر صعب، فأفعالك وأقوالك لا يمكن أن تصدر هباءً، تسعى إلى الخير للبشرية، وتبحث متي يمكن أن تلتزم الصمت، ومتي يجب عليك اتخاذ المواقف.
هكذا كان لـ"بابا تواضروس" دورًا فى ثورة 30 يونيو حيث رفض طلبًا من الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسي، بمنع الأقباط من الخروج في المظاهرات، بل وشجع المصريين على المشاركة فى الثورة دون عنف، وكتب حينذاك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كل مصري دمه غالي.. أرجوك يا مصري شارك وعبر ولكن احترم الآخر.
تواضروس في سطور..
هو البابا الـ118 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المرقسية منذ 4 نوفمبر 2012م، وذلك بعد أن تم اختياره من بين ثلاثة مرشحين مع الأنبا "رافائيل" والقمص "رافائيل أفامينا" في قرعة علنية بمقر الكاتدرائية في العباسية خلفًا للبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما أنه عضو المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ولد "تواضروس" يوم 13 نوفمبر لعام 1952 م في المنصورة، وكان اسمه قبل الرهبنة "وجيه حنا باقي سليمان"، حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975 م ثم حصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية عام 1983 م، وعلى زمالة هيئة الصحة العالمية بانجلترا عام 1985 م.
الحياة المهنية إلى الباباوية
بدأ بابا الكنيسة الأرثوذكسية حياته العملية كمدير بمصنع أدوية تابع لوزارة الصحة في دمنهور حتى قرر الرهبنة يوم 31 يوليو 1988 م بدير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، ليتفرغ بعد ذلك إلى العمل بالكنيسة حيث تم رسامته قسًا عام 1989 م ثم نال درجة الأسقفية في 15 يونيو عام 1997 م ليتولى منصب أسقف عام إبراشية البحيرة.
تمتع "تواضروس الثاني" بشعبية كبيرة في الأوساط الكنسية حيث اشتهر باهتمامه بالتربية الكنسية واستمرار علاقة الأخوة بين المسيحيين والمسلمين، الأمر الذي أهله ليكون من بين الثلاثة المرشحين للقرعة الهيكلية، التي فاز فيها وحصل على المركز الثاني من بين المرشحين للكرسي البابوى بعدد أصوات 1623 صوتًا في الانتخابات التمهيدية.
30 يونيو
رغم أن الأقباط لم يكونوا وحدهم هم الذين عانوا خلال فترة حكم الإخوان بل الشعب بأكمله، فإنهم كانوا الأكثر تعرضا لظلم الإخوان، فقد تعرضوا للتهجير والقتل والاعتداءات على الكنائس وحرقها، حيث دفع الأقباط ثمن معارضتهم لحكم الإخوان من خلال العديد من الجرائم في حقهم، أبرزها قتل قبطى وتهجير أسر قبطية من قرية دهشور وقتل ثلاثة أقباط في هجوم بالخرطوش والأسلحة النارية والمولوتوف على جنازة ضحايا الخصوص، وتعرض الكاتدرائية في العباسية لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وغيرها من الوقائع.
كل هذه الأمور دفعت المصريين بكل فئاتهم إلى النزول في 30 يونيو للإطاحة بالإخوان ورئيسهم المعزول مرسي، وكان البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أحد الحاضرين في اجتماع القوى الوطنية في 3 يوليو قبل بيان عزل مرسي.
وقال البابا تواضروس، قبل ساعات من ثورة 30 يونيو، إن الكنيسة لا تملك سلطة المنع أو الدفع لا تمنع الشباب من أن يخرجوا ولا تدفع الشباب ليخرجوا وحتى إذا ما منعناهم وهذا من باب المستحيل فإن غيرتهم ووطنيتهم لن تمنعاهم من الخروج والمشاركة في 30 يونيو.
أقباط مصر شاركوا في ثورة 30 يونيو بقوة، لأنهم شأن بقية المصريين شعروا بالتهميش والاستبعاد السياسي، وأهم المتحولات أنه في وقت حرق الكنائس رفض الأقباط التدخل الخارجى في الوقت الذي طالب فيه قيادات الإخوان بالتدخل الخارجي، وهو الموقف التاريخى لقداسة البابا تواضروس "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وجميع القيادات سواء إنجيلية أو كاثوليكية كان لها نفس الموقف، وهذا شعر به المواطن العادي.