وداعًا مصطفى سويف.. رحيل "جد الثوار" عن 92 عامًا خدمةً للبشرية
كنتُ فى الماضى، أكتب الشعر والقصة، وفى لحظة قررت أن تكون دراستى العليا فى علم النفس وواجهتنى أزمة، وهى إن ظللت مشغولًا ومتيمًا بالشعر والقصة لن أنجح فى دراساتى العليا، لابد من قرار: قلت: وماذا اخترت؟ قال: اخترت دراساتى الأكاديمية، فعلم النفس يوافق حياتى المزاجية، هذا الكلام لا تسمعه إلا من شخص يؤمن بالعلم وبقيمته، إنه الدكتور مصطفى سويف "جد الثوار"، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس الاثنين بعدة 92 عامًا قضاها بين مؤلفاته، وجمعيات مكافحة الإدمان، واستيفاض العلم للطلبة.
ولد الدكتور مصطفى سويف في 17 يوليو 1924، والتحق بجامعة القاهرة، ودخل قسم الفلسفة بكلية الآداب، وتخصص فى فلسفة علم الجمال، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة، ثم على دبلوم علم النفس الإكلينيكي من جامعة لندن، وشغل منصب أستاذ بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة القاهرة، ثم رئيس قسم الدراسات الفلسفية والنفسية بالكلية عامي 1973 و1974، وهو مؤسس قسم علم النفس بالكلية وأول رئيس له (بين عامي 1974 و1984)
دعي باحثا زائرا بمعهد الطب النفسي بجامعة لندن سنة 19631964، ودعي أستاذا زائرا بجامعة لند بالسويد سنة 1972.
ومصطفى سويف هو مؤسس قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وأول رئيس له منذ عام 1974 ولمدة عشر سنوات كاملة، كما أسس أكاديمية الفنون المصرية، رئيس الجمعية المصرية للدراسات النفسية (1970، 1971)، وأسس أكاديمية الفنون المصرية وأول رئيس لها (1968 ـ 1971)، كما اهتم بالمخدرات كمشكلة فى المجتمع وقدم خبرته فى علاج الإدمان.
كان له العديد من المؤلفات التي وضعت له قدمًا راسخًا في تاريخ علم النفس بين كبار العلماء.
ومثلما زخرت حياته العلمية زخرت حياته الأسرية فهو والد الروائية العالمية الدكتورة أهداف سويف، ووالد الناشطة اليسارية الكبيرة الدكتورة ليلى سويف "أم الثوار"، زوجة المناضل أحمد سيف الإسلام، وأحفاده هم النشطاء السياسيون البارزون "علاء عبدالفتاح وسناء ومنى عبدالفتاح"، أحد أهم أيقونات ثورتي يناير ويونيو وكان متزوجًا من الدكتورة فاطمة موسى أستاذ اللغة في جامعة القاهرة.
وداعًا جد الثوار ومكافح الإدمان وعالم جل رؤيته على الأمور المستعصية.
