عاجل
الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد عودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل.. دبلوماسيون: أنقرة تدعي الاهتمام بالشأن الفلسطيني وتسعى لتحقيق مصالحها فقط.. أردوغان سيكون سببًا في إهدار ثروات غزة.. ومصر هي المفتاح الحقيقي

جمال بيومي ومحمد
جمال بيومي ومحمد صبيح وأحمد القويسني

أشار عدد من الدبلوماسيون إلى أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه من قبل الجانبين التركي والإسرائيلي بتطبيع العلاقات بينهما بشكل رسمي؛ لم يراع فيه سوى المصالح الشخصية المتبادلة بين الطرفين، مؤكدين أن تركيا أغفلت تماما كافة الحقوق الفلسطينية، دون وضعها في الاعتبار كما تزعم.

وأوضح البعض أن تركيا تسعى إلى كسب ثقة أمريكا والغرب من خلال تحسين علاقتها بإسرائيل، مشيرين إلى أن التطبيع التركي الإسرائيلي يضعف الموقف الفلسطيني، فيما رأى آخرون أن تركيا عملت على تحقيق مصالحها فقط دون محاولة الضغط على إسرائيل، كما أنها ستكون سببا لإهدار الحقوق الفلسطينية، مؤكدين أن مصر هي المفتاح الحقيقي لغزة.

تركيا تسعى لمصالحها فقط.. ومصر مفتاح غزة الوحيد

فى البداية قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن تركيا تقوم بعمل دعاية سياسية جوفية؛ وذلك على الرغم من أنها لم تضع في اعتبارها أي شيء آخر سوى مصالحها الشخصية، مؤكدًا أن تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل دليل على ذلك.

وأضاف "القويسني" أن تركيا لم تنظر للمصالح الفلسطينية ضد إسرائيل كما تدعى سعيها نحو تقديم حلول تصب فى صالح الوضع بقطاع غزة، مشيًرا إلى أن إسرائيل لم تسمح لتركيا سوى إدخال المساعدات فقط.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هذا الاتفاق يبين لسكان قطاع غزة أن مصر هي المفتاح الإقليمي دون غيرها، وتسعى بجدية لتحقيق استقلالها، لافتًا إلى أنه خلال إجراء مفاوضات مصرية مع الجانب الإسرائيلي بشأن فلسطين، ترجح المصالح الفلسطينية دون غيرها.

وتابع أن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل ليس في صالح مصر لأن كلاهما يعمل على إضعاف القوة المصرية، مؤكدًا أنه عقب هذا الاتفاق ستتغير سياسات بعض الدول العربية تمامًا لصالح مصر، بعدما كانت ترجح السياسة التركية، لأن الأمر أصبح واضحًا الآن دون خفاء.

التطبيع التركي الإسرائيلي يضعف الموقف الفلسطيني


وأوضح السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن "إعلان تركيا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل لم يكن أمرًا جديدًا، وإنما هناك علاقات قائمة بينهما بشكل كبير منذ زمن بعيد"، لافتًا إلى أن تركيا في الواقع ليست محسوبة على الدول العربية؛ لأنها أقرب في تعاملاتها مع الدول الغربية.

وأضاف "بيومي"، أن إعلان هذا التطبيع لم يكن مجاملة لإسرائيل من تركيا وإنما للعمل على كسب ثقة أمريكا والغرب الذي يبذل قصارى جهده، لتعزيز موقف إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذا يضعف الجانب الفلسطيني ومحاولاته نحو الاستقلال.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن مصر لن تتأثر بتحسين العلاقة بين تركيا وإسرائيل، موضحًا أن ذلك الأمر يصب في صالح مصر، لأن هناك بعض الدول العربية كانت تخدعها تركيا وتحاول التأثير فيها لاتخاذ موقف عدائي ضد مصر، إلا أنه بعد هذا التطبيع أصبحت الأمور واضحة للجميع وكل دولة ستراجع سياساتها التي تنتهجها تجاه تركيا ومصر. 


أردوغان يعلم أهمية توطيد العلاقات مع إسرائيل

وأكد مصطفى زهران، أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن اتفاقية التطبيع التي تمت بين تركيا وإسرائيل شيء متوقع، فالعلاقات التجارية قائمة بين الدولتين بشكل كبير، مؤكدًا أن أردوغان يعي جيدًا أهمية توطيد العلاقات مع إسرائيل في الفترة الحالية خاصة في ظل توتر علاقاتها بدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

وأضاف "زهران"، أن الحركة الإسلامية بتركيا لا علاقة لها بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مشيرًا إلى أن أردوغان يتعامل مع الجماعة كأي تيار موجود على الأرض التركية.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن اتفاقية التطبيع التي تمت بين تركيا وإسرائيل ربما سوف تحدث تحولًا في العلاقات المصرية التركية خلال الفترة المقبلة.


تركيا ستكون سببًا لإهدار الثروة الفلسطينية

وفى السياق ذاته قال السفير محمد صبيح، أمين عام مساعد جامعة الدول العربية السابق، ومندوب فلسطين الدائم بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن فلسطين تسعى لإثبات هويتها والحفاظ على حقوقها التي تقوم إسرائيل بانتهاكها، مشيرا إلى أن كل دولة لها الحق أن تفعل ما تشاء وتعادي من تشاء؛ ولكن عليها ألا تخدع غيرها وتحاول إثبات دعمها ومساندتها دون حقيقة لذلك.

وأضاف صبيح، أن تركيا لم تحاول الضغط على الجانب الإسرائيلي في اتفاقهما لتطبيع العلاقات بينهما ولم تتطرق إلى فك الحصار الإسرائيلي على غزة، أو حل بعض الأزمات التي تعاني منها غزة مثل الكهرباء والمياه والتي تقوم إسرائيل بسرقتها، لافتا إلى أنها وافقت على كل الأمور دون مراعاة لكل هذه الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وتابع أمين عام مساعد جامعة الدول العربية السابق، "أن تركيا ستكون سببا في إهدار ثروات فلسطين؛ وذلك لأن إسرائيل تتطلع إلى تصدير الغاز الفلسطيني عبر تركيا إلى أوروبا، الأمر الذي يدفعها إلى سرقة كميات كبيرة للاستفادة منها دون النظر لحاجة الفلسطينين"، مشيرا إلى أن هذا يعود بالنفع على تركيا لأنها ستحصل على مقابل لذلك حتى تسمح بمرور الغاز الفلسطيني من أراضيها إلى أوروبا.