عاجل
الجمعة 27 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الطريق إلى 30 يونيو


أصاب أداء محمد مرسي في الأيام الأولى لحكمه، القوى الثورية بالصدمة الشديدة، ورغم اختيار بعضهم "الصبر" عليه حتى اكتمال المائة يوم الأولى، التي صرح بأنه سيقدم بعدها كشف حساب عن وعوده الانتخابية، إلا أن نوايا جماعة الإخوان ومرسي، قد ظهرت حتى قبل تسلمه مهام الرئاسة برفضه الإجراءات الدستورية لحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، وإصراره على أدائها بين جماعته التي احتشدت بميدان التحرير، ثم نقضه الوعود التي تقدم بها للقوى السياسية في اجتماع فيرمونت الشهير قبل يومين من إعلان نتيجة الإعادة في الانتخابات الرئاسية يونيو 2012، وإخلاله بوعد تشكيل حكومة ائتلافية من جميع القوى السياسية، واختيار رئيس للوزراء ونواب من الفصائل السياسية التي دعمته في معركة الرئاسة ضد الفريق أحمد شفيق، ليخل مرسي فورًا بوعوده ويختار أحد سكرتارية وزير سابق، ليصبح رئيسًا للوزراء في مصر، ويضرب بعرض الحائط كل الوعود التي عاهد عليها القوى السياسية.

لم تنتظر القوى الشبابية الثورية انتهاء المائة يوم التي حددها محمد مرسي لتقييم أدائه، لأن الحركة السريعة التي بدأت بها جماعة الإخوان في أخونة دواوين الحكومة، ونشر رجالاتها في كل مرافق الدولة، بقصد الحصول على "التمكين" بالشكل الكامل الذي كتبه مؤسس الجماعة حسن البنا في كتبه وأدبياته، فبدأت القوى الثورية الشبابية اجتماعاتها في أحد العقارات القديمة بروضة المنيل – ويا للمصادفة – أمام أحد مقرات حزب الحرية والعدالة بالمنطقة، وكانت الدعوة لتلك القوى، بدافع تجميع ما فرقته الخلافات الثورية في مرحلة الانتخابات الرئاسية وما قبلها.

رفع الاجتماع شعار "تحقيق أهداف الثورة" واتفق المجتمعون والذين مثلوا أكثر من أحد عشر تكتلاً وتنظيمًا شبابيًا شهيرًا في ذلك الوقت، إن جماعة الإخوان انحرفت بمبادئ الثورة عن طريقها، وإنها استغلت فورة الشباب لتحقيق مآربها والوصول للحكم ليس لتحقيق الأهداف التي رفعت في الأيام الثمانية عشر الأولى من ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولكن لتطبيق مبادئ الحكم بالطريقة الإخوانية والتي تتلخص في إقصاء الآخر والاستبداد بالحكم لتحقيق منظور البنا في إقامة الخلافة بولاية مصر، منتهكين أول الخطوط الحمراء التي أضيفت لأهداف الثورة التي تجددت وهي الاستقلال الوطني، وعدم التبعية، فالإخوان يعتبرون مصر جزءًا من الكل، بينما يفخر كل مصري بأنه ينتمي إلى أم العرب وأصل التاريخ، وإن الانتماء والاقتران بمصر كان حلم كل الأمم ومسقط هوى كل عربي ومسلم.

الاجتماع الثاني شهد حضور عدد أقل "6 تنظيمات"، لكنه شهد تأسيس تكتل القوى الثورية الوطنية، والتي كانت أول محاولة لجمع شمل القوى الثورية الشبابية، والاستعداد لإحياء مسار الثورة، والوقوف أمام جماعة الإخوان المسلمين، وتأكد التكتل بعد إصدار مرسي للإعلان الدستوري المكمل في نوفمبر 2012، أنه لا سبيل لعودة المسار الديمقراطي في مصر إلا بإسقاط جماعة الإخوان من الحكم، والذين أعلنوا أنهم جاءوا للحكم لـ500 عام قادمة، فاتفقت التنظيمات التي جمعت التكتل في مواجهة الإخوان ومخططهم وعودة الثورة إلى الميادين من جديد، فنظموا أول مظاهرة للصعود لمقر الإخوان بالمقطم، ونقلوا الصراع من جديد للشارع، حيث موطن الثورة في الأصل، وكان للتكتل قصب السبق في الدعوة لعزل مرسي عبر تجميع توكيلات من المواطنين، تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وجمعت في أول أيامها 5000 توكيل في ميدان روكسي، التكتل كان أكثر التجمعات الشبابية عقدًا للمؤتمرات الصحفية العلنية التي هاجمت فيها سياسة الإخوان الإقصائية، وعرضت مطالبها بإقامة انتخابات رئاسية مبكرة وجديدة، ثم صعدت من مطالبها بعد استهداف أفرادها في عدة محافظات للدعوة، لإسقاط حكم الإخوان فورًا وحدد التكتل يوم 28 يونيو 2013 للدعوة للتظاهر لإسقاط الإخوان، حيث وافق يوم الجمعة وكان لزاما الاستفادة بالدفعة "الزمانية" لدعوة المصريين للتكاتف قبل الموعد المضروب في الثلاثين من يونيو الموافق لاكتمال العام الأول لحكم مرسي، حيث كان إصرار الشباب والتكتل بعدم السماح لمرسي وجماعته بالحكم يومًا آخر بعد ذلك.

فعمد أحد التنظيمات الفاعلى في تكتل القوى الثورية – منظمة شباب حزب الجبهة الديمقراطية، لضرب خيام اعتصامها أمام قصر الاتحادية في تحدٍ واضح لجماعة الإخوان التي هددت بقتل كل من سيقف أمام أبواب القصر، في الوقت الذي رفع شباب التكتل في مؤتمر صحفي حاشد الكروت الحمراء في وجه مرسي وجماعته، وقرأوا بيانهم الثوري الذي اقتبست منه فقرات كاملة في خارطة طريق 3 يوليو التالي.