عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سياسيون يهاجمون تصريحات "أمين الإخوان" حول "رفض المصالحة".. كمال الهلباوي: لا تعبرعن توجه الجماعة نحو الصلح.. عمارة: "محمود حسين" مختل عقليًا وغير مدرك للواقع

كمال الهلباوي و خالد
كمال الهلباوي و خالد الزعفراني و عمرو عمارة

أثارت تصريحات محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان الإرهابية، في الإفطار الذي نظمته الجماعة بتركيا، والتي أكد فيها رفضه الصلح مع الدولة المصرية، استنكار واستهجان جميع القوي الثورية المعارضة لقرار الصلح مع الإخوان.

كما أن تصريحات حسين بدت محرجة للقوي السياسية والشخصيات الذين نادوا بوجوب فكرة الصلح، وتطبيق قانون العدالة الانتقالية.

ويرصد "العربية نيوز" آراء الخبراء، وبعض من المنشقيين عن الإخوان لدرايتهم بالداخل الإخواني، الذي قد يكون سببا في اتخاذ مثل هذه القرارات الغاشمة، والتصريحات الطائشة، خصوصًا في تلك المرحلة التي تنقسم فيها الجماعة إلى كفتي محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والتي يقف محمود حسين في كفتها، وكفة محمد كمال الذي يدعو الشباب الي مزيد من التظاهر، ومزيد من العنف.

التصريحات طائشة لا تعبر عن الواقع
في البداية يرى الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن رأي محمود حسين أمين عام الجماعة، وتصريحاته في الإفطار الذي نظمته الجماعة بتركيا، لا يعبر عن رأي الجماعة ككل، إنما هو مجرد رأيه ومجموعته، واصفًا التصريحات بأنها عنترية لملاءمة الجو العام للمناسبة والحضور، وحسن الظهور.

وأضاف الهلباوي، أن المشهد العام يبين أن الجماعة تسير بخطا قوية نحو الصلح مع الدولة، ولكنه صلحًا مشروطًا ممن لم تلوث أيديهم بالدماء، مؤكدا أن الدولة لن تتعامل مع الإرهابيين بحسن نية، فسوابقهم موجودة، ولكن الصلح يكون مع من لم يشارك في عمليات إرهابية، أو تظاهرات عنيفة، واعتصام رابعة.

وأكد القيادي المنشق عن الجماعة: أنه في ظل الصراع الداخلي بالجماعة، واختلاف الرؤى، يتأكد لنا أن تصريحات محمود حسين أمين عام الجماعة لا قيمة لها على الإطلاق، ولا يمنحها منصب قائلها السبب الذي يغير معالم المشهد.

توجه نحو المصالحة مع الجماعة
وعلي سياق آخر يوضح سامح عيد الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن "حديث محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، الذي أكد فيه رفضه فكرة المصالحة مع الدولة المصرية، ودعوته إلى استكمال الجماعة للثورة، ليس جديدًا على قيادات الجماعة وتصريحاتهم المتلونة".

وأضاف "عيد" أن الشواهد الحدثية، تؤكد عكس تصريحات أمين عام الجماعة، فالواسطات العربية والدولية، ومقابلة الجماعة مع الدكتور سعد الدين إبراهيم، جميعهم تسير نحو تأكيد الصلح خصوصًا بعد تصريحات المستشار مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، وتصريحات السفير محمد عرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بأن مصر شجرة والإخوان فرعها.

وتابع المنشق عن جماعة الإخوان، أن عملية خروج شباب الجماعة من السجون، والذين يمكن وصف تهمهم بأنها غير قوية أو إرهابية، والذين لم تلوث أيديهم بالدماء، خير دليل على السير في طريق المصالحة، مؤكدًا أن تصريحات محمود حسين عن استكمال الثورة والحشد، لا تتخطى الكلام العام، الذي يروج إعلاميًا لحفظ ماء الوجه حسب ما يعتقدون فيه. 

وأشار إلى أن إعلان الإخوان عن الحشد في المناسبات الثورية، أمر يروج في قنوات إعلامية وحسب، ولا يؤخذ به، فمحمد ناصر ومعتز مطر وإعلاميو الجماعة يبثون رسائل ترويجية لا علاقة لها بقرارات الجماعة الإدارية.

وأكد أن الرسالة التي تقدم الآن إلى أعضاء الجماعة في تلك المرحلة هي تثبيت المفاهيم، وضرورة تأجيل المعركة والحصول على استراحة المحارب، والصبر على المصاعب، والدعوة السرية، وأن تلك المرحلة كالمرحلة "المكية" في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكي نعود مرة أخرى إلى الحكم والحياة السياسية وعودة عصر "المدينة"، يجب الحفاظ على القوة والشباب. 

المفاوضات السرية لم تتوقف
ومن جانبه، قال خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والخبير بالشئون الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن "حديث محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، في الإفطار الذي نظمته الجماعة بتركيا، والتي أقر فيه أمين عام الجماعة، رفضه الصلح مع الدولة، ودعوته للشباب أن يستكملوا الطريق الثوري"، موضحًا أن أي شخص يعلن أن الإخوان مشتركون في عملية تفاوض من أجل الصلح، كاذب وأفاق".

وأضاف "الزعفراني" أن فكرة الصلح غير مقبولة بالمرة، وإن كانت الفكرة غير موجودة في الأساس، إلا أن ذلك لا يمنع أو يخفي أن المفاوضات السرية لا تزال موجودة من أجل أن تسري الأمور، ويخرج المعتقلون من السجون.

وأشار القيادي الإخواني السابق، إلى أن تصريحات المستشار مجدي العجاتي، وزير الشئون القانونية ومجلس النواب، لا يؤخذ بها ولا تتخطى الكلام العام الذي يبين أن الدولة ورجالها يسعون إلى الخير وإقرار السلام، ولكن الواقع الذي لا يمكن الحياد عنه، هو رفض فكرة الصلح تمامًا من الجميع دولة، وشعبا، وداخل الجماعة، وأن المشهد الآن لا يشهد إلا مفاوضات ما تحت الطاولة. 

أمين الجماعة "مختل عقليًا"
وأكد عمرو عمارة، رئيس حزب العدالة الحرة، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن "تصريحات محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، خلال الإفطار الذي نظمته الجماعة بتركيا، تدل على أنه شخص مختل عقليًا".

وتابع "عمارة" أن تصريحات القيادي الإخواني توحي وكأن الدولة هي التي تسعى إلى التصالح لا الجماعة، مضيفًا أن الشباب لديه الحق في أن يثور على القيادات التي تجرفهم إلى نفق مظلم، بتصريحات غير مدركة لطبيعة وحقيقة المشهد، مشيرًا إلى أن النظام المصري رغم الأزمات الاقتصادية التي يواجهها، إلا أنه ليس في حاجة إلى الصلح مع "الإخوان"، موضحًا أن عدم السعي إلى الأفضل والاحتواء، لا يعني السقوط إلى الضرر والسعي إلى صلح الإخوان، ولكنه يبقى الوضع كما هو عليه، جيد ومستقر نوع ما.

وأضاف رئيس حزب العدالة الحرة، أن الصراع الزمني بين الجيل القديم التائه بين صفحات حسن البنا، وسيد قطب، مع جيل الشباب الذي تفوق علميا، وفكريا، وتكنولوجيا، يؤجج الصراع خلال الفترة المقبلة داخل أروقة الجماعة الداخلية، المنقسمة حول الصلح، أو العنف والتظاهر، والعمليات الإرهابية.

وأكد أن مسألة التفكير في العنف والتظاهر وإمكانية الحشد في المناسبات المقبلة من بعض القيادات، أمر هزلي، غير مدرك إلى طبيعة المشهد الحالي في مصر، وعدم التواجد الميداني للإخوان في الشارع، وعدم قدرتهم على حشد مظاهرة صغيرة الحجم ولوقت قليل.

وأشار إلى أن الشباب الآن لا يشكلون صوتًا في الجماعة، فالقيادات كما هي، والشباب كما هم يعمرون السجون، بأخطاء قياداتهم، موضحًا أن الشباب لا يسعون الآن إلا إلى ما ينهي الأزمة، ويخطو بها إلى مواصلة الحياة مرة أخرى.