"الطيب": نظرية الخوارج في استحلال القتل "شذوذ فكري"
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنَّ مفهوم الحاكمية هو أحد الأصول الموجودة عند الخوارج الذين خرجوا على سيِّدنا عليٍّ بعد قبوله التحكيم في موقعة صفين، وقالوا: الحكم لله، وكفروا عليًّا ومعاوية، مستندين إلى قوله تعالى: "إن الحكم إلا لله" أي ما الحكم إلا لله، وأعلنوا تمردهم على المفهوم الصحيح للإمامة أو على الحديث الشريف: "الأئمة من قريش"، وقالوا: كل إمام عادل من حقه أن يقود هذه الأئمة فإذا جار أو حاد عن العدل جاز قتله أو جاز عزله، وهم بذلك قد أعطوا أولوية للقتل.
وأضاف "الطيب" في برنامجه "الإمام الطيب" الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وقنوات "سي بي سي إكسترا"، و"إم بي سي مصر"، و"تليفزيون أبو ظبي"، أن الخوارج لم يظهروا بمظهر الكفار وحيروا سيدنا عليا حتى شك في بادئ الأمر أنهم منافقون، وأرسل إليهم عبد الله بن عباس، وبعد رجوعه سأله هل هؤلاء القوم منافقون؟ فقال: "لا، ليست سيماهم كالمنافقين"، وإن بين أعينهم لأثر السجود لكنهم يتأولون القرآن ويفسرونه تفسيرا منحرفا، مشيرًا إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تنبأ بظهور الخوارج حين قال: "يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاتَكُمْ مَعَ صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "ثم وصفهم بأنهم "حدثاء الأسنان"، أي كلهم من الشباب، "يقتلون أهل الإيمان ويتركون أهل الأوثان"، كما كانوا يقتلون كل من لا يؤمن بنظريتهم.