عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

هدى شعراوي.. ناضلت لحقوق المرأة فأنصفها التاريخ.. وحاكمها في زواج ابنها

هدى شعراوي
هدى شعراوي

يظل التاريخ حجة نصب أعين الجميع، يحكم على كافة الأشخاص بما لهم وما عليهم، فكثيرون سجلوا أسماءهم في دفاتره، منهم وخاصة الذين طالبوا بحقوق المرأة وسعوا لتحريرها، منهم هدى شعراوي، أبرز هؤلاء اللائي نادين بتحرير المجتمع من القيود والفكر العقيم.

هدى شعراوي، ولدت في الـ 23 من يونيه عام 1879 في محافظة المنيا، ابنة محمد سلطان باشا، أول رئيس لمجلس النواب المصري، في عهد الخديوي توفيق، اتهم بخيانة الثورة "ثوره عرابي" وأنه سبب في دخول الإنجليز مصر، تزوجت في الثالثة عشرة من عمرها من علي شعراوى، ابن عمها فحملت اسمه بدلًا من أباها في تقليد غربي.

كما عانت من زواجها المبكر ونظرة المجتمع الذكورية وتفضيل أخيها الصغير "خطاب" عنها لكونه ولدًا، عانت من كونها لم تستطع التدخين حتى لا يتسلل دخان سيجارتها إلى الرجال فيختنقون من دخان المرأة، عانت من قيود فرضت دون مبرر. 

وجهتها الخارجية
أثناء رحلتها العلاجية في أوروبا وخاصة في لندن، وجدت "هدى" علاجها يكمن في تحرر المرأة هناك وتمتعها بحقوقها، ومن هنا كان مدخلها لحقوق المرأة، وتعرفت على شخصيات ساعدت في تكوين عقليتها، وما أن عادت حتى كونت الاتحاد النسائي وشغلت منصب الرئيس، وكانت عضوة في الاتحاد النسائي العربي ثم بعد 20 عامًا باتت رئيسة له، وناقشت قضايا المرأة أمام سنيور موسوليني ومصطفى كامل أتاتورك وقادة العالم الذين غيروا مسارات الحكم في بلادهم.

مواقف لا تُنسى
يعد من أبرز مواقفها بعد ثورة 1919 في استقبال سعد زغلول، هو خلعها النقاب أمام الناس ووضعه تحت أقدامها في إشارة عن ثورة النساء للتحرر لكل ما فرض عليها، كما عملت علي تقييد حق الطلاق، والحد من سلطة الولي أيًا كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي، وتقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض غير القابل للشفاء، والجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة والتعليم الابتدائي، ويعتبر هذا الجانب المضيء لهدى شعراوي.

انتهاك حقوق المرأة
لم تستمر شعراوي على مسيرتها، فقد تخلت عن هذا الصف في قصة زواج ابنها من فاطمة سري المطربة في ذاك الوقت، وفقد نشأة بين ابنها والمطربة قصة حب بداية من حفل في سرايا هدى شعراوي، وأخذ محمد يتتبعها حتى أثيرت الأقاويل والشبهات حول تلك العلاقة.

ووصلت الأزمة لذروتها عندما حملت فاطمة سرى وكان الإجهاض خطرًا عليها، فعرض محمد عليها الجواز بعقد عرفي، إلا أن فاطمة تمسكت بالعقد الشرعى "ليلي"، فعندما علمت هدى بهذا الأمر لم ترضخ بل أبعدت ابنها عن فاطمة، بسفر تارة بدخول بعض الوسطاء لكن دون حل، وهددت زوجة ابنها بتلفيق ملف في الآداب وفضحها خصوصًا أن فاطمة تملك إقرارًا من محمد بزواجه منها وتمسكه بالجنين، وأنجبت "سرى" ليلى، وحاولت إبعادها عن أعين عائله شعراوي، حتى أرسلت خطابًا في محاولة أخيرة للم الشمل وإلا ستلجأ للقضاء، ما اعتبرته شعراوي تهديدًا.

وحكمت المحكمة بعد سنوات بأن ليلى ابنة محمد شعراوي، ويعد هذا انتصارًا لفاطمة سري وافتراءً من جانب هدى شعراوي.