"الطيب": ما أكده الإسلام في الجهاد لم تهتد إليه أوروبا إلا في القرن الـ17
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن مفهوم الجهاد بمعناه اللغوي العام مأخوذ من الجهد أو بذل المجهود والمشقة، وفي الشرع هو بذل مجهود وطاقة ومشقة في مجاهدة عدو، والعدو في مفهوم الجهاد في الإسلام عَدُوَّان: عدوٌّ محسوس؛ وهو العدو المعروف الذي يُواجه ويُجابه في ساحات الحروب والمعارك، وعدو خفيٌّ لا يُرى ولا يُحسُّ وتأثيره مدمر أيضًا هو الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وكذلك الفقر عدو للإنسان، والمرض والجهل، وهي من الأعداء التي يجب على المسلم أن يجاهدها يوميًّا، وهذا يعنى أن الجهاد ليس مقصورًا على جهاد العدو فحسب وهو واجب متعين، لا جدال في ذلك، وهذا ما نلفت نظر الشباب إليه.
وأضاف فضيلته في برنامجه (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وقنوات سي بي سي إكسترا، وإم بي سي مصر، وتليفزيون أبو ظبي، أن النوع الثاني من الأعداء (جهاد النفس والشيطان والهوى..) مجاهدته أشق من مجاهدة النوع الأول (جهاد العدو بالسلاح) ولذلك وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه جهاد أيضا حين قال: (المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله)، مؤكدًا أن تقسيم الجهاد إلى ما يسمى بجهاد الدفع وجهاد الطلب لم يرد لا في قرآن ولا في سنة وإنما هو تقسيم نشأ من تأمل الفقيه في البيئة أو في الظروف الملابسة التي كانت تحيط به هنا أو هناك، وجهاد الدفع هو جهاد ملاقاة العدو ودفعه عن استعمار البلاد إذا داهم بلاد المسلمين، وهو في مقابل جهاد الطلب الذي يعني استباق العدو والذهاب إليه ومحاربته تأمينا لموقف ما.