شيخ الأزهر: ظاهرة التكفير لم تكن معروفة قبل 1967
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن "ظاهرة التكفير ليست بجديدة على المجتمعات الإسلامية"، موضحًا أنها بدأت مع ظهور الخوارج في خلافة سيدنا علي "رضي الله عنه"، مشيرًا إلى أن ظاهرة التكفير لم تكن معروفة في المجتمع قبل 1967 حتى على مستوى طلاب الأزهر الذين كانوا يرون أن هذه الظاهرة انحراف مفاجئ ظهر في تاريخ الفكر الإسلامي واندثر.
وأكد الإمام الأكبر في برنامجه "الإمام الطيب"، الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظم على التليفزيون المصري وقنوات سي بي سي إكسترا، وإم بي سي مصر، وتليفزيون أبو ظبي، أنه لا يمكن أن تولد فكرة داخل السجون وتكون سليمة؛ لأن هذه الفكرة لا تستمد من قواعد دينية واضحة، وفكر الضغوط دائما فكر أزمة، نشأ عنه تكفير المجتمع وتشكيل الجماعات والأفكار وقراءة هذه الأفكار في ضوء ضغط هذه الأزمة وفى الجو المتوتر لها، وهذه الأفكار لا تمت إلى الإسلام بصلة على الإطلاق.
كما أكد "الطيب"، أن هناك سببًا آخر لنشوء ظاهرة التكفير وهو تراث الغلو والتكفير الذي ظهر في ظروف معينة، وفى ظروف هجوم التتار على المسلمين، وهذه أسباب مقبولة لكن هذا هو فقه الواقع الموجود في هذا الواقع، فإذا تحرك هذا الواقع يبطل هذا الفقه، موضحًا أن فكر ابن تيمية كان انعكاسا للتضييق عليه في الحياة والحرية، وليس ابن تيمية هو الذي يصوغ للأمة تراثها، فهو واحد من بين مليون، فلماذا يترك المليون الذين يرى حرمة التكفير ويرى أن آخر كلام للنبي صلى الله عليه وسلم" أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا"، ولماذا وجدنا أن هناك جزءا من فقه عام عند فقيه واحد معين ولظروف معينة يُضخَّم ويصور على أن هذا هو الإسلام وأن بقية الأمة ضالة وأن بقية الأمة منحرفة؟، هذا هو الذي أدى بنا إلى ما نحن فيه.