بعد مرور العشر الأوائل من رمضان.. كيف يخرج المسلم حاصدًا مكاسب الشهر الكريم رابحًا الرحمة والمغفرة والعتق من النار؟
مرت العشر الأوائل وانقضت ونأمل من الله أن نكون من التائبين الفائزين بباب رحمته، ويتبقى ثلثي الشهر الكريم ونأمل من الله وندعوه أن يعيننا علي البر والتقوى والعفاف والغني والفوز بالمغفرة والعتق من النار، ورصد "العربية نيوز" تصريحات المشايخ والدعاة لأوضاع المسلم وحالته وكيف يمكن له أن يستثمر رمضان خير استثمار فيخرج من الشهر الكريم إنسانا قادرا على استكمال العمل والبذل والعطاء معلنًا أنه قد فاز بمشئية الله ورحمته بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
المسلمون في حاجة إلى توعية
حقيقية بعباداتهم
و قال
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في
تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن "المسلمين في رمضان هم أنفسهم في
باقي الأشهر، وهذه حقيقة يجب إقرارها"، موضحًا أن عمليات الإرهاب سواء في
سيناء أو اليمن أو أمريكا لا تراعي حرمة الشهر الفضيل.
وأضاف
"كريمة" مستشهدًا بأعمال الغش وتسريب الامتحانات، وعمليات الأقوات التي
تحتكر، وأسعار الأدوية التي ترتفع دون مبرر، وإذلال الناس على الأرصفة المسماة
زورًا بموائد الرحمن، وتعريضهم لذل وهوان السؤال، ودعوات محمود عزت، مرشد الإخوان،
إلى المحافظة على الاحتشاد في صلاة التراويح لا للصلاة من أجل الله ورسوله ولكن من
أجل التظاهر، ووسائل الاتصال السلفية لا تكف ليل نهار على مهاجمة العلماء، معلنًا
أن جميعها أعمالًا لا تحترم حرمات الصيام ولا تعرف حدود الله.
وأكد
أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن المسلمين في حاجة إلى
توعية حقيقية، ليعرفوا مقاصد العبادات وحتى يمن الله على هذه الأمة، بذلك سيبقى
الوضع على ما هو عليه.
علينا اغتنام خيرات الثواب
في شهر رمضان
وأوضح
الدكتور محمد عبدالعاطي، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، لـ "العربية
نيوز"، أنه "يجب على المسلم بعد انقضاء الثلث الأول من شهر رمضان أن
يفيق ويستحضر في ذهنه ما فات فقد لا نقدر على تعويض ما يفوتنا من الأيام".
وأضاف
أستاذ العقيدة والفلسفة، أن استحضار ما فات بغرض الفوز بالمغفرة والعتق من النار
واغتنام خيرات وثواب الشهر الكريم، يدفعنا إلى التركيز في الثلثين الآخيرين من
الشهر بالتركيز في العبادات، والقيام وإحسان القول والفعل والمواظبة على الطاعات
والفرائض.
وأوضح أنه
إذا فعل المسلم كل ذلك، فإنه يخرج من الشهر محمل بطاقة روحانية إيمانية، تدفعنا
إلى استكمال ما تبقى من حياتنا على نفس النسق الإيماني الرمضاني.
الطاعات تضمن للمسلم
حصد المكاسب الرمضانية
وأكد
السيد رشدي شلبي، الداعية الإسلامي لـ"العربية نيوز" أن على المرء أن
يقف لرؤية موضعه من الشهر الكريم الآن، بعد انقضاء العشر الأوائل وعليه يبدأ في
الإعداد وتعويض ما فاته.
وأضاف
الداعية الإسلامي أن المرء يقف في موضع صعب أمام ما يواجه من تحديات وفتن فلن يتنصر
إلا برفع الهمم والاستعانة بالطاعات وتركيز الجهد في العبادات حتى يخرج من شهر
رمضان وهو قادر على التحدث بيقين في الله أنه قد حصل على المغفرة والرحمة وعلى
العتق من النار.
وأكد شلبي أن أجر الصائم عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل، ومن صام يومًا في
سبيل الله يبعد الله عنه النار سبعين خريفًا، فكيف بمن صام الشهر كاملًا، لافتًا
إلى أن صيام رمضان يغفر جميع ما تقدم من الذنوب.