سيناء.. اختلف العدو والهدف واحد.. التنظيمات المتطرفة تتوغل في عمق الأراضي المقدسة.. الدولة تحارب أشباحًا.. ومكائد "أهل الشر" لا تتوقف
ما زالت الحرب قائمة بسيناء لكن العدو مختلف، والهدف واحد لا يخرج عن تخريبها وعدم استقرارها، فكان من السهل الانتصار على أي جيش نظامي وحرب أكتوبر اكبر دليل على ذلك، لكن الآن القوات المصرية تواجه عدوًا مجهولاً يعتمد على الخيانة والخسة والخداع، إنه الإرهاب الذي توغل إلى قلب سيناء وحولها إلى بؤره لاستنزاف دماء المصريين.
اندلعت شرارة الإرهاب في سيناء عقب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وحتى الآن مازالت العمليات الارهابية مستمرة بأرض الفيروز؛ والتي زادت حدتها بشكل كبير بالأخص منذ عزل الشعب لجماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو.
سيناء والجماعات الإرهابية
تضج سيناء بالعديد من الجماعات الإرهابية التي تحمل مسميات عديدة، إلا أن الهدف واحد؛ وهو ضرب أمن وأمان مصر وتخريب سيناء ومنع تعميرها، تلك الجماعات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب؛ فمنها من يدعي أنه من أنصار بيت المقدس، ولكن هل انتقل بيت المقدس من فلسطين إلى مصر؟!، ومنها من يدعي أنه جيش الإسلام وهو منهم براء.
"أنصار بيت المقدس"
تأسست عام 2011، وبدأت في إشعال الفوضي بسيناء، بعد عزل محمد مرسي من منصبه مباشرة، ودل على ذلك ما جاء علي لسان محمد البلتاجي القيادي الإخواني في اعتصامه بميدان رابعة العدوية، بأن الإخوان مسئولون عن كل ما يحدث في سيناء، وأن الإرهاب لن يتوقف إلا بعودة مرسي المعزول لكرسي السلطة.
"ولاية سيناء"
أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، في 4 نوفمبر 2014، مبايعتها لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، للتحول بعدها من اسم جماعة أنصار بيت المقدس إلى ما يعرف باسم ولاية سيناء، وكانت أولى العمليات الإرهابية لهذا التنظيم، هو استهداف الكتيبه 101، وقتل كل من فيها في 29 يناير 2015، وبعدها بدأ التنظيم الإرهابي في اقتحام الأكمنة في سيناء، وقتل جنودنا الأبرار، ومن أبرز العمليات الإرهابية كان اختطاف الجندي أحمد فتحي أبوالفتوح ابن محافظة الدقهلية وقتله بوحشية.
"أجناد مصر"
جماعة "أجناد مصر" وهي من أخطر الجماعات الإرهابية الموجوده في مصر، كما أن عملياتها الإجرامية تنفذ في قلب المحافظات وليس على الشريط الحدودي المصري، ولذلك أدرجتها الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قوائم الإرهاب، ونشأت الجماعة في الذكرى الثالثة لثورة يناير؛ حيث قامت بتفجيرات أمام قصر الاتحادية، ثم انطلق التنظيم الإرهابي بعدها ليضرب أقسام الشرطة وأكشاك التأمين الخاصة بالجامعات.
"تنظيم جيش الإسلام"
وفي سيناء أيضًا ينشط التنظيم الإرهابي الذي يحمل اسم "تنظيم جيش الإسلام" وهو تنظيم يتبع تنظيم حماس، وينتمي إلى السلفية الجهادية وتخصص في اغتيال ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية.
مواجهة الإرهاب أصعب من حرب أكتوبر
وفى هذا السياق، أكد اللواء حسام سويلم، الخبير الإستراتيجي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الحرب الدائرة على الإرهاب حاليًا في سيناء أصعب من حرب أكتوبر 1973 التي خاضها الجيش المصري ضد إسرائيل، مرجعًا ذلك إلى أن العدو في "أكتوبر" كان معروف الهوية ومحدد مكانه بسيناء وغزة.
وأكد "سويلم"، أن الشعب المصري بأكمله في أكتوبر كان مساندًا لقواته المسلحة بكل ما يملك ويستطيع، فضلا عن أن الجبهة الداخلية كانت مؤمنة ومتماسكة، قائلا" لم نجد ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية الآن من خيانة للوطن وتخريب وواستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة".
وأشار الخبير الإستراتيجي، إلى أن الإرهاب الذي تحاربه مصر منابعة كثيرة؛ فمن ناحية الشرق تواجه إرهاب غزة المتمثل في أنصار بيت المقدس، ومن ناحية الغرب الإرهاب القادم من ليبيا، ومن ناحية الجنوب تواجه الإرهاب القادم من جزيرة السودان، فضلا عن التصدي للإرهابيين القادمين من الناحية الشمالية عن طريق البحر، مضيفًا أنه إلى جانب ذلك تحاربه الدولة داخليًا بجميع المحافظات.
وأرجع الأسباب التي جعلت من سيناء بؤرة للإرهابيين إلى أمرين رئيسين، قائلا: السبب الأول وراءه جماعة الإخوان الإرهابية؛ متمثلا في أمر محمد بديع، المرشد العام للإخوان أثناء ثورة 25 من يناير لـ"رمزي موافي" بتهريب الإخوان الإرهابيين ومن على شاكلتهم من السجون وضم الإرهابيين القادمين من أفغانستان وباكستان وغيرها، وتكوين جيش إرهابي بسيناء تحت مسمى "جيش مصر الحر"، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان قامت بتمويلهم وإمدادهم بالأسلحة للقيام بالعمليات الإرهابية داخل سيناء وخارجها.