عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"صائد الدبابات".. أعظم مروض لصواريخ الفهد المضادة للمدرعات

صائد الدبابات محمد
صائد الدبابات محمد عبد العاطي

"صائد الدبابات أو المقاتل العنيد".. هكذا وصفه أقرانه، بعدما أذاق عدوه مرارة الهزيمة، في حرب "كيبور"، دمر بمفرده ما يزيد عن 33 دبابة و3 مجنزرات، إنه المجند المصرى محمد عبد العاطي عطية شرف، "صائد الدبابات".

ولد في 15 ديسمبر عام 1950، بقرية "شيبش" بمركز منيا القمح محافظة الشرقية، التحق في 1961 بكلية الزراعة وعمل مهندسًا في مسقط رأسه، ثم التحق بالقوات المسلحة في نوفمبر1969 بعدما أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة إعلان التعبئة العامة في البلاد، نظرًا لحالة الحرب التي تعيشها مصر بعد حرب النكسة.

انضم عبد العاطي، لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ رحلة جديدة مع صواريخ "فهد" المضادة للدبابات، التي يصل مداها إلى 3 كيلومترات، وكان يحتاج إلى نوعية خاصة من الجنود، نظرًا لما تتطلبه عملية توجيه الصاروخ من سرعة بديهة وحساسية.

قبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية على صواريخ "فهد"، انتقل "عبد العاطي" إلى الكيلو 26 بطريق السويس، لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع من الصواريخ في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، كان ترتيبه الأول واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ على الأرض.

تم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح لمدفعية اللواء محمد سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قادة الأفرع والأسلحة بالجيش، وتم ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.

خاض عبد العاطي، فترة عصيبة دائمًا ما كان يتنظر اليوم الذي يعلن فيه قائد القوات بدء حرب التحرير.. يقول عبد العاطي في مذكراته: "كنت أتطلع إلى اليوم الذى نرد فيه لمصر ولقواتنا المسلحة كرامتها وكنت رقيب أول السرية وكانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة واحتلال رأس الكوبرى وتأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات".

في اليوم الأول، لمعركة أكتوبر العاشر من رمضان، بدأت القوات تتقدم باتجاه القناة، منتظرين الضربة الجوية للتمهيد إلى التقدم البري للقوات، بعدها عبر الجنود الضفة الشرقية للقناة.

من بين الآلاف العابرين لخط بارليف، كان "عبد العاطي" من أول العابرين لجماعته، وأسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة.
في يوم 8 أكتوبر، وفي محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التى بدأت في التحرك، تمكن عبد العاطى من إطلاق أول صاروخ وتعطيل أولى دبابات العدو على يده، ثم أطلق زميله بيومى، قائد الطاقم المجاور، صاروخًا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومى الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة، ورصيد بيومى إلى 7 دبابات في نصف ساعة.

ومع تلك الخسائر الضخمة؛ قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد عادل يسرى ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التى تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.

في 9 أكتوبر، فوجئ عبد العاطي، بقوة إسرائيلية مدرعة قادمة من الطريق الأسفلتي الأوسط، مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول عليها فدمرها بمن فيها، فحاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لأنهم كانوا يسيرون في شكل مستقيم، فصوب إليها عبد العاطى صاروخًا سريعًا فدمرها هى الأخرى، وفى تلك اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات في الانتشار، فقام عبد العاطى باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة أخرى.

في 10 أكتوبر، فوجئ مركز القيادة باستغاثة من القائد أحمد أبو علم، قائد الكتيبة 34، لمهاجمة ثلاث دبابات إسرائيلية، فوجه عبد العاطى ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، بالإضافة إلى اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 33 دبابة و3 مجنزرات.

يظل عبد العاطي بطلا خالدًا في ذاكرة الحروب العسكرية والجيش المصري، حتى أن بعض المعاهد العسكرية تدرس شخصيته كمثال للجندي المصري حينما تتملكه إرادة النصر، وكيف أثبت للأعراف العسكرية أن جنود المشاة أبطال المعارك باستطاعتهم تدمير المدرعات والمجنزرات.

تم تكريم عبد العاطي، وتقليده وسام نجمة سيناء من الطبقة الثانية كأحد أبطال النصر، وظل اسمه متداولًا على ألسنة أبطال الحرب حتى توفي الوفاة في 9 ديسمبر 2001.