عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

عبد الباسط عبد الصمد صاحب "الحنجرة الذهبية".. "صوت مكة" الخاطف للقلوب

الشيخ عبد الباسط
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

لُقّب بصوت مكة.. وقيل عنه صوت من الجنة، تلك الحنجرة القوية وصوتة الرنان الذى يختطف القلوب، أينما كانت برخامة صوته، إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

ولد القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم داود عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد، حيث نشأ وترعرع بين جده الشيخ عبد الصمد، والذي كان من كبار حفظة القرآن الكريم بالتجويد والأحكام، ووالده الشيخ محمد عبد الصمد كان أيضًا من كبار المجودين المجيدين للقرآن الكريم وكان يعمل موظفًا في وزارة المواصلات.

وللشيخ "عبد الصمد" شقيقان أكبر منه وهما محمود وعبد الحميد عبد الصمد، وبدأ يلتحق بكُتاب القرية وشيخ القرية وقتها كان الشيخ "محمد الأمير"، ولاحظ الشيخ في تلميذه الصغير عبد الباسط أنه سريع الاستيعاب أثناء حفظ القرآن وشديد الانتباه وحريص على متابعة الشيخ بكل مخارج الألفاظ والوقف والابتداء، ولاحظ أيضًا صوته العذب الجميل، وظل عبد الباسط يتعلم حتى أتم حفظ القرآن في سن العاشرة وعندها طلب الشيخ الصغير من والده أن يتعلم باقي قراءات القرآن الكريم.

وبدأ الشيخ عبد الباسط يقرأ القرآن الكريم في القرى والمحافظات، وهو في عمر 12 عامًا، وكان يساعده الشيخ "محمد سليم"، ومن هنا بدأ الشيخ عبد الباسط مشواره كقارئ.

وبعد الشهرة التي حققها الشيخ عبد الباسط في بضعة أشهر في الإذاعة، انتقل هو وأسرته إلى القاهرة ليقيموا في حي السيدة زينب؛ وبسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو، وتضاعف إنتاجها وانتشرت بمعظم البيوت للاستماع إلى صوت الشيخ عبد الباسط.

حصل الشيخ عبد الباسط على عدد من الأوسمة، وهم "وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959، ووسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965، ووسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975، والوسام الذهبي من باكستان عام 1980، ووسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984، ووسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين، ووسام الاستحقاق من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية". 

كما سافر إلى القدس وقرأ في المسجد الأقص، وكذلك المسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين والمسجد الأموي بدمشق، وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن.

ولقب الشيخ عبد الصمد بـ"صوت مكة"؛ بسبب بعض التلاوات التي تلاها في السعودية، عقب حجته بالمسجد الحرام، كما لقب بـ"الحنجرة الذهبية" من شدة جمال صوته.

وكان يعاني الشيخ عبد الباسط من مرضى الالتهاب الكبدي والسكر اللذين سببا له الوفاة، التي سافر قبلها إلى الخارج ليعالج بلندن ومكث بها أسبوعًا وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر.

وتوفى يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلي والعالمي.