ومازال مسلسل تسريب امتحانات الثانوية مستمرًا.. خبراء: الجيش لديه منظومة قادرة على وقف النزيف.. وآخرون: عسكرة الثانوية لن تحل الأزمة.. وبرلماني: العقوبات تنتظر المسئولين
بدأت امتحانات الثانوية العامة منذ أيام قليلة، واصطحبت معها مآسي مضحكة، حيث تم تسريب امتحان التربية الدينية للثانوية العامة، مما أدى إلى اضطرار وزارة التربية والتعليم إلى إلغائه، وتحديد يوم 29 يونيو كموعد بديل لإجراء الامتحان، وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الثانوية العامة من قبل إلا عام 2008، حينما تم تسريب مادة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية في محافظة المنيا.
أزمة تعبر عن لغز كبير فشلت وزارة التربية والتعليم في التصدي له، رغم ما تتخذه من إجراءات احترازية قبل عقد الامتحانات بفترة كبيرة، لمواجهة هذه الظاهرة، الأمر الذي أدى إلى دعوة القوات المسلحة لتأمين امتحانات الثانوية العامة، ومراقبة الصفحات التي تساعد على تسريب الامتحانات.
الجيش لديه منظومة متقدمة قادرة على وقف نزيف الامتحانات
يقول اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع سابقًا، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، إن "مسألة تسريب الامتحانات عملية ليست كلاسكية ولكنها عملية تكنولوجية بحتة عن طريق وسائل تتضمن سرعة نقل الأسئلة وإعادة الإجابة عليها".
وأضاف "نبيل"، أنه بإمكان القوات المسلحة التدخل من الناحية التقنية، فلديها إدارة نظم معلومات متقدمة جدًا وتقنيات عالية، مشيرًا إلى أن "الجيش" قادر ولديه الإمكانيات على الحد من تلك المهازل.
وأوضح مساعد وزير الدفاع الأسبق، أنه يجب على كافة القطاعات القيام بدورها فقط، ولا مانع أن يساعد كل قطاع بما يملك، مضيفًا أن العناصر التي تساعد في تسريب الامتحانات من داخل اللجان نفسها، وحراسة اللجان ليست مجدية.
تدخل القوات المسلحة لوقف تسريب الامتحانات ليس حلًا
وأوضح عبد الحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم لـ"العربية نيوز"، إن "مسألة تسريب امتحانات الثانوية العامة بدأت من أربع سنوات، وانتشرت في الآونة الأخيرة على صفحات التواصل الاجتماعي، السبب الأول في تفجير المشكلة".
واتهم "طايل" وزارة التربية والتعليم بتجاهل الأمر، قائلًا: "هذا ما تريده لأنها لا تريد عقلًا مفكرًا واعيًا ناضجًا مبتكرًا".
وأضاف أن ما يحدث الآن من تسريبات لامتحانات الثانوية العامة، هو سقوط وغض طرف من الوزارة عن حجم تلك المشكلة وتفاقمها، ودليل على فساد منظومة الامتحانات، مشيرًا إلى أن السكوت والتغاضي يعبر عن نية الوزارة في تشويه المراحل التعليمية، البوابة الوحيدة أمام الفقراء للالتحاق بالتعليم الجامعي.
وأوضح أن تدخل القوات المسحلة، سيقيد النقد بحرية كاملة والحديث عن فساد منظومة الامتحانات وهو ليس حلًا، لافتًا إلى أن إدارة الجيش للمسألة ستؤدى إلى منع الحديث عن الأزمة، وتحويل كل من يتحدث عن المحاكمات العسكرية، حسب قوله.
تسريب
الامتحانات لن يتكرر.. والعقوبات تنتظر المسئولين
أكد
النائب جمال شيحة، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة التعليم، في تصريحات خاصة
لـ"العربية نيوز"، أن تسريب الامتحانات أزمة كبيرة لن يتم السكوت عليها،
موضحًا أن وزارة التربية والتعليم ستتخذ كل الإجراءات القانونية تجاه كل من ساهم
أو ساعد في تسريب الامتحانات.
وأضاف
"شيحة" أنه طالب وزير التربية والتعليم، بتوضيح كيفية اختراق منظومة
تأمين ورق الأسئلة وتسريب الامتحان، كما طالبه أيضًا بالتأكيد على كيفية ضمان عدم
تكرارها مرة ثانية.
وصرح
عضو مجلس النواب، أن الامتحانات تمت اليوم بنظام أكثر انضباطًا مما كانت عليه في
اللغة العربية والتربية الدينية، حيث تم الامتحان بدون تسريبات، بجانب أن
المسئولين عن التسريب سابقًا تم ضبطهم، ولن يتكرر الأمر مرة ثانية، منوهًا إلى
أنهم كانوا متواجدين داخل غرفة عمليات بالوزارة، وسارت الأمور دون حدوث أية مشكلات
أو عقبات.