ننشر حيثيات حكم الجنايات في قضية اقتحام سجن بورسعيد العمومي
أودعت محكمة جنايات بورسعيد أسباب حكمها في قضية أحداث محاولة اقتحام سجن بورسعيد العمومي التي راح ضحيتها 42 قتيلًا ومئات المصابين، برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، والصادر بالسجن المؤبد لعشرين متهمًا والسجن المشدد عشرة سنوات لـ 12 متهمًا والسجن خمس سنوات لـ 18 متهمًا كما قضت بانقضاء الدعوى للمتهم المتوفي محمد بخيت.
وأكدت المحكمة بأنه استقر في وجدانها وضميرها من واقع بحثها في الأوراق وما حوته من تحقيقات وما أرفق بها من مستندات عن بصر وبصيرة وما ارتاحت إليه عقيدتها وما وقر صحيحًا ولازمًا وقاطعًا في وجدانها ورسخت صحة وإسنادًا وثبوتًا في يقين قاطع جازم تطمئن معه المحكمة وتستريح مطمئنة مرتاحة البال هادئة الفكر إلى صحة وثبات وإثبات الثابت في أوراق القضية، وما كشف عنه سائر الأوراق بما يكشف الظلمة ويميط الغموض عن وقائعها وأحداثها.
وتابعت أن المتهمون اتفقوا فيما بينهم مع أخرين مجهولين لم تكشف التحقيقات عنهم على اقتحام سجن بورسعيد العمومي بقصد تهريب المساجين وإحداث حالة من الفوضى والخراب والدمار بمدينة بورسعيد، وقد أعدوا لتنفيذ جريمتهم حيث قسموا أنفسهم إلى مجموعات الأولى منهم تولت سجن بورسعيد وتوجهت المجموعات الأخرى صوب اقسام الشرطة ومنشأت شرطية ببورسعيد للاعتداء عليها ولاقتحامها وتهريب المساجين فيها والاستيلاء على ما بها من أسلحة وذخائر وآثاث وتخريبها وإتلافها وحرقها بالنيران.
كما تبين للمحكمة قيام المتهمين أيضا بتجهيز أسلحة وذخائر مثل مدفع جرينوف وبنادق آلية ومسدسات وزجاجات مولوتوف وأسلحة بيضاء وحجارة، وأنهم حددوا يوم تنفيذ جريمتهم يوم النطق بالقرار في قضية مجزرة استاد بورسعيد.
مستغلين في ذلك تجمعات أهالي المتهمين بتلك القضية أمام محيط السجن لرفضهم ترحيل أبنائهم للقاهرة لحضور جلسة الحكم لخوفهم من لتعرض أبنائهم للبطش من قبل مشجعي النادي الأهلي، وفور صدور الحكم بتلك القضية قامت المجموعة الأولى من هؤلاء المتهمين بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوب أبراج السجن المتواجد بها أفراد الحراسة وصوب البوابة الرئيسية والمباني والسور الخاص به.
كما توجهت المجموعة الثانية صوب قسم شرطة الكهرباء المجاور للسجن وقاموا باقتحامه وتخريبه واستولوا على ما فيه من أسلحة نارية وإحراز قضايا أخرى وسرقة أجهزة الحاسب الآلي، ثم قاموا بإشعال النيران به وكان ذلك بعد محاولات مستميتة من رجال الشرطة العاملين به بالدفاع عنه إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك لقلة عددهم وكثر المعتدين.
وقامت المجموعة الثالثة من المتهمين بالتوجه صوب عدد آخر من اقسام الشرطة واطلقوا النيران عليها ورشقها بزجاجات المولوتوف وقد استمر الاعتداء عليها وخاصة قسم شرطة العرب طوال اليوم إلا أن رجاله من ضباط وأمناء المكلفين بتأمينه دافعوا عنه وعن أنفسهم وقاموا بإطلاق الغاز المسيل للدموع على من تجمعوا حوله من الأهالي بتحريض من المتهمين، وقامت قوات الشرطة بأعلى أسطح القسم بالرد على مصادر النيران للدفاع عن أنفسهم وحتى لا يتمكن المتهمون من اقتحام الأقسام مثل قسمي شرطة المناخ والشرق والزهور والميناء أيضًا.
وواصل المتهمون اعتدائهم حال قيام الأهالي بدفن من استشهدوا لرحمة مولاهم في اليوم السابق وأثناء مرور الأهالي بالجثامين أمام نادي القوات المسلحة والشرطة، قاموا بمحاولة اقتحام نادي الشرطة إلا أن القوات المكلفة بتأمينه أطلقت قنابل الغاز عليهم لتفريقهم إلا أنهم عادوا واقتحموا الناديين وسرقة محتوياتهما وإضرام النيران بنادي الشرطة.
كما واصل المتهمون أفعالهم الإجرامية في الاعتداء على الأقسام والمنشأت الشرطية لليوم الثالث على التوالي، مصممين على إحداث الفوضى بالمجينة الباسلة والتي ظلت على مر التاريخ تدافع عن العدوان الأجنبي، قاصدين من ذلك إسقاط وكسر شوكة الشرطة وإحداث حالة من الخراب والدمار، ونسى هؤلاء المتهمون هم ومن عاونهم ومن ساعدهم من الذين امتلأت قلوبهم حقدا وبغضًا وكراهية لهذا الشعب الكريم وهذا الوطن العظيم أنهم أبناء وطن واحد.