تعاون القطاعين "العام" و"الخاص" يحفظ أمن مصر الغذائي.. تراجع البنية التحتية يتسبب في فقد 20% من القمح سنويًا.. وتشجيع الاستثمار يخفض مخاطر نقص الحبوب
عقد وفد رفيع المستوى من خبراء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" مؤتمر الحبوب المصرى، تحت عنوان "الحفاظ على مستقبل الخبز البلدى" تحت رعاية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والبنك الأوروبى، للعمل على إعادة الإعمار والتنمية بحضور ممثلى القطاع العام والخاص لضمان فعالية إمدادات الحبوب.
وجاء المؤتمر ضمن عدة فعاليات لمنظمة الفاو بمصر بهدف تقليل فقدان وإهدار الغذاء في جميع عمليات الإنتاج الغذائي المعروفة مع التركيز على مرحلة ما بعد الحصاد، ومرحلة التجهيز التجاري، والعمل على تنظيم سلاسل التغذية، مع العمل على سبل تطوير سلاسل إنتاج وتوريد الحبوب لتشجيع استثمارات القطاع الخاص من أجل الحفاظ على عدم التعرض لارتفاع الأسعار المتوقعة فى الأسواق العالمية بالمستقبل والحفاظ على مستقبل الخبز البلدي بطريقة مستدامة.
تعاون القطاعين الخاص والعام يحفظ أمن مصر الغذائي
وفى هذا السياق قال عبدالسلام ولد أحمد مساعد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو" والممثل الإقليمى للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إن مصر تدرك أهمية القمح كمادة غذائية استراتيجية، كما أن الفاو تقوم بدورها فى تقديم الخبرات الفنيه لخفض الهدر والتلف فى سلسلة القيمة وتقديم أساليب جديدة لتوفير المياه فى الري.
وأضاف ولد أحمد أن مصر كانت تاريخيًا صومعة قمح للعالم ومشروع المليون فدان من شأنه أن يؤدى إلى تحسين الأوضاع، موضحًا أن إقامة حوار مفتوح بين القطاع الخاص والقطاع العام أمر أساسي لحماية مصر من أي صدمات يمكن أن تتعرض لها الأسواق أو نقص من القمح.
وأشار مساعد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، إلى أن مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم، مبينا أن هذا الأمر لن يتغير فى المستقبل القريب نظرًا لمحدودية الموارد المائية والأراضي الصالحة الزراعة، لذلك فإن القيام بعمل فعلى لتحسين الأمن الغذائي فى مصر وإمدادات الحبوب أمر حيوي للغاية، ويستطيع القطاع الخاص المساعدة على تحسين استدامة واردات الحبوب إلى البلاد من خلال المساهمة بخبراته ومواردة المالية.
تشجيع الاستثمار يخفض مخاطر نقص الحبوب
ومن جانبه، قال ديمتري بريخودكو الخبير الاقتصادى فى مركز الاستثمار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن تسهيل إجراءات المناقصات وزيادة الشفافية بشكل كبير والتشاور فى تطبيق إجراءات الصحه النباتية بما يتوافق مع الممارسات العالمية، ويساعد بشكل كبير فى توفير سلسلة إمداد ممن الحبوب وقد يؤدى فى نهايه المطاف إلى توفيرات كبيرة بالنسبة للمستهلكين المصريين.
وأضاف بريخودكو، أنه من خلال تحسين شفافية سوق الحبوب سيساعد على تشجيع الاستثمار ويخفض المخاطر التجارية وكلفه التمويل.
وأوضح الخبير فى مركز الاستثمار التابع لـ"الفاو"، أن هناك الضرورة الملحة للتعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأمن الغذائي المستقبلى، وللاستثمار فى تحديث البنية التحتية ذات العلاقة بالقمح لخفض الهدر والتلف الملحق به.
ومن جانبهم أوضح مشاركو الاتحاد الأوروبى بالمؤتمر أن تقديرات ما تفقده مصر يترواح ما بين 10-20 بالمائة من إمداداتها الكلية القمح ويرجع هذا لعدم كفائة البنية التحتية لسلسلة الإنتاج والإمداد.
عدم كفاءة البنية التحتية وراء إهدار 20% من القمح المصري
وكشف جيلز ميتيتال مدير قسم الاستثمار الزراعى فى البنك الأوروبى، إن تحقيق إعادة الإعمار والتنميه وتطور البنية التحتية اللوجيستية وبنية التخزين أصبح يشكل نقطة حاسمة فى تحسين فعالية الواردات فى قطاع الحبوب المصرى، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص إذا وجدت الإرادة القوية لدفع الأمور بإتاحة سوق أكثر تحررًا لدعم الاستثمارات الخاصة والتنافسية.
وأضاف ميتيتال، أن هناك الضرورة الملحة للتعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأمن الغذائي المستقبلى، وللاستثمار فى تحديث البني التحتية ذات العلاقة بالقمح لخفض الهدر والتلف الملحق به.