السيسي يزور أسيوط.. افتتاح محطة كهرباء "غرب" بقدرة 1000 ميجاوات.. إضافة 70% لقدرات صوامع القمح خلال 3 سنوات.. والرئيس يُطمئِن الشعب على مستقبل البلاد
قام الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بزيارة محافظة أسيوط، حيث افتتح محطة كهرباء غرب أسيوط بقدرة 1000 ميجاوات، كما قام بافتتاح ثماني محطات جديدة لتوليد الكهرباء بمختلف المحافظات، عبر الفيديو كونفرانس من مدينة أسيوط.
واستمع الرئيس السيسي إلى عرض من وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تناول خلاله مجهودات الوزارة خلال العامين الماضيين ومشروعات الخطة العاجلة، التي تم الانتهاء منها بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 21 مليار جنيه.
الدولة حريصة على إنجاز خطة الكهرباء العاجلة
وخلال العرض، أكد السيسي حرص الدولة على سرعة إنجاز الخطة العاجلة، بما تشمله من إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء ورفع قدرات المحطات القائمة، وتعزيز كفاءة شبكة نقل الكهرباء، بهدف تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة الكهربائية، والقضاء على مشاكل انقطاع التيار الكهربائي وتخفيف الأحمال، لاسيما خلال فصل الصيف، فضلاً عن الوفاء بمتطلبات التنمية من الطاقة وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة، مشيدًا في هذا الإطار بجهود السيد وزير الكهرباء والعاملين في هذا القطاع على مدار الفترة الماضية، والتي ساهمت في تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء خلال زمن قياسي.
وأشار رئيس الجمهورية إلى حجم التحدي والجهد والإنجاز غير المسبوق الذي تحقق في هذا القطاع الحيوي خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى التكلفة الضخمة التي يتم استثمارها في قطاع الكهرباء من خلال تنفيذ مشروعات تبلغ مجمل تكلفتها 515 مليار جنيه، فضلاً عن أعمال الصيانة التي تبلغ نحو 10 مليارات جنيه سنويًا.
وتعليقًا على ما ذكره وزير الكهرباء حول وصول العجز الذي تواجهه وزارة الكهرباء في متحصلاتها مقابل المصروفات إلى نحو 50 مليار جنيه، أكد السيسي على أهمية الترشيد في استهلاك الكهرباء من جانب المواطنين والعمل على تحصيل مستحقات الدولة مقابل الخدمات المدعومة التي تقدمها.
وقد أكد السيسي في هذا الصدد، على أهمية تركيب العدادات مُسبقة الدفع بجميع الوحدات السكنية الجديدة التي يتم إنشاؤها بما يساهم في تعزيز الرقابة على استهلاك الكهرباء، فضلاً عن تيسير الإجراءات البيروقراطية على المستهلكين، وقد أشار وزير الكهرباء في هذا الصدد إلى أنه تم حتى الأن تركيب ما يقرب من 2 مليون عداد مُسبق الدفع بالوحدات السكنية الجديدة.
كما وجه الرئيس السيسي بأهمية الانتهاء من إجراءات تدعيم الشبكة الموحدة للكهرباء خلال العام الجاري وتدبير التمويل اللازم لذلك، والذي يبلغ نحو 16 مليار جنيه. وفيما يتعلق بمحطة الضبعة للطاقة النووية، أكد السيد الرئيس على أن اتفاق إنشاء المحطة يتضمن تطبيق أعلى المعايير والمواصفات العالمية للأمن والسلامة.
كما أوضح الرئيس أنه سيتم إضافة 4400 ميجاوات إلى الشبكة القومية للكهرباء بنهاية هذا العام، على أن يتم الانتهاء من جميع المشروعات الجديدة في هذا القطاع بحلول عام 2018، مشيرًا إلى أن ما تحقق في قطاع الكهرباء يعد إنجازًا حقيقيًا.
السيسي يُطمئِن الشعب المصري على مستقبل البلاد
وقد بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي برسالة طمأنة للشعب المصري على مستقبل البلاد، مؤكدًا أن الإنجازات التي تتم في مجالات البنية التحتية مُتعددة، وتشمل مختلف القطاعات كالإسكان والزراعة وغيرها، وهو ما يجعل قوى الشر تتكاتف ضد مصر بهدف عرقلة مسيرة التنمية، إلا أن ذلك لن يُزيد المصريين إلا إصرارًا على مواصلة مسيرة البناء والتعمير حتى تتخذ مصر مكانتها التي تستحقها بين الأمم.
إضافة 70% لقدرة تخزين صوامع القمح خلال 3 سنوات
وقد استمع الرئيس بعد ذلك إلى عرض قدمه وزير التموين والتجارة الداخلية تضمن المشروعات التي تقوم بها وزارته أو التي تعكف على تنفيذها، مشيرًا إلى التقدم الذي تم في إطار تطوير منظومة توزيع الدعم التي تشمل الخبز والسلع الأساسية والارتقاء بجودة هذه السلع، فضلاً عن تحديث أساليب تخزين الحبوب والسلع الاستراتيجية بما يقلل من الفاقد، بالإضافة إلى جهود ضبط أسعار السلع الأساسية وفقًا لآليات السوق.
وقد ذكر السيسي خلال العرض، أن الصوامع التي سيتم إنشاؤها خلال ثلاث سنوات ستضيف ما يوازي 70% من القدرة التخزينية الحالية للصوامع القائمة.
كما تُمثل القدرات التخزينية للشون الحديثة التي يتم إقامتها نحو 45% من طاقة الشون الترابية الموجودة في مصر حاليًا، مؤكدًا أن الهدف من تلك المشروعات التنموية هو تحسين مستوى الخدمة والمنتجات المُقدمة للمواطنين وتقليل الفاقد من الأقماح والغلال، بالإضافة إلى القضاء على الفساد والبيروقراطية، بما يساهم في الارتقاء بالظروف المعيشية للمواطنين وحصولهم على خدمات تليق بهم.
محافظات الصعيد على رأس الأولويات
وأكد السيسي كذلك على أن جهود الدولة التنموية تشمل جميع المحافظات لاسيما محافظات الصعيد، مشيرًا إلى أن مشروع تنمية المليون ونصف المليون فدان يقع الجزء الأكبر منه في الصعيد.
كما وجه بسرعة الانتهاء من محور أسيوط وعرض مخطط خلال شهرين لإنشاء مدينتين جديدتين على هذا المحور في أسيوط والمنيا، لتكون على غرار العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة وغيرها من المدن الجديدة والتوسعات العمرانية التي تقيمها الدولة بمختلف المحافظات.
حصر شامل للمتضررين من حرائق الرويعي والعتبة
ومن جانبٍ
آخر، وجه الرئيس السيسي بسرعة إجراء حصر شامل للمتضررين من الحرائق التي وقعت
بمناطق العتبة والموسكي والرويعي بهدف اتخاذ كافة الإجراءات لمساعدتهم والتخفيف
عنهم، وذلك قبل حلول شهر رمضان الكريم.
القضية الفلسطينية "حاضرة"
القضية الفلسطينية "حاضرة"
وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس تناول كذلك في كلمته التطورات على صعيد القضية الفلسطينية، إذ أشار إلى لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ أيام بالقاهرة، حيث ناقش معه سُبل إحياء عملية السلام والتغلب على الإحباط واليأس الذي أصاب الفلسطينيين.
ونوه الرئيس السيسي إلى أنه دائمًا ما يوضح للوفود الأجنبية والعربية التي يلتقي بها أن السلام الذي تحقق بين مصر وإسرائيل وما يشهده من استقرار وثبات، لم يكن يتخيل أحد أنه كان ممكنًا، وهو ما يُدلل على إمكانية إيجاد واقع جديد بمرور الزمن، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن حجم القوات المصرية المنتشرة حاليًا في جميع أنحاء سيناء لمحاربة الإرهاب، تعكس الثقة القائمة بين الجانبين.
تحقيق السلام "ممكن"
وأكد السيسي في هذا السياق، على إمكانية التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خلال المرحلة الراهنة في حالة تضافر الجهود الدولية في هذا الاتجاه، وذلك رغم التحديات الإقليمية التي تمر بها المنطقة، مضيفًا أن إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة من شأنه القضاء على حالة اليأس والإحباط القائمة وتحقيق الأمن والاستقرار للجانبين.
وقد وجه الرئيس في هذا الإطار، رسالة إلى الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث دعا مختلف الأطراف الفلسطينية إلى التكاتف وتوحيد الصف وتحقيق مصالحة حقيقية، مؤكدًا على استعداد مصر لمواصلة دورها في هذا الشأن لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي طال انتظارها.
كما أعرب للجانب الإسرائيلي، عن اقتناعه بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى سلام دائم وشامل مع الفلسطينيين، بما يحفظ أمن إسرائيل ويحقق مصلحة أجيالها القادمة، مؤكدًا في هذا السياق على أهمية أن يدعم الرأي العام والأحزاب الإسرائيلية خيار السلام.
الرئيس يشيد بالجهود الدولية لحل القضية الفلسطينية
وأشاد بمبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية والجهود الأمريكية التي تسعى إلى إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن مصر تستهدف فقط المساهمة في التوصل لحل لهذه القضية.
وقد الرئيس السيسي على أهمية انتهاز الفرصة القائمة لتوفير حياة ومستقبل أفضل للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال التوصل إلى سلام دائم وشامل، معربًا عن أمله في أن تتفق القيادة والأحزاب الإسرائيلية على المضي قدمًا في هذا المسار، مما سيوفر واقعًا جديدًا بالمنطقة يساهم في استقرارها ويفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة.
وقد قام السيسي عقب انتهاء كلمته بجولة تفقدية بغرفة التحكم الخاصة بمحطة كهرباء غرب أسيوط.