"العشوائيات" أزمة تتفاقم ووعود لا تنتهي.. السيسي يُطمئِن المجتمع بحلها في عامين.. وحقوقي: الدولة لم تنفذ وعودها منذ عهد مبارك.. ورئيس بحوث الإسكان: "قنبلة موقوتة"
تعتبر مشكلة العشوائيات في مصر من أكثر المشاكل إلحاحًا وخطورة بعد غياب العدالة الاجتماعية وإهدار الكرامة الإنسانية، لاسيما أن العشوائيات قضية دولة وليست قضية الحكومة.
فى ظل تفاقم أزمة الحديث عن تطوير العشوائيات فى شكل وعود وخطط واستراتيجيات ودراسات منذ سنوات دون أن تُرى، ظلت الوعود دون أن تلمس منطقة عشوائية واحدة حتى الآن، فهل اكتفت الدولة بالحديث دون التنفيذ؟ خاصة أن إحصائيات المناطق العشوائية تعدت 1221 منطقة طبقا لآخر إحصائيات.
إذن الحديث عن تطوير العشوائيات مر عليه سنوات كثيرة، ويبدو أننا في انتظار عامين آخرين، بعد أن أكد الرئيس السيسى عزم الحكومة علي تطوير العشوائيات، مشددًا على أن مناطق العشوائيات الخطرة لا تليق بالمصريين، لافتًا إلى أهمية السعي لبناء مجتمعات جديدة تليق بمصر، والتي لن تترك مواطنيها في العشوائيات الخطرة، حسب حديث الرئيس.
لدينا مشروعات للقضاء على العشوائيات لم يتم تنفيذها
وفى هذا السياق يقول محمود مرتضى، المحامي والناشط الحقوقي، إن "الحديث عن العشوائيات ووضع الخطط الاستراتيجية لمواجهتها، كلام اعتدناه منذ أيام مبارك"، مضيفًا أن هناك العديد من المشروعات والدراسات والخطط السابقة الكثيرة للقضاء على العشوائيات ولم يتم تنفيذها".
وتابع: "أستشعر أن ما يقال الآن من الدولة حول اهتمامها بالعشوائيات يسير على نهج ما قيل من الحكومات السابقة".
وأضاف: "الحكومات المتعاقبة دائمًا ما تستخدم العشوائيات لتحقيق مصالح سياسية خاصة مع تفاقم الأزمات الاقتصادية للدولة، ما يكشف بعد ذلك أنها كانت لا تملك رؤية لحل تلك الأزمة".
لا يمكن حل أزمة العشوائيات في عامين
وأوضح أمين مسعود، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الإسكان، أن الرئيس السيسي، أكد بخطابة الأخير عن العشوائيات مدى انحيازه للشعب واهتمامه بالطبقات الفقيرة، مؤكدًا أن الرئيس يبذل جهده للنهوض بالشعب والوطن.
وأضاف مسعود لـ"العربية نيوز" أن لجنة الإسكان، وضعت أزمة العشوائيات في مقدمة اهتماماتها للقضاء على تلك المشكلة فى أسرع وقت، لافتًا إلى أن تلك الأزمة باتت تتفاقم بشكل كبير فى الآونة الأخيرة.
وتابع "لجنة الإسكان وضعت خطة لإزالة العشوائيات تم تقسيمها على أربع مراحل"، مشيرًا إلى أن الخطة تهدف إلى الاهتمام بالمناطق الأكثر خطورة ثم الأقل، منوهًا إلى أن عامين لا تكفى لإنهاء الأزمة ولكن الرئيس يختصر الوقت الزمني.
العشوائيات قنبلة موقوتة
فيما أكد الدكتور مصطفى الدمرداش، رئيس المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء السابق، إن "المناطق العشوائية عبارة عن تجمعات بشرية تكونت على أطراف المدن الكبرى، نتيجه عوامل الهجرة من الريف إلى المدينة".
وتابع أنه لابد من التخلص منها والعمل على نقلها إلى مسكن آدمى مع توفير فرص عمل بالقرب من المسكن.
وأضاف في تصريح خاص لـ"العربية نيوز" أن إنهاء مشكلة العشوائيات تحتاج إلى تغيير العمل الروتينى واتباع طرق بنائية جديدة، مشيرًا إلى أنه يمكن استخدام الألواح الإنشائية كوحدات جاهزة لتوفير للوقت والتكلفة
وأوضح أن اجتماعات الحكومة تنتج أفكارًا وأساليب مبتكرة لكنها غير مفعلة دون أي مبرر، لاسيما أن العشوائيات مشكلة مجتمعية لابد من التخلص منها والنظر لهؤلاء البسطاء بعين الرحمة.
ولفت إلى أن إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، أكدت أن العشوائيات في مصر توجد بـ909 مناطق، بينما معهد التخطيط القومي صرح بوجود 1109 مناطق، مشيرًا إلى أن مركز دعم واتخاذ القرار أكد أنها 1034 منطقة عشوائية.
الدولة
تضع خطط استراتيجية لإزالة العشوائيات
بينما
قال حسين فايز أبوالوفا، النائب البرلمانى، وعضو لجنة الإسكان، إن "خطة إبادة
المناطق العشوائية في تقدم ملحوظ"، مشيرًا إلى أن لجنة الإسكان داخل البرلمان تهتم
بالملفات التى تمثل خطورة على حياة المواطنين وعلى رأسها ملف العشوائيات ومن ثم
ملف المياه والصرف الصحي.
وأكد "أبوالوفا" في تصريح خاص لـ"العربية نيوز"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي
يعمل جاهدًا لإنهاء ملف العشوائيات قريبًا، منوهًا إلى ما حدث مؤخرًا من قرارات
وأجتماعات لتكثيف الجهود لحل هذه القضية.
وأوضح
"أبوالوفا" أن اهتمام الدولة بمشكلة العشوائيات بداية مطمئنة وإعطاء
بريق أمل للشعب المصرى، مشيرًا إلى أن جميع الإجراءات والخطوات التى اتخذتها
الدولة في الآونة الأخيرة، ستعمل على تقليل كثافة السكان المتواجدين في هذه المناطق
العشوائية.